بسم الله الرحمن الرحيم
صورة من مخطوطة ابن وحشية
ذاع في المدينة خبر ذالك الصغير الذي لديه قوة سحرية غامضة يستطيع من خلالها أن يفعل أشياء غريبة , الا أن الصغير "أبو بكر" كان يحاول ان يثبت للناس أنه ليس ساحرا و انما عالما ..و مهتم بالكمياء .
جاهد "أبو بكر" في أن يقنع الأخرين بأن علم الكمياء , يعتمد على توليد أشياء جديدة عندما يقوم بخلط المحاليل , لكن لم يصدقه أحد , و أطلقو عليه اسم "ابن وحشية" حيث صار من يريد أن يثير الفزع لدى الاطفال يهددهم بأن يأتي لهم بابن وحشية الساحر الغامض .
أحس الصغير بالألم و قرر أن يثبت للجميع أن الكمياء علم و ليست سحرا بالمرة .
حدث ذالك في عام 812 ميلادي , كان "أبو بكر" في الثانية عشرة من العمر...قرّر أن يتفرغ للعلم وحده , اكتشف أن الكمياء موجودة في كل مظاهر الحياة من حولنا , في الأرض التي نزرعها و الثمار التي نأكلها و العصارات و الزيوت التي نستخرجها منها - و تتبع حياة النحل , فأكتشف أن ما يقوم به من انتاج عسل فيه غذاء صحي للناس هو في مقام الأول كيمياء .
قرر أن يكتب كتابا عن الكمياء و أن يداعب الناس فيما يكتب فجاء العنوان "كتاب السحر الكبير" و كان أغرب ما كتبه فيه هذا أنه قال : لا تخشوا من تناول سمّ الثعابين عن طريق الفم .فقال البعض و هو يقرء : هذا اما ساحر أو شرير أو مجنون... لكن سرعان ما جاءت الايجابة , فقد فسر "بن وحشية "الأمر بالعلم حيث قال أن سم الثعابين يتكون من مواد غامضة , لو دخلت الى الجسم و اختلطت بالدم لا يستطيع أن يتحملها لأنها أقوى منه , و لو دخلت عن طريق الفم فان أغشية الجسم يمكن أن تتحملها , و بعد قرون فسّر العلم الحديث ما جاء في الكتاب أن سمّ الثعابين به كمية كبيرة من البروتنات المفيدة للانسان اذا تناولها عن طريق الفم و يعتبر نوعا من الغذاء , لكن الدّم لا يتحمل هذه البروتنات الشديدة المفعول .
ألف "أبو بكر بن علي المختار" عدة كتب منها كتاب عن فائدة المياه و كيفية استخراجها من الأرض , و كتاب عن أسرار الكواكب و أخر عن الفلاحة , و كتاب عن الحياة و الموت في علاج الأمراض , ووثق الناس فيما كتبه , فهو رجل كثير الأسفار و التقى بالكثير من الأجناس و البشر .
توفي عام 909 م عن عمر يناهز مائة و تسعة أعوام تاركا وراءه ما لا يقل عن مئة كتاب مفيد .
العين الساهرة
المفضلات