أنـــيـن التــــعـب
ما يحدث لنا في عصرنا الحالي أمر عجيب زاد عن الحد.فقد أصبحت أعصابنا تثار بمنتهى السهولة.ولو راقبنا حركاتنا ورصدنا أفعالنا سنجد أن معظم الامورتصيبنا بالانفعال وتثير أعصابنا سواء في العمل أو المنزل او الشارع.وفي أي وقت وزمان ومكان ولو نظرنا الى حياتنا لوجدنا أن الضغوط تأتينا من كل حدب وصوب وأننا نستغرق معظم طاقتنا ويضيع وقتنا في الكم الهائل من الاعمال التي لا تنتهي ولا تترك لنا فرصة للاسترخاء والراحة.
وقد يصادف ان يواجه الشخص منا ضغطا كبيرا ويجد ان عليه
التزامات متعددة وانجاز الكثير من المهام في اقصر وقت ممكن
ويتحمل اعباء فوق قدراته سواءفي المنزل أو الواجبات الاجتماعية فيتشتت فكره وينشغل ذهنه. ويرهق جسده.
وتبدأ مرحلة النسيان وعدم التركيز ويصاب بالتوتر ويظن انه لاوقت لديه للعناية بنفسه او أنها لا تستحق منه الاهتمام الزائد لانها اهدار للوقت الذي يجب ان يقوم فيه ببعض الالتزامات وتستمر الحياة على هذا المنوال المرهق من عمل لأخر.والاعمال لن تنتهي فما ننجز عملا حتى تلوح لنا في الأفق دوامة اخرى تدور وطاحونة دائرة.ولو بقينا هكذا لن نستمتع بحياتنا فالانسان يموت والعمل لن ينتهي ولن يتوقف الكون.وكأننا نحرق انفسنا بايدينا ونفتت عقولنا بتفكيرنا.مما يجر علينا امراضا نحن في غنى .عنها فلو أصبنا بالانهيار والتوتر والقلق فلن ينفعنا لحظتها اجهاد عقولنا وأجسادنا بهذه الصورة القاتلة
وفي الوقت الحالي بالذات لابد ان نضع لانفسنا خطة لنستمتع بأي نشاط أو ناخذ عنوة قسطا من الراحة ولا ننتظر حتى
يأتينا الفراغ لانه لن ياتينا طواعية.
علينا ان ننتبه الى أنفسنا نخلصها من الامور المتراكمة التي يمكن ان نستغني عنها وان نحصل على الراحة بأي ثمن حتى نستعيد نشاطنا وان نوفر ونقتنص اوقاتا للضحك والمرح
فنحن نحتاج الى ان نهتم اكثر بحالتنا النفسية والعقلية والشعورية فلكل منا متطلباته واحتياجاته الخاصة والمقاييس
التي تلائمه. فنضع الاولويات حسب إمكاناتنا ولا بد ان نخصص مكانا نشعر فيه بالوحدة والخلوة .فأن لكل منا خصوصياته التي يحتاج ان يعيشها مع نفسه حتى نستطيع ان نستعيد حيويتنا ونشاطنا الذهني ونركز اكثروننجز افضل ولحظتها يبقى لدينا
الوقت الكافي للبقاء مع من نحبهم ويحبوننا.
وهناك حكمة تقول ((ان العاقل هو من يحزن على ما بقي له من العمر وقد حاصرته الاحزان والالام اكثر مما يحزن على ما مضى من العمر ولو كان فيه ما فيه من الاخطاء والاشواك))
لا تنسونا من صالح الدعاء
المفضلات