بعد مضى ما يقرب من العامين ونصف العام علي يوم الرحيل
والذي ترك في نفسي آثاره السيئة ....
تعرفت علي فتاة جديده الغريب فيها أنها في العاشرة من عمرها
اِلا أنها أقنعتني بجمالها ذوالطابع الخاص
قطة هادئة..
بشعرها القصير
وابتسامتها الدائمة
وذلك الدلال الرباني
وجسدها المغزول من مرمرٍ وحرير
كما قال[ نزار قباني ]

اِنها حقاً طفلة غريبة الأطوار
تقربت منها أكثر وأكثر الى أن تعلقت بي وتعلقت بها
ولم أجد لما أفعله تبريراً أو تفسيراً منطقي أو حتي مسمي علي الأقل !
q
وفي مرة من ذات المرات سألتها عبثاَ مارأيك فى الارتباط بي ؟
أجابتني وبكل ثقة
: موافقة , بل هي تتمني ذلك .
فسألتها للمرة الثانية : ماذا تحلمين أن تصبحي في المستقبل ؟
أجابتني بعد تفكير قليل
: أتمني أن أصبح ( أبلـة )

فسألتها للمرة الثالثة
:

وهل سنتزوج بعد أن تصبحي أبلـة ؛ أم قبل ذلك ؟
أجابتني بلا تردد أو تفكير
: لا
قبل أن أصبح ذلك
فما كان شيئا بيدي اِلاّ أنِّي
" َضحِكتْ "

q
ومر علي هذا الحوار ما يقرب الشهر
عندما رأيتها بعد ذلك لم تعرني اهتماما كما كانت تفعل من قبل
بل وكأنها لم ترني أبداً
!

فتركتها وانصرفت
فلحِقت بي
فسألتها
: لما هذا النكران ؟
أجابتني
: لقد تغيبت عني مدة طويلة { وأنت تعلم أني أحبك}

فانبهرت عندما سمعت ذلك منها وتسألت
ماذا ؟
تحبني؟
أهي تعي ما تقول ؟؟؟
وانصرفت بعد ذلك حيث أعيش أنا وأحزاني المبعثرة هنا وهناك
وتلك الأريكة التي مازالت تغرق كل مساء فى دموعى
وذلك المشهد لم يفارق خيالي للحظة واحدة
جلست لأكتب شئ
لكني لم أعرف ماذا أكتب
وعن أي شئ أكتب
وهل من سيقراءُ يوماً ما سأكتبه لن يتهمني بالجنون ؟؟؟
لكن ذلك المشهد ظل يطاردني في كل مكان حتي تسلل أخيراً الي أحلامي
وفى أمسيةٍ زارني وحي الشعر بقصيدة
( زمان يسخر مني )

ثم بعد ذلك بأيام قليلة بقصيدة
( تبدينَ كعاصفة !) .

..................................................................................
جلستُ خائفاً .. فوق مقعد
فى منتصف حجرتى المظلمة
ورأيتكِ من خلف ستارى
تبدينَ كعاصفة !
إرتميتُ فوق أريكتي
وأغمضتُ عيناياَ كي لا أراكِ
لكني رأيتكِ فى منامي
تبدينَ كعاصفة !
تتبعني.. تريد أن تمزقني
فهي تماما تعرفني
نهضتُ من نومي وصرت أركضُ في الفضا
مازلتُ أراكِ تتبعينْ !
توقفتُ فجأةً
واستدرتُ أنظر خلفي
وصرختُ ماذا تريدين ؟
فأنا حقاً لا أعرف ماذا تريدين
لكن يبدو أنك لا تسمعينْ
وكل ما أعرفه في الحقيقة
هو أنكِ .. رغم هدؤكِ
تبدينَ لي كعاصفة !

------------
الشادى عبد الله
ابو جورى