زوجى الحبيب ...
انت شريك حياتى و لست كل حياتى…


من خلال اطلاعي على من حولي وما اقرأته في النت ...
صادفت الكثيرمن الاخوات لديهم مشكلات زوجية متعددة اغلبها كان بسبب عدم الثقة فى الزوج .
و الشك فيه و منها ايضا الشكوى المرأه من اهل الزوج وتحكماتهم والشكوى من بخل الزوج أو كراهيته لأهل الزوجة مشكلات كثيرة لا مجال لحصرها أبدا ، و لكن دائما و أبدا كانت تستوقفنى مشكله واحدة لا اقتنع بها أبدا لأن إيمانى أنها ليست مشكلة حقيقية :
و هى مشكلة عدم قضاء الزوج وقتا كافيا مع زوجته و أولاده لا أنكر طبعا وجود الزوج المستهتر الذى يستكثر نفسه على زوجته و أولاده ، و الذي يحاول تضييع وقته بأى شكل تافه حتى لا يقوم بواجباته الزوجية ومشاركة زوجته فى رعاية الأولاد ، وقضاء مصالح الأسرة و لكن هذا موضوع آخر يطول الحديث عنه ولكنما أريد الحديث عنه هو الزوجة المهووسة بزوجها ، التى تقضي كل يومها في انتظار حضوره إلى المنزل و لا تفكر طول اليوم إلا فيه ، و لا ترغب في شيء فى الدنيا إلا قضاء أطول وقت ممكن مع زوجها فقط لا غير !!!
عندما تطهو الطعام تفكر فى كيفية وقع هذا الطعام الشهي عليه، و عندما تنظف شقتها تحلم بثنائه عليها و على نظافتها عندما تقع عيناه على الشقة و جمالها.
وأحب هنا أن أتساءل هل سترضى بالعيش فى شقة قذرة لو كانت غير متزوجة مثلا؟
الم يكن زوجها في بيت قبل أن يتزوجها و كان أيضا بيتا نظيفا؟
لماذا أصبح الآن تنظيف البيت عملا يتم من اجل الزوج فقط و يجب أن يثنى عليه ؟
تتبرم من أولادها الصغار بل و ربما تضربهم إذا عاثوا فيها الفساد و هم يلعبون ببراءة فكل شيء يجب أن يكون في أبهى صورة لعودة الزوج المنتظر هل هذا منطق ؟ تحرم أطفالها من اللعب البريء من اجل زينة زائفة ، بل و أكثر من ذلك هناك من تقاطع أصدقاءها تماما بعد الزواج
بل و ربما أهلها أيضا و تتخلى عن هواياتها و تتفرغ تماما لانتظار الزوج كل يوم لتبدأ مسلسل النكد الذي لا ينتهي و عندما يفتح الزوج الباب ، يجدها حزينة مهمومة و متألمة من شدة الوجد والعشق ، و بدلا من أن تقابله بوجه بشوش مبتسم تقابله بوجه حزين مهموم ، وتبادره بأحاديثها عن وحدتها طول اليوم بين أربعة حوائط في انتظار طلعته البهية التي لا تدانيها طلعة .. و تظل ملتصقة به مثل الغراء و لا تترك له مجال لمشاهدة مباراة كرة مثلا أو للاطمئنان على أسرته أو حتى للتنفس .
و إذا حدث أى من ذلك فإذا بها تشكو و تتباكى على شبابها الذي أهدرته فى انتظاره و هو البخيل الذي يبخل عليها بوقته و لم يقضى معها إلا كذا و كذا بينما ضيع من وقته نصف ساعة للحديث مع والدته و ربع ساعة في الحمام و ساعة و نصف أمام التليفزيون و الأدهى و الأمّر من ذلك كله
انه نام بدري لان لديه عمل في الصباح الباكر يا له من عديم الإحساس لا يشعر بمشاعرها الفياضة و خوائها العاطفي بدونه و هو نائم تظل تسأله طوال اليوم عما إذا كان يحبها أم لا؟
فإلى مثل هؤلاء الزوجات بوجه خاص و إلى كل الزوجات و المقبلات على الزواج بوجه عام أتوجه بحديثي هذا :
بداية : أرجو ألا يتم تفسير كلامي على انه دعوة للمراة لتقليل اهتمامها بزوجها لان الرجال لا يستحقون الاهتمام أو لأنهم يزهدون المرأة التي تتفنن فى إسعادهم و ما الى ذلك ...
لا أبدا مستحيل أن اقصد شيء من هذا القبيل ، أنا أتكلم عن المرأة التي تفعل واجباتها على أكمل وجه و تشعر أنها لا تلقى الشكر المساوي لأفعالها ، لاعتقداها بان زوجها لا يقدرها مادام لا يترك عمله و التزاماته ليقضى معها أطول وقت ممكن .
انا أتكلم عن المرأة التي تترك كل النعم التي انعم الله بها عليها ، من زوج مخلص وأولاد رائعين و لا تشعر بالسعادة مطلقا ، بل دائما متذمرة من قلة الوقت الذي يقضيه معها زوجها و تحسب سعادتها و هناءها بالدقائق التي تقضيها معه بل و لربما توافق على السفر و الغربة فقط لكي لا يصبح أمامه مكان يذهب إليه بعد العمل إلا المنزل فقط لا غير ، لا اهل ، لا أصدقاء ، لا هوايات
لا شيء ، فتكون النتيجة امرأة مهزوزة الثقة بالنفس تعيسة حزينة لا تجد للدنيا طعما و تشعر بالرثاء لنفسها طوال الوقت ، لأنها أهدرت شبابها مع من لا يقدر ذلك ..بينما زوجها مهما فعل لإرضائها ، لا ترضى أبدا لأنها تطلب المستحيل و لا تطلب سواه إلا وهو أن يكون هو و ماله و وقته مكرسين لها طول الوقت
إليها أقول : حبيبتى ، لقد خلق الله الإنسان لعبادته : قال تعالى : '' وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ.''
و هذا هو السبب الرئيسي لوجودنا فى هذه الدنيا ، و قال ابن القيم : فإن السعادة بأجمعها في طاعة الرسل والإيمان بما جاءوا به .
و الحياة الزوجية ليست فقط وقتا طويلا تقضيه مع زوجك ، فرب لحظه رائعة بينكما أو نظرة حب تعوض المرأة عن تعب العمر كله ، أريدك أن تلفتي للكيف ليس للكم ،فما دام زوجك لم يتعمد قضاء الوقت خارج البيت بل هو مجبر على هذا ، فعليكي أن ترضى بما قسمه الله لكي من وقت تقضيه معه لان الرضا بالمقسوم عباده ، لا يلومك احد على ارتباطك بزوجك و حبك له واشتياقك لقضاء اغلب الوقت معه، لكن حبيبتي أنتِ هكذا تضيعين شبابك و سعادتك هباء فعلا لأنك تنطحين الصخر
و لا تقبلين بالمقسوم ، فالزوج ملزم بالذهاب للعمل ، و مضطر أن ينام ، و يجب عليه الوفاء بالتزامات تجاه والديه وأخوته و أسرته وأصدقاءه أيضا ، و أيضا من حقه أن يروّح عن نفسه بأي وسيله يرغب فيها و أنتي أيضا عليكي توسيع دائرة اهتماماتك ،فالزوج ليس هو الحياة كما قالت لى مرة إحدى الأخوات ، بل الزوج هو شريك الحياة ، و الحياة بها جوانب كثيرة :
عباداتك ، صلاتك ، صيامك ، مراجعتك للقران ، ثقافتك الدينية ، أسرتك ،والدتك ووالدك و إخوتك و خالاتك و عماتك ، اهتمي بالسؤال عنهم و متابعة أخبارهم ، و لا تنسي أولادك لأن أولادك الصغار يحتاجون وقتك و حبك و كلما قضيتي معهم وقتا طويلا كلما ضمنتي نشأتهم أسوياء سعداء
و عن صديقاتك الصالحات فوجودهنّ في حياتك لمن دواعى السعادة و السرور ، و كم من صديقات حميمات وفقن بجانب صديقاتهم فى السراء و الضراء ، فالصداقة من العلاقات الإنسانية النبيلة النقية و لا يمارسها إلا أصحاب القلوب الجريئة .
وعن هواياتك : فلها أهمية كبيرة ،تكمن في قدرتها على أن تكون بمثابة المخدر للهموم و الضغوط اليومية لأن ما تستوجبه من تركيز و ما تفرزه من مؤثرات إيجابية تعطي إحساس بالراحة رغم التعب.
و لذلك فليس عيبا أبدا أن تمسكي بريشة و ألوان و ترسمي خطوطا طفولية عبثية بألوان زاهية تدخل السعادة على نفسك ، أو تقرئي كتابا مفيدا أو تتعلمي لغة جديدة أو حتى حرفة مفيدة .
وأخيرا حبيباتي ، أحبوا الحياة و اقبلوا عليها من جميع الجوانب ،لا تدعوا فكرة واحده تتسلط عليكم فتفسد عليكم حياتكم ،عيشوا حياتكم كأنها مغامرة و تعلموا فن الاستمتاع بالحياة ،أسعدوا أنفسكم
و أزواجكم و أولادكم ، اشكروا الله على ما انعم عليكم به ، و دمتم سالمين فى أمان الله .


بسمة الحياة