لما تراءى زُحـــــلٌ ... ذاتَ العشــــــــــاء فَـــمَتَعْ
ولحق النّسرين شَخْـ ... ـصُ الردفِ بالخيل الدرع
أطارَ نسرًا واقعًـــا ... بطــــــائرٍ ليــــس يقــــــــع
رنَّقَ ذا في ســــيره ... وســـــار هـــــــذا فشــــع
وعنّ ســــعدٌ ذابحٌ ... يتبعـــــــه سعــــدُ بُلَـــــــــعْ
وسعدُ سعدٍ بعده ... لسعــــدِ سَعْديــــــه تبــــع
ذا مع ذا ذاك وذا ... دافَعَـــــــهُ ذا فاندفــــــع
أمامهـــــــا رامٍ إِذا ... أَغرق ذا فُــــوقٍ نــــزع
يقفو نعــــامًا واردًا ... وصـــــادرًا حــيث سكــع
يطيرُ ما طِرْنَ فإنْ ... وقعنَ في الأفقِ وقـــــع
وعقربٍ يقدمهــــــا ... إكليلهــــــا حين دســــــع
لها مصابيحُ دجىً ... تحكي مصابيــــــــح البيــع
تتلو الزبانى فاذا ... جـــــدَّ بها الســـــيرُ ظلع
تتابُعَ الخيلِ جَرَتْ ... مــــــــنها مُسِنٌّ وَجَــــذع
حتى إذا ما الدلوُ في ...حوضٍ من الحوت كرع
ووازن الكفَّ التي ... فيها خضـــــابٌ قد نصع
قال الدليلُ: عَرِّسُوا ... فـــــليس في صبحٍ طمع
هذا ظلامٌ راكــــــدٌ ... ما للسُّـــــــــرى فيه نجع
والعيسُ في داوَّيــةِ ... تُعْمِــــــلُ فيهـــــا وتدع
ممتدَّةٌ أعنـــــاقُهــــــا ... للـوردِ عــن غبِّ النـسع
كأنها شقــــــــــــائقُ ... تدلُــــجُ في المـوجِ الدُّفَع
فقلت سدِّدْ نَحْرَها ... لا كنــتَ من نِكْسٍ ورع
أما ترى غُفْرَ الزبا ... نى ساجـــــــدًا وقد ركع
وقبل ذاك ماخبــا ... ضوءُ الســـــــــماكِ فخشع
وانتثرتْ عــــــوّاؤُهُ ... تَناثُرَ العقــــــدِ انقطــــــع
حتى إذ الكبشُ ارتقى ... في مُرْتَقَى ثم طلـــــــع
هتَّكَ جلبابَ الدجى ...صَدْعٌ من الفجر انصدع
نـقَّبَ في حافاتِــــــــهِ ... هنيهـــــــةً ثم سطــــــــع
كلمعةِ البرقِ اليمـــــا ... نيِّ إذا البرقُ لمـــــــع
أو سلَّةِ السيفِ انتضى ... سلَّته القينُ الصنع
ثم تنمى صـــــــــــاعدًا ... ذا جَلَحٍ بادي الصـــلع
في نقبة ينسجــــــــها ... بيضاء مـــــا فيها لمـع
فراح شكّ العين إذ ... جــاد البلاد واتسع
وانهزمت خيل الدجى ... تركض من غير فزع
والضوء في عراصها ... يخب طورًا ويضع
فقلت إذ طار الكرى ... عن العيون فانقشع
لمائد في رحلـــــــــه ... نشوان من غير جُرع
ليس المذكّى سنُّه ... في الصبر كالغمر الضرع
المفضلات