وها قد إلتقينا


بعد كل تلكَ ,, السنين


ما الذى فعلتهُ بنا


أنــتِ


أراكِ كما أنتِ


ولكن أصبحت ,, أجمل


وأعـقـل


وشىء ما فيكِ ,, غريب


ما رأيتُ تلكَ اللهفة فى عينيك قبلاً


ولا رأيتُ هذا الحنين


أوَ هذهِ
السنوات الثلاث


قد غيرتكِ


وأنضجتكِ


أهو الزمن من فعل بكِ هذا


أم ما تركتهُ لكِ من ,, كلمات


أنـا


كما أنـا


نفس الملامح


لازلتُ ممسكاً ,, قلمى


لـم أتـغـير


فقط ,, بضع شعيراتٍ بيضاء فى رأسى


أنضجتنى أنا أيضاً


سنواتكِ الثلاث


صـار صبرى أكبر


وقد نال صبرى ,, ما ريد


رأيتكِ مرة أخرى بعد تلكَ
السنوات الثلاث


كتبتُ لكِ فيها كلماتٍ


أهـديـتـهـا ,, إلـيـكِ


وحـفـظـتـهـا


حتى أقولها الآن أمامكِ


لكنها الآن أيضاً ,, خذلتنى


ونـسـيـتـهـا


يكفينى أنكِ أمامى


بقلبكِ


وروحكِ


وجسدكِ


ماذا فعلت بكِ هذه
السنوات الثلاث


أصبحتِ لرجلٍ غيرى


أعـلـمُ هـذا


ولكننى أتسائلُ


هل
كان
يقول لكِ كلماتٍ ,, ككلماتى


هل
كان
يناديكِ بقطتى


كما كنتُ أفعل


هل
كان
يغار عليكِ من نسمات الهواء


ويعنفكِ على ملابسك التى كانت دائماً ,, قصيره


هل
كان
يقول لكِ أحـبـكِ


بنفس إحساسى


آآآســفٌ


على كلمة ,,
كــانَ


كأنكِ لم تسمعيها


فقد ظننتُ أنى فى مـ
كــان
ـهِ


وكان فعلٌ ماض ٍ


وأنا كنتُ ,, الماضى


أتسائل أيضاً


هل كنتِ لهُ صدراً تنامُ فيهِ أحزانه


ووطناً يلجأ إليهِ


حينما يتخلى عنهُ ,, وطنه


هل كنتِ تقولين لهُ


كما كنتِ تقولين لى


(
أنا وطنكَ ومن تنتمى إليه فدعكَ منهم أنا أكفيكهم وقلبى لكَ حصن
)


مـعـذرةً


أخذنى فضولى لأبوابٍ ما كان لى


أن ,, أطـرقـهـا


ما كانت إلا تسائلات


ولا تجيبى


فلا حقَّ لى فى إجاباتكِ


,,,
,,,
,,,


عفواً على صمتى تلكَ الثوانى


فما كنت أصمتُ تلكَ الثوانى


من
ثلاث سنوات


كيفَ مرت عليكِ


فقد مرت على َّ بثلاث قرون


لكننى لم أحبُ من بعدكِ


عـفـواً


أخذتنى فرحتى بكِ


من أن أقدم ,, تهانئى


سعادتى بهذا الخاتم الذى فى يدكِ كبيره


فأخيراً أصبح لكِ
وطنٌ تلجأينَ إليهِ


,,
,,
,,


أنا ماذا سأفعلُ


لا تقلقى علىَّ فحبكِ وطنى


نعم ,, أعلم أنكِ الآن لستِ لى



جسداً فقط


لاقلباً وروحا


ماذا أريدُ


كل ما أريدهُ أن أكونَ بقلبكِ


أنـسـاكِ


لاشأن لكِ


هى ذاكرتى وليست ,, ذاكرتكِ


سترحلينَ الآن


فى أمان الله إرحلى


ولكننى لن أرحل عنكِ


لن تستطيعين مقابلتى مرةً أخرى


أنا لم أطلبُ هذا


ولا حقَّ لى


كل ما أطلبهُ


أن تأخذى تلكَ
السنوات الثلاث




دي بقي من ابداعات اخويا الكبير حسين