قائمة الاعضاء المشار اليهم

النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: قرطسة" العلاقات العاطفية في زمن" التعليب والتسويق"

  1. #1
    .: جيماوي متالق :.
    الصورة الرمزية Tota*

    الحالة
    غير متواجد
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    الدولة
    egypt
    العمر
    35
    Phone
    n73
    المشاركات
    1,727
    الشَكر (المُعطى)
    2271
    الشَكر (المُستلَم)
    2812
    الإعجاب (المُعطى)
    0
    الإعجاب (المُستلَم)
    0
    غير معجبون (المُعطى)
    0
    غير معجبون (المُستلَم)
    0
    تم تذكيره فى
    0 مشاركة
    تمت الاشارة اليه فى
    0 مواضيع
    معدل تقييم المستوى
    144

    Unhappy قرطسة" العلاقات العاطفية في زمن" التعليب والتسويق"

    قرطسة" العلاقات العاطفية في زمن" التعليب والتسويق"
    نزار بانافع

    استوقفني أحد الإعلانات في مواقع التعارف لإحدى الباحثات عن نصفهن الآخر، حيث مما يرد في الإعلان: ".....أريده وسيما، فكاهيا، وفيا، كريما وذكيا. .... أريده ((كحزمة))! - ولا حظوا معي هنا كلمة حزمة- أريده كحزمة واحدة وإلا فلا...".

    تساءلت.. من المسؤول عن هذا التحول الرهيب في العلاقة المقدسة بين الجنسين خاصة عندما تتعلق بالإرتباط. من الذي قرر هنا إدخال العلاقات الإنسانية إلى آلة الثورة الصناعية ليتم" قرطستها" لتقديمها كسلعة، شأنها في ذلك شأن بقية السلع في زمن الإستهلاك. لقد تم تطبيق آلية التسليع على العلاقات الإنسانية تماما كما يقول الكتاب الذي جاء مع الآلة التي أفرزتها الثورة الصناعية.




    أتذكر عندما كنا ندرس في المحاضرات مراحل التسويق من تطوير المنتج وتغليفه حتى توزيعه في زمن الثورة الصناعية، ووجدت أنها لم توفر حتى العلاقات الإنسانية، على قاعدة" بالإمكان بيع كل شيء"، فقد سوقوا النجوم في الفضاء وباعوها وتم
    تطويبها بأسماء المشترين بل ومنحوا المشترين عقود عمليات البيع بأسمائهم!.

    العلاقات الإنسانية اليوم لم تعد تفرق كثيرا عن السلع التي نستهلكها، لم يعد لعلاقات الإنسان العاطفية والإجتماعية قيمة حقيقية عندما تم إختزاله وتأطيره ضمن دائرة الاستهلاك حتى في أسمى العلاقات، وكل ما كان على الإنسان فعله هوإيقاع علاقاته في الفخ، ورمي مردودها المعنوي في أقربسلة مهملات والبحث عن المردود المادي، فأصبح الجميع يبحث عن مردود مادي من تلك العلاقات، حتى في مجتمعنا الشرقي الذي ظل صامدا لعقود ومتمسكا بمعايير دنيا، سقط هوالآخر في الفخ، فالآباء لدينا يضربون عن تزويج بناتهم فيما أشتهر بما يسمى" العضل" ، وإنتشار" زواج الخطيفة" و" الطلاق لعدم تكافؤ النسب" ، وهذا المسلسل من الإنفلات الذي نشهده عبر" البلوتووث" في كل مكان، وتدشين المجتمع الفضائحي العربي على اليوتيوب وغيره، وقضايا إجتماعية كثيرة على هذا النمط في مجتمعاتنا العربية، كان السبب فيها على الأغلب البحث عن المتاعب من أجل تحقيق مكاسب، لم يعد
    هناك علاقة عاطفية حقيقية، فالمسألة أصبحت تنفع. يفعل الآباء كل هذا لأنهم كيّسون لأبعد الحدود لكن فقط في إطار مادي صرف بما يتلاءم وعصر العقلنة والمكننة والبحث عن البريستيج.

    والفتيات صرن ينتظرن الفارس المغوار تحت شروطهن الخاصة التي لا تبدو منطقية. أما المجتمع فقد بدأ بعزف اللحن الذي أرادته الظروف المتغيرة أوالتي هيء لنا بأنها متغيرة، فبدؤوا ينسجون للمرحلة الجديدة ما يناسبها من أمثال وأقوال، وأحيانا
    إسترجاع بعض الأمثال القديمة وإسقاطها قسرا على الحاضر، كذلك المثل الذي أبغضه بشدة والذي يقول: "اللي ما بياخود من ملته بيموت بعلته"، وربما لم يريدوا فقط" بملته" الدين أوالمذهب، فمن البديهي أن أحدا لا يطيق أحد في دولنا العربية لا سيما على مستوى المذاهب والأديان، والزيجات التي أجهضت بسبب إختلاف الأديان والمذاهب في دولنا العربية كثيرة وكذلك القلوب المحطمة من ورائها كثيرة أيضا، ربما أرادوا بكلمة" ملته" بالإضافة إلى الدين والمذهب أيضا المستوى الطبقي والمادي والدائرة الإجتماعية والإنتماءات والعرق والجنسية.. إلى آخر القائمة العربية المعروفة التي تشطر المجتمعات، تفرق أكثر مما تجمع في تعقيدات جديدة تم استحداثها بما يتلاءم مع معطيات العصر المعقد مسبقا على الجيل المغلوب على أمره، وهناك مثل آخر يقول: "اللي معاه قرش يسوى قرش"، وآخر: "اللي ما معاهوش ما يلزموش".

    أصبحت رؤية الإنسان لعلاقاته الإنسانية ملوثة ومسمومة تماما كالبيئة التي لم تنجومن إكتساح جنازير الآلة الصناعية وطمع العقول الرأسمالية.

    الفتيات أصبحن ينظرن للشريك المرتقب على أنه مصرف مجير، شيك على بياض صالح للصرف في كل وقت وفي أحلك الظروف، شمشون الجبار في هيئة الثري الذي لا يستعصي معه أي ظرف حتى الأزمة الإقتصادية العالمية لا تستطيع أن تقف أمامه. فهو لا يكل ولا يمل من إصدار الأوراق النقدية بكل فئاتها ولا يصدأ وليس بحاجة إلا صيانة وهوفوق كل ذلك يعطي الكثير ويكتفي بأقل القليل و"عوضه على الله" ، ثم مع بداية يوم جديد تتباهى به أمام الجموع في عصرونية أو صبحية كطفلة تلهو فرحا بدمية جديدة تحملها بين يديها.

    الفتية ينظرون أيضا للشريكات المرتقبات في إطار مادي فيزيائي. فالجمال والقوام والسن والمزيد من" الأشياء" تأتي في طلعية القائمة، فإن تعطلت بسبب السن (والسن له أحكام) ، فالبديل جاهز دائما بتثنية وتثليث وتربيع أوتطليق وإعادة شباب العمر مع صبية حسناء يافعة، فـ" الآلة" - عفوا - أقصد الشريكة، لم تعد تصلح، فقد صدأت كما تصدأ الالآت وحان وقت الإستبدال، هكذا أصبحنا ننظر للعلاقات الإنسانية اليوم.

    المرأة تذهب إلى المحكمة بدون سابق إنذار لتطلب من القاضي" خلعها" من زوجها، ليس لأنه" ما بيعرفش" ، لكن الحقيقة أنها ملته ولأنه متبرم طوال الوقت ولا يناسب خفة الظل التي تتحلى بها، كما أن مطالبه كثيرة، وحان وقت خلعه كما خلعت فستانها القديم، وهو- أي الزوج - أصبح قديما كذلك وليس" على الموضة" ووجب تبديله فكلها" أشياء" قابلة للإستبدال.

    الرجل يتذمر من زوجته التي تأخذ منه ولا تعطي، ويشكو دائما من" بريستيجه المبعثر" أمام المجتمع، أصبح البقرة الحلوب الغير ضاحكة، وفي قصة أخرى جعلت هي منه" حمارا" تجره من ربطة عنقه ليلة الزفاف أمام المدعوين على نغمات أغنية ترشح منها
    التعاسة تقول: "بحبك يا حمار"، وهي القصة الشهيرة التي نشرت في بعض وسائل الإعلام العربية مؤخرا.

    ما مدى متانة معايير العلاقة الجادة والارتباط في مجتمعاتنا العربية وما مدى جديتها؟، وإلى أي حد تغير مفهوم قدسية الإرتباط في مجتمعنا العربي. لا شك أن الفرق كبير بين جيل الستينيات مثلا وجيل اليوم، فترة تُرى على أنها من الزمن الجميل، حيث بإمكانك هناك أن تتزوج بأقل التكاليف وبإمكانك أن تضمن أنها ستبقى إلى جوارك كحبيبة وشريكة حقيقية في كل الأحوال لفترة لا تقل عن الخمسين سنة وبأن العروس لن تفر منك فجأة إلى المحاكم طالبة الخلع لأتفه الأسباب، لم يقل هذا الكتاب الذي جاء مع" الآلة" في حينها بل قالته المروءة، وهذا النوع من العلاقة الحقيقية الرائقة كان يطلق عليها قديما (زمن العصر الجميل) وفاء، حب، صدق.

    .. أما اليوم فربما أطلق عليها مصطلح صناعي مثل: "مكفولة لمدة خمسين سنة" ، لكنها سرعان ما تعطب في مدة أقل بكثير مما تقوله ورقة الضمان. لكن من ساهم في إحداث هذا الفرق الكريه اليوم والذي شوه جمال هذه العلاقة وقدسيتها؟.

    هل أصبحت العلاقات الإنسانية والعاطفية حزمة أو سلعة في زمن الإستهلاك ؟، هل أصبح الإرتباط وجبة سريعة أوسلعة سريعة التبديل. خرجت علينا نسب الطلاق أوالإنفصال نسبا عالية في إحدى السنوات وكانت حقا مخيفة، إذ قاربت نسبة الطلاق
    إلى النصف في إحدى السنين، أي أن ما يقارب نصف من تزوجوا في إحدى السنوات ذهبوا للطلاق في نفس ذلك العام في إحدى الدول العربية !، ويقال إن زوجين تطلقا على متن الطائرة التي كانت تقلهما لقضاء شهر العسل. ربما كانت تلك من أسرع حالات
    الطلاق، وربما قصة تصلح لأن تكون أسطورة تروى على لسان الحكواتي في إحدى فانتزيات القرن التاسع عشر. ما الذي أحدثناه في علاقاتنا الإنسانية ؟، ما الذي تبدل أوما الذي أبدلناه ؟، ومن الذي رسم لنا هذا المسخ في العلاقات العاطفية، لدرجة أن إعلامنا العربي أصبحت مادته المفضلة في مرحلة من المراحل مناقشة أخص خصوصيات المعاشرة الزوجية، والطريف أن إعلامنا الذي يناقش تلك الخصوصيات الزوجية المثيرة للغليان في أنفس الجيل المحروم من هذه العلاقة التي لا يعرف منها إلا ما يشاهده في السينما، هونفسه الإعلام الذي خرج لنا بإحصائيات تقول بأن نسبة العنوسة مرتفعة جدا في دولنا العربية. حالة من التناقض. تحدث. لكنها لا تحدث إلا في إعلامنا العربي. وكل ما على الجيل فعله هو الغليان.

    من العناوين التي حملتها لنا وسائل الإعلام العربية مؤخرا والتي تثير التعجب والإستغراب : تأخر رحلة طيران يتسبب بتطليق رجل لزوجته، مصرية تطلب الخلع لأن زوجها لا يفتح لها باب السيارة، الزوج حلق شعره فطلبت زوجته الخلع، مصرية طلبت
    الطلاق بسبب إمتناع الزوج عن تقديم فنجان شاي في السرير، سعودية طلبت الطلاق لأن زوجها لا يرفض لها طلبا، مصرية تطلب الخلع لأن زوجها طالبها بالرقص، عجوز أردنية تطلب الطلاق حتى لا تلتقي بزوجها في الآخرة، طلبت الطلاق لرفض زوجها زفاف قطتها في فندق 5 نجوم، مصرية تطلب الخلع من زوجها المتعصب كرويا، تسعون في المئة من حالات الطلاق في اليمن سببها الفقر، سعودية وصفت زوجها بالحمار غيابيا فطلقها الزوج حضوريا، أغنية"بحبك يا حمار" تُطلّق عروساً سورية...

    لا شك بأن القائمة تطول وهذا غيض من فيض.

    المرأة والرجل.... لم يعد آدم وحواء، شريكان في السراء والضراء، في الصحة والمرض..... إلى آخر تلك الكلمات الجميلة التي أصبحت كالأسطورة ينشدها كل منهما في الأفلام ويذرفان عليها الدموع بألم وحسرة، وحالما تعود الأضواء إلى صالة العرض يكون كل منهما قد قام بتجفيف دموعه ومضى ليمارس هوايته المفضلة في تهميش الشريك والإضرار والتربص به، وعزف نغمة" السق والنق" و"الزن على الدماغ" وغيرها من النغمات المؤثرة، وهي الأخرى - أي الأفلام - صناعة.

    على الهامش:

    تساءل أحدهم : لماذا يغني العرب بكثرة للحب ومن أجل الحب؟
    رد الآخر : لأن هذا ما يفتقدونه بشدة!.
    منقول


    سبحان الله وبحمده ..سبحان الله العظيم

  2. الشَكر الماستر شَكر
  3. #2
    .: جيماوي نشيط :.
    الصورة الرمزية الماستر

    الحالة
    غير متواجد
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    العمر
    28
    المشاركات
    327
    الشَكر (المُعطى)
    350
    الشَكر (المُستلَم)
    120
    الإعجاب (المُعطى)
    0
    الإعجاب (المُستلَم)
    0
    غير معجبون (المُعطى)
    0
    غير معجبون (المُستلَم)
    0
    تم تذكيره فى
    0 مشاركة
    تمت الاشارة اليه فى
    0 مواضيع
    معدل تقييم المستوى
    35

    افتراضي رد: قرطسة" العلاقات العاطفية في زمن" التعليب والتسويق"

    شكرًا على الموضوع

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •