ما زلت اعيش اللحظة هذه ... لان قلمي مازال يكتب ..
الوقت يفرقني بين سماوات الزيغ والهذيان ..
اتقلب في العواصف لألملم بقايا اشلائي التي بعثرتها الايام ..
سكون البحر لا يعني سكون الاعماق ..
وهدير الموج ليس بالضرورة فيضان الماء واحتلال اليابسة ..
كل ما اريده فقط..
هو ان تسكن القمر في الليل وتمسح وجه البحر بضوءها الفضي كي يصير عذبا ..
وان تغادر الشمس فروة الموج بتوهجها عند كل صباح ..
وتنفذ بخيوطها الذهبية نحو الشراعات القادمة ,
تلف بها اجنحه النوارس باصفرارها عند المغيب لتأذن بدنو الاياب ..
ما زلت اشعر باني ريشة شحرور اسقطها الالم من جسده النحيل ...
تتلمس اعشاش الطيور الدافئة ..
تصغي للالحان الشجية بصفصافة الحب ..
على ضفاف النهر العذب ينتحر الشوق فينتثر اشلائه ليعلق على اغصان الجنان ويأذن بعودة الربيع ...
احلم بان يمد الي الضباب معروفه وينزاح عني لارى الافق البعيد ..
وزرقة سماءه الصافية لارسم بشفتاي قبلة تشبه قوس قزح..
الويها لتعانق الجمال وتقف علي ذوائب التلال ..
ما تمنيته ..
ان يعي الحرف الذي نزف من قلمي بلونه القاني ليقع على صفحات الالم ..
ان يتسلل الى فؤاد الملائكية وهي تحمل وردة ريفية باناملها الزئبقة..
فتلامس وجهها السماوي فيرتسم في عيني لوحة فنان ..
يستلهم فكره من عمق الصبابة التي ملئتني هياما..
ثم كادت ان تأخني اطرافه حد الهلاك ..
ايتها الملائكية ..
مدي الي وابسطي رقة كفيك واحمليني الى حيث هواك السٌكر ...
ارسمينى قبله ولهى على ضفاف الكأس المعتق ..
حتى لا اسقط اوراقي بين حنايا الوقت الذي يعبرني نحوك..
ايتها السليلة ....
عشرون عاما او يزيد .. اقتطعتها من عمري حتى تكوني حكمة المنتهى ...
وفقأت عيني الى هذا الوجود السبخ فتزيحيه بمعطفك الشتوي ...
قفت على سماء النور وقتذاك وانت ملائكية لا تجيدي الهبوط ..
ظننت حينها ان الضوء ينبثق من بين حناياك ...
ويبقى قلبك عامر بعصافير الاياب ..
ولم اكن ادرك وقتها انك كنت تشعين لهذا الوجود هذا الحب الذي سكن حبات قلوبنا ...
ايتها السليلة ...
قليلا ما اكتب وكثيرا ما اشعر ...
فلا تحيليني الى قلمي حتى يحترق ...
ولا تتركيني الى صمتي حتى يكتوي به قلبي
المفضلات