صرصورٌ واعَدَ صَرصُورهْ
في غُرفَةِ نَومٍ مَهجُورهْ
في ثُقْبِ جِدَارٍ يَلقَاها
أو رِجْلِ سَريرٍ مَكْسُورهْ



جَاءَتْ صَرصُورةُ في الحَالِ
وبِرَغْمِ جمَيعِ الأهْوَالِ

ابنُ الجيرانِ يُراقِبُهَا

وبَنَاتُ العَمَّةِ والخَالِ



خَرَجَ المسْكينُ مِنَ الثُّقْبِ

ناداها بالصَّوتِ العَذْبِ

صَرصُورةَ عُمْري ..فاتنتي

يا أمَلَ العُمْر . ويا قلبي




ما أجْمَل هذه الإشْرَاقَهْ
ياذاتَ العَينِ البرَّاقَهْ

قولي لي كيفَ تأخَّرْتِ

هل كُنْتِ عندَ الحَلاقَهْ ؟
!



ياذاتَ القَدِّ الميَّاسِ

غافَلْتُ جميعَ الحُرَّاسِ

من أجْلِكِ لا أخشَى شَيئاً

حتى مكنسَة َ الكنّاسِ



هيّا يا حُلوة لاقيني

مابينَ زُنودِكِ ضُمّيني

لاأطلبُ في الدُنيا شيئاً

أرْجُلِكِ السِّتة تكفيني



من أجلكِ هيّأتُ الوَكْرَا

حتى نمُضي فيه العُمْرَا

مادُمْتِ بقربي ياقلبي

لن أخشَى هِرّاً أو فأرا




هيَّا ياحُلوة نَتَعَشّى
وبِطَرَفِ الشُّرفَةِ نَتَمَشّى

ما دَام ذراعُكِ يحضُنُني

لن أخشى بَخّاً أو رَشَّا




صَرصُورَهْ راحَتْ تِتْدَلَّلْ
وبِثُقْبِ الحائِطِ تَتأمَّلْ

نادَتْ : يا أحمَقُ فلتخْرَسْ

ما هذا القولُ ؟ ألا تخجَلْ؟
!



صاحَ الصَّرصُورُ بِلا خَجَلِ

اشتقتُ لضَمِّكِ في عَجَلِ
بِعيُونِكِ تَسْكُنُ أحْلامي

ياحُلْمَ العُمْرِ ويا أمَلي




فَرِحَتْ صَرصُورةُ بالأمْرِ
ركَضَتْ فَوْراً نحَوَ الوَكْرِ

راحَتْ تُنشِدُ مَعَ عَاشِقِهَا

قدْ حقّقنا حُلْمَ العُمْرِ