بسم الله الرحمن الرحيم
...ماذا حدث لشبابنا و في أي المتهات يحوم ؟
لا أحد ينكر أن الأزمة السياسية التي نعيش فصولها يوميا , و د***نا اقتصاد السوق المتوحش , جعل الشباب يعيش في وسط ضبابي و يدور حول نفسه كالمجنون , بل و حتى الثقة فقدها فيمن حوله , فبدأ يتصرف كحصان ضرير هائج .
هذا هو السبب المباشر في ضياعه..أما السبب الغير المباشر فهو تفكك الأسرة و تخلي المرأة فيها عن دورها الطبيعي كأم و مربية أجيال .
لم تعد ذاك الملاك الطاهر الذي يرفرف على أفراد أسرته و يحميهم بجناحه..و لا ذلك البلسم الشافي المداوي للجراح , بل صارت تنسى أسماء أولادها و لا تنسى أسماء صالونات الحلاقة و التجميل.. و لم يعد يؤنس ساعاتها غير التنقل عبر قنوات (البرابول) ..التجوال بين مختلف المحلات الألبسة و الأقمشة المستوردة من وراء البحار..و التزيين للولائم و الأعراس مع تتبع أخبار القريبات و البعيدات ..و الويل لزوجها اذا رآت احدى معارفها ترتدي ثوبا أو حليّا أعجبها..فيومها تكون كارثة أعظم من كارثة هيروشيما و ناكازاكي .
اذا كانت الاسرة هي أفضل نعمة وهبها الله للمرأة المسلمة..فلماذا فرطت فيها و أتبعت سبيل اللواتي أضلهن الله و مشت في دربهّن ؟ لماذا فرطت في أولادها كل التفريط لتبعث بهم للشوارع حتى تجد الراحة و لتتفرغ لثرواتها دون اهتمام بفلذات كبدها ؟..أم لا يعودوا فلذات أكباد ؟
ألم يعودوا جزئا غاليا منها تضحي من اجلهم بكل غال و نفيس ؟..أأصبحوا مجرد أفراخ تخرج من حاضنة اصطناعية دون رعاية أو حب ليجدوا أنفسهم في خضم بحر الحياة الهائج المتقلب الأحوال , كي تتقاذفهم الأمواج المهلكة دون ان يجدوا مركبا ينقذهم أو شاطئا يرسون عليه ؟
كانت المرأة لا تنام حتى ينام كل أولادها و لا تأكل حتى يأكلوا جميعا..فأصبحت تتمنى غيابهم كي لا يفسدوا عليها متعتها في التزيين و التبرج .
كانت الأم رمز الحب و السعادة و العطاء..فصارت رمز الأنانية و التعاسة و الشقاء..كيف كانت ؟..و كيف أصبحت ؟..من المذنب في تحويلها من ملاك الى مصاص دماء ؟..أهو ذنب العصرنة و العولمة ؟..أم ذنبها هي التي تركت أنانيتها تتغلب عليها فصيّرتها الى مجرد حاضنة اصطناعية تنشئ الفراخ بعد أن كانت مدرسة تنشئ الرجال..و أي رجال..عظماء حكموا و قادوا ؟ . كانت كما قال نابوليون المرأة التي تهزّ المهد بيمينها تهزّ العالم بيسارها .
المفضلات