ما احتجت الي شئ بعدك كحاجتي الي عكاز يرفعنى من الأرض وتحمينى من السير علي أربع . فللعمر عمود، ان سقط التصقت سماء العمر بأرضه.
لا أعلم كيف تحول قلمي بعدك من "سلاحي" الي "عكازي"
ولولا هذا القلم لتساقطت منذ زمن وأشد ما أرعبنى بعد رحيلك اكتشافي أن للعمر أعمدة
وأن بعض البشر أعمدة للعمر
وأنه عندما ينكسر عمود الإنسان يسقط الإنسان
وعندما ينكسر عمود البيت يسقط البيت
وعندما ينكسر عمود العمر يسقط البيت والعمر والانسان
وقد كنت عمود عمري..حين انكسرت انت
سقط البيت والعمر وأنا.
كنت عمود عمري
لهذا،لم يؤلمنى قلبي وأنت ترحل مقدار ما آلمنى ظهري
حتي كدت أسير علي أربع
فبعد موت الحكاية ينحنى الانسان كثيرا
وانحناء ما بعد الفراق يجعلنا نبدو أكبر سنا وأكثر عجزا
ووحدها الأنثى تدرك الفرق
بين العلاقة المفضلة والصداقة المفضلة والحكاية المفضلة والمرحله المفضلة.
وانت لم تكن حكاية مفضلة ولا صداقة مفضلة ولا مرحلة مفضلة
انت كنت هذا العمر بامتداد مراحله وعلاقاته وصداقاته وحكاياته
وكنت أنا في نظرهم الغجرية التي لا تجيد تعدد صداقاتها وعلاقاتها وتؤمن بمبدأ : الرجل الواحد للعمر الواحد.
وبرغم اننى لم أسقط عليك من السماء
ولا انت نبت لي من الأرض
وبرغم اننا كنا كسائر البشر
حواء وآدم..آدم وحواء
حكاية مكررة،أحلام مكررة،ومشاعر مكررة منذ بدء الخليقة
لكن ظهورنا في العمر الخطأ
جعل حبنا بحجم خطيئة علي الأرض
وكم حمدت الله أنك لم تتسرب إلي عالمي
وأنا علي مقاعد الدراسة
كنت الآن انثى فاشله
عرقل قلبها مستقبلها.
ولهذا..كان للخيال في علاقتي بك النصيب الأكبر
وكان للأحلام في حكايتي معك دور البطولة الأولي
وكطائرة ورقية تماما
كنت أمسك بك بحرص طفلة تخشي غدر الرياح
لكن خيطك انقطع من يدي
وأخدتك الرياح الي حيث لا أعلم ولا أرى ولا أبصر
وقضيت عمري فوق شواطئ الوهم أبنى القصور الرملية
وأنتظر وصول سفينتك المرتقبة
وأنساني ذهولي الفراق
أن قصور الرمال لا تستر العشاق وأن بحر الخيال لا يأتي بالسفن.
وكنت امرأه قابله للوهم كثيرا
وما أكثر الذين خدعونى بك
خدعنى بك قلبي كثيرا
خدعتنى بك قارئة الفنجان
خدعتنى بك قارئة الكف
خدعتنى بك صحف الحظ وكتب الأبراج
خدعتنى بك حكايات جدتي
حين اوهمتنى أن وقت الأمير
يتسع للبحث عن صاحبة الحذاء.
وبعد أن ارعبنا المساء!
لا شئ يكسر
كالحب بجنون والتصرف بعقل.
مقتبسه من مجلة زهرة الخليج
المفضلات