أين أنتي يا بلادي
فتحت عيني يوما من منامي
فلم أجد بلادي هي بلادي
فوجدتها كائن أخر كأنها غيوم أمامي
فلم سألت أين ذهبت بلادي
قالوا دفنت في ذلك الترابي
فنبشت في التراب عن بلادي
فلم أجد إلى رمادي
بلادي ذهبت وذهب أمل شبابي
ووجدت عيون تبكي من أجلى ضياع بلادي
رأينها تسلب منا وكأننا مسلسلين بالحديدي
كان الطير فوقنا يغرد في الصباح والمسائي
أما اليوم وجدت الطير يبكي
يبكي من غدر من باعوا بلادي
باعوها للئامي للأوغادي
ولم يقدروا ثمنها وباعوها برخص الترابي
قالوا أنها آمنة ليوم الميعادي
ولكننا فرطنا فيها قبل الميعادي
عرضوها في المزادي
ولم يقدر أحد ثمنها بل رموها تحت الأقدامي
صرخت قائلا كيف تبيعوا تاريخي
إنها حضارة شعبي وأجدادي
فقلت لهم سوف افديها بدمي
قالوا أذهب من هنا يا من كنت تنادي
قلت لهم أدفع كل ما أملك حتى حياتي
فلم أجد سوء المهانة وإكمال المزادي
ذهب نور الشمس بعدما قفل المزادي
ولم أعد أملك إلا ندائي
وفجأة سمعت صراخ بلادي
تقول وقفت كثير أمام الاعادي
وذلك من أجل ولادي
فلما بلغوا الشدة ووقفوا على أرجلهم باعوني
وتخلو عني حتى أصبحت أعاني فقلت لها أصمتي يا بلادي
فالذين تخلو عنك لم يشربوا من ذلك النهري
وسيأتوننا ظمأ في يوم الميعادي
فأن ملامحك محفورة في صدري
وجوارحك أتأمل لها بعقلي
وسوف أظل أرفع الأيادي
وأدعو ربي كل الدعائي
بأن يحررك من الأوغادي
ويمحو كل قدم لم تعرف قيمة بلادي
فسوف تعودي يا بلادي
وأستقبلك بفرحة اللقائي
فأن أنتظرك يا أغلي من ولادي
مما اعجبني
المفضلات