العفو والتسامح ام الكراهية؟

[ilas_501]

نظرا للأحداث المريرة التي حدثت بين مصر والجزائر والجراح التي خلقتها في نفوس البعض من الجانبين وللاسف زرعت معها الكراهية والحقد وعدم الرغبة في التسامح والعفو
وعلل البعض ذلك بحب الوطن او ان الطرف الاخر لا يستحق
بل والاخطر من ذلك ان البعض قال ان التسامح مع من ظلمك ليس من الدين !!!
وكلا من الجانبين ينظر للحقيقة بعين واحدة فقط ولا ينظر للطرف الاخر
فضلت ان نتكلم اليوم هل التسامح والعفو افضل ام الكراهية والقطيعة
واوضح بعض الاشياء عن العفو في القران والسنة وعلم النفس

العفو في القران

قال تعالى { وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى } (البقرة : 237 )

قرن العفو بالتقوي
{ الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } (آل عمران : 134 )

قرن العفو بالاحسان
(وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [النور:22]

قرن العفو بالغفران
يقول تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) [البقرة: 219].
قرن العفو بالانفاق
( فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ )(الشورى: من الآية40)


قرن العفو والاصلاح بالأجر
يقول تعالى: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) [الأعراف: 199].

قرن العفو والامر بالعرف

ومما يلفت النظر لأهمية التسامح والعفو فإن الله تبارك وتعالى قد سمى نفسه العفو
العفو والتسامح في السنة النبوية المطهرة

قال الرسول صلي الله عليه وسلم يا عقبة بن عامر ! صل من قطعك ، وأعط من حرمك ، واعف عن من ظلمك

عن أنس رضي الله عنه قال كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية فأدركه أعرابي فجبذه بردائه جبذة شديدة فنظرت إلى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه وسلم وقد أثرت بها حاشية الرداء من شدة جبذته ثم قال: يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك فالتفت إليه فضحك ثم أمر له بعطاء

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا شتم أبا بكر رضي الله عنه والنبي صلى الله عليه وسلم جالس يتعجب ويبتسم فلما أكثر رد عليه بعض قوله فغضب النبي صلى الله عليه وسلم فلحقه أبو بكر فقال : يا رسول الله كان يشتمني وأنت جالس فلما رددت عليه بعض قوله غضبت فقمت ، فقال صلى الله عليه وسلم : « كان معك ملك يرد عليه فلما رددت عليه وقع الشيطان ثم قال: يا أبا بكر ثلاث كلهن حق: ما من عبد ظلم بمظلمة فيغضي عنها لله عز وجل إلا أعز الله بها نصره، وما فتح رجل باب عطية يريد بها صلة إلا زاده الله بها كثرة، وما فتح رجل باب مسألة يريد بها كثرة إلا زاده الله بها قلة

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! كم نعفو عن الخدم ؟ فصمت ! ثم أعاد عليه الكلام فصمت ! فلما كان في الثالثة قال: اعفوا عنه في كل يوم سبعين مرة

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما نقصت صدقة من مال ، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا ، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان تاجر يداين الناس فإذا رأى معسرا قال لفتيانه : تجاوزوا عنه لعل الله أن يتجاوز عنا فتجاوز الله عنه

أقوال في التسامح والعفو

قال أبو بكر رضي الله عنه: سلوا الله العفو والعافية والمعافاة.
فالعفو: محو الذنوب
والعافية : أن يعافيه الله من سقم أو بلية
وأما المعافاة : أن يعافيك الله من الناس ويعافيهم منك أي يغنيك عنهم ويغنيهم عنك ويصرف أذاهم عنك ويصرف أذاك عنهم.


ابن القيم يا ابن ادم .. إن بينك وبين الله خطايا وذنوب لايعلمها الا هو , وإنك تحب أن يغفرها لك الله , فإذا أحببت أن يغفرها لك فاغفر أنت لعباده , وأن وأحببت أن يعفوها عنك فاعف أنت عن عباده , فأنما الجزاء من جنس العمل ... تعفو هنا يعفو هناك , تنتقم هنا ينتقم هناك تطالب بالحق هنا يطالب بالحق هناك

قال الكفوي عن العفو هوكف الضرر مع القدرة عليه ، وكل من استحق عقوبة فتركها فهذا الترك عفو .

قال الشيخ السعدي رغّب في العفو وأن من عفا كان أقرب لتقواه لكونه إحسانا موجبا لشرح الصدر، ولكون الإنسان لا ينبغي أن يهمل نفسه من الإحسان والمعروف وينسى الفضل الذي هو أعلى منهم
قال جعفر الصادق: لأن أندم على العفو خير من أندم على العقوبه

قال سعيد بن المسيب: لأن يخطئ الإمام في العفو خير من أن يخطئ في العقوبه.

لايستحق العفو
قد يقول البعض إن هذا لا يستحق العفو..!
نحن نتعامل مع الله ولا ننسى إننا نقدم أولا الخير لأنفسنا قبل أن يكون للناس
واذكرهم بقصة سيدنا يوسف عليه السلام مع إخوته حينما عفا عنهم بقوله { قَالَ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ } (يوسف : 92 )

العفو في علم النفس

من ناحية علم النفس اثبتت الدراسات الحديثة ان الانسان الذي لا يتسامح يصرف كثيرا من تفكيره ووقته في الكراهية والرغبة في الانتقام مما يسبب له امراض نفسية وعضوية لا حصر لها علي سبيل المثال لا الحصر القلق والتوتر وارتفاع ضغط الدم
وامراض القلب ليس هذا فقط بل ان المتسامحين هم الاطول اعمارا

كما اثبتت دراسات التربية الحديثة ان الطفل اذي رباه ابواه باسلوب غير متسامح يكون غير سويا في حياته حيث تتولد فيه الكراهية والرغبة في الانتقام عند التعامل مع الناس وتعرضه للمشاكل و
واهم صفات شخصية الانسان الغير متزن هو انها لا تعرف التسامح ولا العفو ولا نسيان الاساءة
من مزايا ونتائج العفو والتسامح

انه من مكارم الاخلاق وحسن الاسلام ويدل علي حسن الظن ونقاء القلب ويثمر عن محبة الله ومن ثم محبة الناس نظرا لأن الناس يحبون المتسامح العفو ويقي من النزاع والفتنة ويدل علي طهارة وسمو النفس البشرية والبعد عن الصغائر


الخلاصة بعد كل ما سبق

من خصال المسلم ان يكون عفوا سهلا متسامحا ملتمسا لاعذار الناس ويقول اذا صدر منهم تصرف اغضبه انه من فعل الشيطان
وان يتقي الفتن قدر ما يستطيع ويترك عصبية الجاهلية
وان يعلم ان الدين المعاملة ويتسامي عن الصغائر
وهذه هي شيم النفس النبيلة


وختاما
اللهم انك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا فاشملنا برحمتك يا ارحم الراحمين

[GSM-HIBA]

اللهم انك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا فاشملنا برحمتك يا ارحم الراحمين
وابعد عنا اصحاب النفوس الخبيتة التي تحاول زرع الفتنة والكراهية بين الشعوب العربية والتي تقف حجرة عترة امام تحقيق الوحدة العربية