Sham3a

شعر: أحمد مطر

الشَّمعَةُ شارِدَةُ البالْ

غارقةٌ في بئرِ سُؤالْ:

أيُّ ضَلالْ

أن أُلقى في النّار برَغْمي

وأنالَ وسامَ الأبطالْ!

كم أَتألَّمُ حِينَ يُقالْ

إنّيَ أُحرقُ نَفسي دَوماً

لأُضيءَ طريقَ الأجيالْ!

القائِلُ هذا مُحتالْ

يُخفي جُثَثَ المُثُلِ العُليا

خَلْفَ تماثيل الأمثالْ.

أَنَا مالي كَفٌّ تُشعِلُني

أو تَمنعُ عَنّي الإشعالْ.

وأنا لَستُ أُضيءُ طريقاً..

بَلْ أكشِفُ عن سُوءِ الحالْ

في دُوَلٍ تَمضُغُ كِبْريتاً

وَتَمُجُّ الغازَ بإهمالْ

وَبِحارُ النِّفطِ بِها تجري

ما بينَ جبالِ الأموالْ

وَخُلاصَةُ طاقِتها تَعدو

عَبْرَ مَلايينِ الأميالْ

لتُضيءَ الأرضَ بأكملِها..

لكنَّ الَمرْءَ بداخِلِها

مُضطَرٌّ أن يُشعِلَ شَمْعاً

لِيُضيءَ طَريقَ الأجيالْ!