السلام عليكم و رحمة الله وبركاته ...
احببت ان انقل لكم موضوع مثير جدا حول العلاج بالقرآن من الجن , و العلاج من السحر ..
منقولة من جريدة الانباء العدد 6657 بتصرف .. من مقابلة مع "منير عرب"



[ الزيت يزلزل الشياطين والماء يقضي عليهم ]


بداية هل يشترط في الشخص الذي يعالج بالقرآن أن يكون حافظا لآياته..؟


ليس هذا شرطا جوهريا ، فقد اكتفى بعض صحابة النبي بحفظ سورة أو أكثر من القرآن وكانوا يعالجون الناس بها ، خاصة سورة الفاتحة لأن فيها من الأسرار والعجائب ما لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى ، فهي الشافية والمعافية ، وهي أرقى وأسمى ما يمكن أن يثني الانسان به على ربه .


ولكن ظاهرة العلاج بالقرآن الكريم لم تنتشر سوى في السنوات القليلة الماضية ..؟


هذا الكلام صحيح الى حد كبير ، وأعتقد انها ظاهرة صحية على أمة تدين بالاسلام دينا وتعتبر القرآن الكريم دستورها ونورها ، بل إنني أرى أن التصريح بوجود عيادات مرخصة وشرعية تعالج المرضى بالقرآن قضى تماما على هؤلاء المشعوذين الذين كانوا يتخذون من القرآن ذريعة للدجل والكذب على المواطنين ..


أيضا فإن العلاج بالقرآن موجود منذ بدء الرسالة ، ولكن فئة من الناس احتكرته وادعت انه يورث الى عائلات وأفراد دون غيرهم ، وهذا الكلام غير صحيح لأن كلام الله للمسلمين عامة وللمؤمنين كافة ، كما أن الخير لم يقتصر على فئة من الناس دون غيرهم ، لقول الله تعالى : " وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا" .


[ الأخـــــذ بالأســــبـــاب ]


معنى هذا أن الرقية والعلاج بالقرآن ليست مقتصرة على فئة دون غيرها..؟


نعم .. فإن الرقية والعلاج بالقرآن ليست مقتصرة على فئة من الناس ، انما هي عامة لكل من يؤمن إيمانا صادقا بأن القرآن فيه شفاء للناس ، ولابد لنا كمسلمين أن نعلق قلوبنا بالله سبحانه وتعالى لأنه لا شافي إلا الله ، ونحن فقط نأخذ بالأسباب ، ومن ضمنها أن الرسول استخدم القرآن في الرقية ، كما أن الله اخبرنا بأن فيه شفاء للناس ، ومن هنا فقد أخذنا هذه الآيات نبراسا في حياتنا ، ومن هنا يكون العلاج الحقيقي من كافة الأمراض.


هل الرقية فراسة ، أم ان لها أصولا وقواعد يجب أن يتعلمها الانسان المعالج ..؟


الرقية فراسة في المقام الأول ، كما أن لها أصولا وقواعد يجب أن يتعلمها الانسان المعالج ، مثله كمثل الطبيب البشري ، وإذا كان الانسان العادي لا يمكنه أن يعلق في رقبته سماعة الطبيب ويقول أنه طبيب ، فإنه أيضا لا يستطيع أن يدعي القدرة على الرقية لمجرد أنه يمتلك بعض الأدوات التي تستخدم في ذلك ، انما عليه أولا أن يتعلم أصول التعامل مع العقيدة الاسلامية ، وأن يعرف مداخل ومخارج الشياطين حتى لا يقع هو في الكفر قبل غيره من الناس .


فقد يتسبب هذا الشخص في وفاة أحد المرضى نتيجة لجهله بطريقة العلاج وبالتالي فهو إنسان ظالم وغارم ووجبت عليه الدية ، بالضبط كالذي يدعي انه طبيب ويمسك بالمشرط ويقول أنا دكتور دون أن يؤهل علميا لذلك .


فالرقية علم ، ومن يريد الدخول في هذا المجال عليه أولا أن يتعلم ويعرف كيف يتعامل مع الجان والشياطين ، وكيف يفك عقدة السحر : "ومن شر النفاثات في العقد " ، كما يقول ابن القيم فإن السحر عقد خبيثة ونفث خبيث من نفس خبيثة ، فيعقد فينفث فتعقد فيربط ، والمعالج بالقرآن نفسه طيبة ، مؤمنة ، ونفثه طيب يحل تلك العقد بأمر الله سبحانه وتعالى .


اذن فالأمر كله بيد الله ولا يستطيع أحد أن يدعي الشطارة في هذا المجال أو ينسب أي نجاح فيه لنفسه ، فكل ما يفعله المعالجون بالقرآن أنهم يقرأون الآيات ويستخدمون الماء والزيت في الرقية ، ثم يأتي الشفاء أو لا يأتي .. بمشيئة الله .


وما الحكمة في استخدام الماء والزيت في العلاج ..؟


الزيت " شجرة مباركة " وله تأثير عجيب على الجان إذ يزلزلهم ، أما الماء فالمعروف انه يخمد النيران ، والشيطان خلق من نار ، كما أن قوة الماء تتضاعف على الجان إذا قرئ عليه القرآن .


[ قـــــوة الـــفــعــــل ]


السحر .. العين .. التلبس .. أي هذه الأمراض أشد فتكا ، وأيهم أصعب في مواجهته على المعالج بالقرآن ..؟


المرض هو المرض سواء كان بسبب السحر أو العين أو التلبس ، وكل منهم قد يكون قاتلا كما أن كلا منهم قد يكون أقل ضررا ، فالقوة هنا هي قوة الفعل ، واذا كانت العين خبيثة وأصابت فهي تكون قاصمة ، وإذا كان السحر خبيثا ويصيب يكون قاصما ، وهكذا التلبس أيضا . ولا يمكننا هنا تحديد الشئ الأقوى مثلما يفعل الأطباء في الأمراض العضوية كالسرطان والانفلونزا .. الخ .


[ الــمــــس الـــشـيـطــانــي ]


نعود الى المس واللمس ، هل هناك فروق بينهما ..؟


نعم .. هناك فروق كثيرة بين المس واللمس ، فالأخيرة عبارة عن ضربة خارجية من الجني للإنس فتؤثر عليه وتسبب له نوعا من الأرق وقلة النوم ، وأحيانا يكون من مظاهرها إعوجاج الفك ، أما المس فهو عبارة عن تمثل الجني داخل جسد الإنسي ، حيث يسيطر عليه سيطرة كاملة ويتكلم بلسانه ، يقول تعالى : " الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس " .


وماذا عن العين والسحر ..؟


- العين حقيقة لا ينكرها أحد " ولو كان شئ سابق القدر لسبقته العين "--– كما يقول الرسول (صلى الله عليه وسلم) – أيضا فان السحر حقيقة لا يمكن انكارها ، وقد سحر خير البشر(صلى الله عليه وسلم) لأن الله يريد أن يثبت لنا حقيقة السحر ، إضافة الى حقيقة أخرى وهي إن النبي بشر مثلنا ، وقد ورد السحر والسحرة في القرآن في أكثر من موضع ، ولكن الفيصل في هذه القضية أن السحر لا يمكن أن يصيب الانسان إلا بأمر الله لأن السحرة لو استطاعوا أن يسحروا كل الناس لما بقي أحد من البشر بدون سحر ، وهذه هي العقيدة الصحيحة التي نبحث عنها ونريد أن نبثها في قلوب المؤمنين . فالسحر والعين والمس واللمس ، كلها أقدار يقدرها الله سبحانه وتعالى على الانسان ، ويجب الإيمان بأن هناك اشياء تخرج عن تفكير البشر ، وهذه الاشياء من الغيبيات ولا يحق لأي انسان التشكيك فيها لأنها ثابتة في القرآن والسنة .


[ مــتــاهـــة الــتـنــجــيـــــــم ]


هل يستطيع المعالج بالقرآن أن يحدد الحالة المصاب بها المريض سواء كانت سحرا أم حسدا أو عينا .. الخ ..؟


لا يستطيع المعالج بالقرآن أن يحدد حالة بعينها أو يقول أن هذه سحر وتلك عين أو لمس وهكذا ، ومن يفعل ذلك فقد أدخل نفسه في متاهة التنجيم والرجم بالغيب ، والحالة الوحيدة التي يستطيع المعالج تحديدها هي المس الشيطاني ، لأن المعالج في هذه الحالة يمكنه التحدث مع الجني ، أما الحالات الثلاث الآخرى " السحر – العين – اللمس " فقد تتوافق في حالة واحدة وفي شخص واحد ولا يستطيع المعالج الجزم بأن الحالة المريضة مصابة بإحداها .
لهذا فأنا انصح زملائي الذين يعالجون بالقرآن ألا يدخلوا أنفسهم في هذه الجزئيات وأن يقوموا فقط بقراءة القرآن ويجعلوه نبراسا لهم في عملهم ، ثم يوكل الأمر بعد ذلك لصاحب الأمر الذي قال على لسان ابراهيم : " واذا مرضت فهو يشفين " .


وللأسف الشديد فان كثيرا من الناس يعالجون بالقرآن دون أن ينتبهوا للأصول العقائدية في العلاج والرقوة ، بل أن بعضهم يسعى لتحقيق شهرة ومكاسب خاصة من خلال اللقاءات الصحفية التي يتحدث فيها عن الجان والسحر والعين والمس الشيطاني وغيرها من الامور التي اصبحت حديث الساعة ، دون ان يتطرق للاصول العقائدية التي تعتبر الاساس والفيصل في كافة هذه الامور ، وفي علاجها أيضا .


[ الــــعــــلاج بــالــــضـــرب ]


هل صحيح أن أغلب المسحورين من النساء ؟ ولماذا ؟


نعم .. أغلب المسحورين من النساء . ولعل سبب ذلك انهن أكثر ضعفا من الرجال ، مما يسهل السيطرة على عقولهن ، وغالبا ما يكون للجارة السوء تأثير كبير في اللجوء الى السحر لان المرء بجليسه أو خليله .


هل صحيح أن بعض المعالجين يلجأون الى ضرب المريض لاخراج الجان من جسده ؟


الضرب ليس شرطا من شروط العلاج ، ولكنه قد يكون ضروريا في بعض الحالات ، وقد كان الامام أحمد بن حنبل يضرب المريض حتى يغشى عليه ولا يشعر بآثار الضرب الا عندما يفيق من حالة التلبس . فالضرب له تأثير على الجني وليس على المريض ، وهو يستخدم في بعض الحالات وليس في كلها ، واذا أردنا أن نستعير تشبيها لتفسير ذلك نقول أن الناس معادن فمنهم الطيب ومنهم الشرس ، وكذلك الجان يختلفون من حيث الصفات ، بعضهم يخشى الضرب ، وآخرون بالقراءة .. وهكذا .


هل يحضر الجان عند قراءة القرآن ؟ وما قولك في تحضير الجان ؟


- النبي (صلى الله عليه وسلم) قرأ القرآن وحضر بعض الجان للاستماع اليه ثم ذهبوا الى قومهم منذرين ، والاصل في هذا الموضوع ان يقرأ المعالج من أجل طرد الجان والشياطين لا من أجل استحضارهم ، والحقيقة أن بعض الناس يصر على قراءة القرآن حتى يتكلم الجني الذي يتلبس المريض ، وهذا خطأ كبير يقع فيه البعض ، اذ يجب على المعالج ان يقرأ فقط ، فإذا ظهر الجني ظهورا طبيعيا بدأ مرحلة أخرى من العلاج ، وإذا لم يظهر أعطاه الماء والزيت وسلم أمره لله .


فلابد ان يتبع المعالج النبي (صلى الله عليه وسلم) ولا يتكلم مع الجان حتى لا يعرض نفسه للفتنة لان الجان سيلجأ حتما للكذب والوقيعة بين المريض وأهله ، أما في حالة سماع صوت الجان فيجب ان يأمره المعالج بالخروج ولا يسأله من أتى بك.


والحقيقة ان بعض المعالجين يخلقون المواقف لاستمرار الحديث مع الجان وينكتون معه ، وذلك لجذب الانظار ، وكم هي الفتن التي اثارها هؤلاء المعالجين بأفعالهم هذه .



تابع