قائمة الاعضاء المشار اليهم

النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: الصراحة راحة

  1. #1
    ..:: Super Moderator ::.
    اسم المحل
    ALMOGTABA MALL
    الصورة الرمزية SALIHMOB

    الحالة
    غير متواجد
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    الدولة
    Sudan
    Sonork
    100.1596596
    Phone
    IPHONE
    المشاركات
    15,161
    الشَكر (المُعطى)
    22982
    الشَكر (المُستلَم)
    30335
    الإعجاب (المُعطى)
    619
    الإعجاب (المُستلَم)
    379
    غير معجبون (المُعطى)
    5
    غير معجبون (المُستلَم)
    1
    تم تذكيره فى
    3 مشاركة
    تمت الاشارة اليه فى
    1726 مواضيع
    معدل تقييم المستوى
    2305

    افتراضي الصراحة راحة

    الصراحة راحة


    د. علي بن عمر بادحدح

    حديثي اليوم يصدق عليه المثل السائر "الصراحة راحة" وأحسب أن هذا في واقعنا لا يتحقق كما نقوله، فالصراحة إذا كانت في شأن لا يخصنا ومتعلقة بغيرنا فهي غالباً راحة، أما إذا كانت فيما يخصنا لتبرز شيئا من قصورنا وتظهر بعض عيوبنا! فهل هي راحة حقاً؟ أم أننا إذا سمعناها تغلي الدماء في عروقنا؟ وتنطلق الألفاظ القاسية من ألسنتنا؟ وهذا الذي يلقاه كثيرون من الناصحين والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، حتى وإن أخذوا في بعض الأحيان أو في كثير منها بالأساليب المناسبة والطرق الملائمة والألفاظ المنتقاة.
    جالت في ذهني هذه الخواطر في ذكرى مرت قريباً، وهي اليوم العالمي للمرأة، الذي له قصة طويلة بدأت في الغرب وفي أمريكا بالذات في عام 1890، حيث خرجت في ذلك التاريخ مظاهرة نسائية تطالب بخفض ساعات العمل للنساء ، ورفع الأجور القليلة التي كانت تعطى لهن، وإعطائهن حق الاقتراع السياسي، وعدم تشغيل الأطفال، وتردد صدى الدعوة بعد ذلك في أوربا، ثم رأى الغرب أن يجعل هذا اليوم يوماً عالميا للمرأة ليأخذ حقوقها وليعطيها شيئاً من المساواة.
    الصراحة التي نحبها:
    هي الصراحة في نقد غير المسلمين والآخرين عموماً، وربما أزيدكم مما تحبون أملاً في أن تقبلوا أو نقبل شيئاً مما لا نحب، فبعد مضي أكثر من قرن على تلك المظاهرة تصل بالمرأة عندهم إلى ما كانوا يريدون، حيث تقول الأرقام والإحصاءات والأبحاث والدراسات التي أعدوها أن هناك اختلالاً كبيراً في الموازين تجاه المرأة: "فالقوة العاملة تشكل المرأة منها أربعين بالمائة، غير أنها لا تنال من المناصب العليا إلا ثمانية بالمائة، وعلى المستوى السياسي في أكثر من مائتي دولة لم يتولى منصب الرئاسة إلا ثماني نساء، وعلى مستوى البرلمانات السياسية على مستوى العالم كله في غربه وشرقه، لم تصل نسبتهن إلا إلى أربعة عشر في المائة" .
    وفي جانب الحرية - التي يزعمونها- ويطلقون لها العنان ، تقول الإحصاءات من دولة أوربية واحدة تقول: "إن جرائم الاغتصاب تضاعفت أضعافاً مضاعفة، وإن ثمانين بالمائة منها يحصل في دائرة الأقارب، وإن الذي يبلغ الجهات الأمنية بالشكوى منها لا يزيد عن ثلاثين بالمائة" جحيم لا يطاق.
    وفي العنف الأسري تقول الدارسة: "بعد أن كانت كل امرأة من سبع نساء تتعرض للضرب صارت كل امرأة من ثلاث نساء تتعرض للضرب، وفي عام ألفين فقط وفي دولة أوربية واحدة فقط التجأ إلى هذه الدور خمسة وأربعون ألف امرأة. وزادت نسبة هذه الدور إلى ثلاثين ضعفاً" نقول هذا في مثل هذه المناسبات، لنقول للمتأثرين بالغرب شيئا من ذلك.
    الصراحة التي لا نحب:
    إذا تحدثنا عن المرأة في عالمنا العربي والإسلامي مقارنة بذلك، فإن لسان حال الكثيرين ممن يغارون على ديننا يقولون الإسلام كرم المرأة، الحجاب صيانة للمرأة، البيت مملكة للمرأة، وهي عناوين براقة أخاذة، هي صحيحة من حيث المبدأ ومن حيث أصل التشريع الذي جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، لكنني هنا أنتقل للحديث عن الواقع الذي لمسته عن قرب في مشكلات وخلافات أسرية وزوجية كثيرة.
    أبدأ بكلمات اعلموا أنها وإن لم تكن حقاً مطلقاً لكنها تدور على ألسنة بعض النساء، كأن تقول امرأة لأخرى بعد أن تزوجت: ماذا كنت تتوقعين من زوجك؟ هل كنت تنتظرين منه غير ذلك؟ هل تناسيت أنه رجل؟ الرجال لديهم نقص واضح في الأحاسيس، وأخرى ربما تقول الرجال يفعلون المستحيل ليظفروا بالزوجات، ثم يتعاملون معهن كأنهن ممتلكات خاصة للاستخدام وقت الحاجة، البعض يقول: هذه مبالغات، وهذه كلمات ليست حقيقية،
    ومن هذه الكلمات أيضاً: الرجال يتصفون بالقسوة وبالجحود، وبالأنانية، ولا يعترفون بجميل الزوجات، ولا بتضحياتهن من أجلهم ومن أجل الأولاد بل يعتبرون ذلك حقاً مكتسباً.
    الأزواج كائنات صامتة مكتئبة ومملة داخل بيت الزوجية، ومتكلمة ومبتهجة وكلها حيوية خارجه.
    لك أخي القارئ أن تخالف وتقول هذا كلام نساء دعك منه، فما تبع قول النساء أحد إلا أوردنه المهالك.
    ثم ماذا؟
    أليس عندنا مشكلات؟ أليس في واقعنا مخالفات؟ أليست في بيوتنا تجاوزات؟
    إذا لم يكن هناك شيء من ذلك فلماذا وصلت نسب الطلاق إلى ثلاثين بالمائة؟ ونحو ثلاثين إلى خمسين بالمائة من هذه النسب تقع في السنوات الثلاث الأولى.
    لماذا يأتي إليّ وإلى غيري رجال ونساء بينهم مشكلات وخلافات؟
    التجريح والإساءة بالكلام:
    إنه أمر تشكو منه كثير من النساء، وهو أمر يظهر في كثير من الصور، الاتهام الدائم بالسخف والتفاهة، فضلاً عن التهميش، إن لم يصل شيء من التحقير والتسفيه الذي يشتمل ضمناً على شيء من الإهانة والإذلال، وربما السب والشتم واللعن المحرم الذي يجب أن يتنزه عنه كل مسلم، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، وكما جاء وصفه عليه الصلاة والسلام بأنه: (لم يكن فاحشاً ولا متفحشاً) (1) ولا لعاناً ولا طعاناً صلى الله عليه وسلم، و(المسلم من سلم المسلمون – رجالا ونساء- من لسانه ويده) (2)
    فكيف لا يسلم أقرب المقربين إليك زوجتك التي وصفها الله سبحانه وصفاً بلغ النهاية في الإعجاز { هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ } [البقرة : 187]، وفي قوله: { وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ } [النساء : 21]، غاية القرب وارتفاع كل الحواجز، ذروة الامتزاج والالتحام المادي الجسدي. لكنه للأسف في بعض الأحوال لا يقابله التحام نفسي وروحي يحقق ما أخبرنا الله به عز وجل وجعله آية من آياته { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً } [الروم : 21].
    صور مشرقة:
    نرى فيها كيف كان التقدير الحقيقي للمرأة في الإسلام .
    روى البخاري في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، أن امرأة جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت: "يا رسول الله غلبنا عليك الرجال، فلو جعلت لنا يوماً من نفسك، أو فاجعل لنا يوما من نفسك" امرأة تخاطب سيد الخلق صلى الله عليه وسلم أعظم رجل في هذه الإنسانية كلها، لم يسفه رأيها، لم يقل لها كلمة فيها شيء من غضاضة، بل استمعوا: "فوعدهن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فلقيهن فوعظهن وأمرهن" (3) صلى الله عليه وسلم.
    هل تلقى نساؤنا من أزواجنا وبناتنا مثل هذا التقدير والاحترام؟
    ليسترجع كل منا ذكريات شهر واحد فحسب، كم مرة قلت كلمة نابية أو قاسية لزوجة أو بنت، كم مرة اشتد غيظك وغضبك على أمور تافهة وأرسل لسانك شواظاً من لهب القول التي لا تحتمله المرأة الرقيقة في عواطفها ومشاعرها.
    التهميش والاستهانة:
    وذلك بإلغاء الشخصية وعدم الاعتبار للرأي ولا للمكانة ولا للتضحية والخدمة التي تقدمها الزوجة أو المرأة عموماً، فكثير من النساء لا رأي لهن حتى في أمور البيت، ولا مشورة ولو لتطييب النفس بمشاركة ولو غير مباشرة في الرأي، وإذا أبدت الرأي أو قالت وجهة نظر كان الجواب ابقي فيما أنت عليه من غسل الصحون وتنظيف الثياب، ودعي غير ذلك لأنه لا يصلح لكِ !
    صور مشرقة
    كلنا يعرف الحادثة الشهيرة لأم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها حين أشارت على النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الحديبية قائلة له عندما رأت غضبه من تأخر امتثال الصحابة لأمره لهم بالتحلل: ( يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَتُحِبُّ ذَلِكَ؟ اخْرُجْ ثُمَّ لَا تُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ كَلِمَةً حَتَّى تَنْحَرَ بُدْنَكَ وَتَدْعُوَ حَالِقَكَ فَيَحْلِقَكَ فَخَرَجَ فَلَمْ يُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ نَحَرَ بُدْنَهُ وَدَعَا حَالِقَهُ فَحَلَقَهُ فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ قَامُوا فَنَحَرُوا وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَحْلِقُ بَعْضًا حَتَّى كَادَ بَعْضُهُمْ يَقْتُلُ بَعْضًا غَمًّا ) (4) " لم يقل: إليك عني، مالك ولهذا الأمر؟ بل وجد في الرأي رصانة وفي المشورة حكمة، ولم يجد سيد الخلق صلى الله عليه وسلم غضاضة أن يأخذ مشورة من امرأة وعمل بذلك .
    أسماء بنت عميس مهاجرة جمعت بين هجرة الحبشة وهجرة المدينة، وَدَخَلَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ عَلَى حَفْصَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَائِرَةً وَقَدْ كَانَتْ هَاجَرَتْ إِلَى النَّجَاشِيِّ فِيمَنْ هَاجَرَ فَدَخَلَ عُمَرُ عَلَى حَفْصَةَ وَأَسْمَاءُ عِنْدَهَا فَقَالَ عُمَرُ حِينَ رَأَى أَسْمَاءَ مَنْ هَذِهِ قَالَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ قَالَ عُمَرُ الْحَبَشِيَّةُ هَذِهِ الْبَحْرِيَّةُ هَذِهِ قَالَتْ أَسْمَاءُ نَعَمْ قَالَ سَبَقْنَاكُمْ بِالْهِجْرَةِ فَنَحْنُ أَحَقُّ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْكُمْ فَغَضِبَتْ وَقَالَتْ كَلَّا وَاللَّهِ كُنْتُمْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُطْعِمُ جَائِعَكُمْ وَيَعِظُ جَاهِلَكُمْ وَكُنَّا فِي دَارِ أَوْ فِي أَرْضِ الْبُعَدَاءِ الْبُغَضَاءِ بِالْحَبَشَةِ وَذَلِكَ فِي اللَّهِ وَفِي رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَايْمُ اللَّهِ لَا أَطْعَمُ طَعَامًا وَلَا أَشْرَبُ شَرَابًا حَتَّى أَذْكُرَ مَا قُلْتَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ كُنَّا نُؤْذَى وَنُخَافُ وَسَأَذْكُرُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَسْأَلُهُ وَاللَّهِ لَا أَكْذِبُ وَلَا أَزِيغُ وَلَا أَزِيدُ عَلَيْهِ فَلَمَّا جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنَّ عُمَرَ قَالَ كَذَا وَكَذَا قَالَ فَمَا قُلْتِ لَهُ قَالَتْ قُلْتُ لَهُ كَذَا وَكَذَا قَالَ لَيْسَ بِأَحَقَّ بِي مِنْكُمْ وَلَهُ وَلِأَصْحَابِهِ هِجْرَةٌ وَاحِدَةٌ وَلَكُمْ أَنْتُمْ أَهْلَ السَّفِينَةِ هِجْرَتَانِ قَالَتْ فَلَقَدْ رَأَيْتُ أَبَا مُوسَى وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ يَأْتُونِي أَرْسَالًا يَسْأَلُونِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ مَا مِنْ الدُّنْيَا شَيْءٌ هُمْ بِهِ أَفْرَحُ وَلَا أَعْظَمُ فِي أَنْفُسِهِمْ مِمَّا قَالَ لَهُمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) (5) .
    هل تجدون هذه الصورة اليوم في نسائنا وأزواجنا والمتعلمات والداعيات والباذلات من أخواتنا؟
    ومثل آخر، إنها أم سليم عندما خطبها الرجل العظيم من الأنصار أبو طلحة فَقَالَتْ وَاللَّهِ مَا مِثْلُكَ يَا أَبَا طَلْحَةَ يُرَدُّ وَلَكِنَّكَ رَجُلٌ كَافِرٌ وَأَنَا امْرَأَةٌ مُسْلِمَةٌ وَلَا يَحِلُّ لِي أَنْ أَتَزَوَّجَكَ فَإِنْ تُسْلِمْ فَذَاكَ مَهْرِي وَمَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ فَأَسْلَمَ فَكَانَ ذَلِكَ مَهْرَهَا قَالَ ثَابِتٌ فَمَا سَمِعْتُ بِامْرَأَةٍ قَطُّ كَانَتْ أَكْرَمَ مَهْرًا مِنْ أُمِّ سُلَيْمٍ الْإِسْلَامَ فَدَخَلَ بِهَا فَوَلَدَتْ لَهُ " (6) فكانت خير امرأة أدخلت على نفسها خيراً وعلى زوجها خيراً.
    وامرأة فرعون التي كانت في بيت الطاغية المتجبر، لكنها احتفظت بشخصيتها واستعلت بإيمانها، وخدمت المؤمنين القلة الذين كانوا معها، وهكذا ينبغي أن تكون نساؤنا.
    الاعتداء بالضرب:
    وأنتقل إلى الصورة الأسوأ والأسوأ، وهي الاعتداء على الزوجات والبنات بالضرب، بالرغم من أننا نحفظ النصوص الواردة في منع ذلك، فالكثيرون لا يذكرون إلا الوارد في القرآن الكريم من قوله سبحانه وتعالى: { وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ } [النساء : 34]، ويعتبرون هذا مطلقاً دون أن ينظروا إلى قدوتهم المثلى صلى الله عليه وسلم كيف طبق هذه الآية.
    تقول عائشة رضي الله عنها (مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا قَطُّ بِيَدِهِ وَلَا امْرَأَةً وَلَا خَادِمًا إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) (7) حتى الدابة، الدابة البهيمة لم يكن يضربها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    والنبي صلى الله عليه وسلم يوصي في أواخر حياته (فَاتَّقُوا اللَّهَ فِي النِّسَاءِ فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللَّهِ وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ) (8) .
    أين هذه الوصية والنبي صلى الله عليه وسلم يقول بمن سأله عن حق الزوجة: (مَا حَقُّ زَوْجَةِ أَحَدِنَا عَلَيْهِ قَالَ أَنْ تُطْعِمَهَا إِذَا طَعِمْتَ وَتَكْسُوَهَا إِذَا اكْتَسَيْتَ أَوْ اكْتَسَبْتَ وَلَا تَضْرِبْ الْوَجْهَ وَلَا تُقَبِّحْ وَلَا تَهْجُرْ إِلَّا فِي الْبَيْتِ) (9) ، وعندما بلغه ما بلغه من ضرب بعض الأزواج لنسائه قال: (ليس أولئك بخياركم) (10) .
    لا يظنن ظان أن هذا نادر الوقوع، إنني أعلم علم يقين في حوادث ومشكلات رأيتها وكنت معها بين الطرفين زوجاً وزوجة أن ضرباً مبرحاً يقع من بعض الأزواج على نسائهم. وهذا من القبح المتناهي الذي استنكره النبي صلى الله عليه وسلم في قوله مخاطباً الرجال َقَالَ : ( عَلَامَ يَضْرِبُ أَحَدُكُمْ امْرَأَتَهُ ضَرْبَ الْعَبْدِ ثُمَّ يُضَاجِعُهَا مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ ) (11) .
    كيف يستقيم هذا؟ وكيف تكون كرامة الرجل وشهامته ورجولته مع تجبره على امرأة ضعيفة؟ أين هذا من قوله عز وجل {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً } [النساء : 19]، وأين هذا من الآيات الكثيرة التي أمرت بالعدل وإعطاء الحق عند الانفصال وعند الطلاق، فضلاً عن حال الوفاق .
    الإضرار بالزوجة:
    وصور أخرى فبعض الرجال يعلقون الزوجات فتبقى معلقة ليست متزوجة ولا مطلقة.
    ومن للرجال من يطلقون ثم يستخدمون الأبناء للإضرار بالزوجة، فيحرمها منهم مع علمه بحاجتهم إليها، وقدرتها على تربيتهم، وربما يعرف أنها خير منه في ذلك، ولكنه يريد الانتصار لنفسه وإذلالها أو إجبارها .
    كل هذا من صور الظلم ومن صور التجاوز للحدود المشروعة التي بينها لنا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
    وإنني إذ أذكر هذه الصور لا أنكر ما قد يقع من النساء من والنشوز والمنازعة، لكن ينبغي للرجل وقد جعل الله القوامة في يده أن يكون صاحب فطنة وحكمة في سياسة النساء لتسير الحياة وفق شرع الله تعالى، وليتذكر كل منا قول النبي صلى الله عليه وسلم : (لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ ) (12) .
    المطلوب بصراحة:
    وليس المطلوب منك أيها الزوج ترك هذه التجاوزات فحسب بل عليه أن يفعل ما أمر به الله ورسوله من حسن العشرة، واسأل نفسك أخي الزوج: هل تبسمت في وجه زوجتك عند خروجك ودخولك إلى بيتك؟ هل تنتقي كلاماً طيباً تدخل به السرور عليها؟ هل تقدم لها الهدايا بين فينة وأخرى؟ هل قلت لها يوماً جزاك الله خيراً على ماقدمته خلال العشرة الطويلة؟هل وهل وهل؟
    علينا أن نتعود على أن تقديم الخير والإحسان والله يقول: { ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ } [فصلت : 34].
    وأما البنات:
    لماذا نغفل أمر بناتنا؟ فالأب لا ينظر إلى حاجات ابنته بل ترك أمرها كله لأمها، وإذا كانت أمها مشغولة أو غير قادرة على التوجيه عندها نرى مشكلات انحراف البنات، لماذا؟ لأن الآباء لا يمدون أيديهم لهن، ولا يمثلون لهن مصدر السند والإعانة والرعاية وإنما مصدر الخوف الحزم والقوة.
    ينبغي أن نصلح أنفسنا لنكون فعلاً محققين للمبادئ العظيمة الإسلام، عندما نقولها للناس، فنقول إن المرأة كرمها الله وكرمها الإسلام، ونرى ذلك واقعا في حياتنا.
    نسأل الله عز وجل أن يردنا إلى دينه رداً جميلاً، والحمد لله رب العالمين .


    ليست مشكلــتي إن لم يفــهم البعض ما أعنـيه
    فهذه قنـاعاتي .. وهذه أفكـاري .. وهـذه كتاباتي بين يديكم
    أكتب ما اشعـر به .. وأقول ما أنا مـؤمن به .. أنقـل همـوم غيري بطرح مختلف
    ليس بالضـرورة ما أكتبه يعكـس حياتي الشخصية
    هي في النـهاية .. مجـرد رؤى لأفكـاري
    مـع كل الحـب والتـقدير لمن يمـتلك وعيـاً كـافياً
    يجبر قلـمي على أن يحترمــه



  2. الشَكر قرتاشي, shery77 شَكر
  3. #2
    صديق المنتدى
    الصورة الرمزية السخاوى

    الحالة
    غير متواجد
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    .::: Egypt :::.
    العمر
    42
    Phone
    w702
    المشاركات
    15,687
    الشَكر (المُعطى)
    19512
    الشَكر (المُستلَم)
    21863
    الإعجاب (المُعطى)
    0
    الإعجاب (المُستلَم)
    0
    غير معجبون (المُعطى)
    0
    غير معجبون (المُستلَم)
    0
    تم تذكيره فى
    1 مشاركة
    تمت الاشارة اليه فى
    50 مواضيع
    معدل تقييم المستوى
    1004

    افتراضي رد: الصراحة راحة

    شكرا على الطرح القيم

  4. الشَكر SALIHMOB شَكر
  5. #3
    صديق المنتدى
    الصورة الرمزية قرتاشي

    الحالة
    غير متواجد
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    الدولة
    عين شمس-القاهره
    العمر
    46
    Phone
    6303c
    المشاركات
    3,431
    الشَكر (المُعطى)
    6782
    الشَكر (المُستلَم)
    6129
    الإعجاب (المُعطى)
    0
    الإعجاب (المُستلَم)
    0
    غير معجبون (المُعطى)
    0
    غير معجبون (المُستلَم)
    0
    تم تذكيره فى
    0 مشاركة
    تمت الاشارة اليه فى
    30 مواضيع
    معدل تقييم المستوى
    184

    افتراضي رد: الصراحة راحة

    موضوع بصراحه جامد تستحق الشكر عليه

  6. #4
    ..:: Super Moderator ::.
    اسم المحل
    ALMOGTABA MALL
    الصورة الرمزية SALIHMOB

    الحالة
    غير متواجد
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    الدولة
    Sudan
    Sonork
    100.1596596
    Phone
    IPHONE
    المشاركات
    15,161
    الشَكر (المُعطى)
    22982
    الشَكر (المُستلَم)
    30335
    الإعجاب (المُعطى)
    619
    الإعجاب (المُستلَم)
    379
    غير معجبون (المُعطى)
    5
    غير معجبون (المُستلَم)
    1
    تم تذكيره فى
    3 مشاركة
    تمت الاشارة اليه فى
    1726 مواضيع
    معدل تقييم المستوى
    2305

    افتراضي رد: الصراحة راحة

    مشكورين يا شباب
    ليست مشكلــتي إن لم يفــهم البعض ما أعنـيه
    فهذه قنـاعاتي .. وهذه أفكـاري .. وهـذه كتاباتي بين يديكم
    أكتب ما اشعـر به .. وأقول ما أنا مـؤمن به .. أنقـل همـوم غيري بطرح مختلف
    ليس بالضـرورة ما أكتبه يعكـس حياتي الشخصية
    هي في النـهاية .. مجـرد رؤى لأفكـاري
    مـع كل الحـب والتـقدير لمن يمـتلك وعيـاً كـافياً
    يجبر قلـمي على أن يحترمــه



  7. #5
    صديق المنتدى
    اسم المحل
    كامتشو
    الصورة الرمزية EXplORer_70

    الحالة
    غير متواجد
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    GeM-FlAsH
    العمر
    32
    Sonork
    100.1607685
    Phone
    iphone 7S
    المشاركات
    17,436
    الشَكر (المُعطى)
    18065
    الشَكر (المُستلَم)
    26630
    الإعجاب (المُعطى)
    13
    الإعجاب (المُستلَم)
    86
    غير معجبون (المُعطى)
    0
    غير معجبون (المُستلَم)
    0
    تم تذكيره فى
    2 مشاركة
    تمت الاشارة اليه فى
    648 مواضيع
    معدل تقييم المستوى
    894

    افتراضي رد: الصراحة راحة

    شكرااخى صالح


    سبحان الله
    وبحمده سبحان الله العظيم

  8. الشَكر SALIHMOB شَكر
  9. #6
    صديق المنتدى
    الصورة الرمزية shery77

    الحالة
    غير متواجد
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    مصر
    Phone
    N95
    المشاركات
    870
    الشَكر (المُعطى)
    521
    الشَكر (المُستلَم)
    368
    الإعجاب (المُعطى)
    0
    الإعجاب (المُستلَم)
    0
    غير معجبون (المُعطى)
    0
    غير معجبون (المُستلَم)
    0
    تم تذكيره فى
    0 مشاركة
    تمت الاشارة اليه فى
    0 مواضيع
    معدل تقييم المستوى
    44

    افتراضي رد: الصراحة راحة

    مشكور ع الموضوع الجيد لابد ان يستفيد منه الجميع

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •