في جنازة مهيبة امتزج فيها الغضب الرسمي بالشعبي، شيع أمس آلاف المصريين جثمان الفقيدة مروة الحسيني الصيدلانية المصرية التي لقيت مصرعها على يد المتطرف الألماني أليكس دبليو 28 عاما. أقيمت صلاة الجنازة على روح الفقيدة في مسجد القائد إبراهيم بمحطة الرمل، وسط إجراءات أمنية مشددة وتقدم المشيعين محافظ الإسكندرية اللواء عادل لبيب، ووزير الاتصالات طارق كامل، ووزير الاستثمار محمود محيي الدين، ووزيرة القوى العاملة عائشة عبد الهادي. وعقب الصلاة خرج جثمان الفقيدة من المسجد ورافق خروج الجثمان حشود من المتظاهرين، خرجوا في مظاهرة سلمية على كورنيش محطة الرمل، مرددين «بالروح بالدم نفديك يا شهيد.. بالروح بالدم نفديك يا إسلام»، «لا إله إلا الله حسبنا الله ونعم الوكيل»، « تسقط ألمانيا». لكن رجال الأمن قاموا بتفريقهم. وقد نقل جثمان الفقيدة إلى مثواه الأخير في مدافن العائلة ببرج العرب غرب الإسكندرية وتقدم سيارة الإسعاف التي حملت الجثمان مجموعة من فتيات مدرسة «كلية النصر للبنات» حاملات صورة مروة الشربيني وهي طالبة، وصورة جماعية لها أثناء تخرجها في المدرسة، كما حملت إحداهن كأس كرة اليد الذي شاركت مروة في حصول مدرستها عليه. كما حضر نواب مجلسي الشعب والشورى من بينهم محمد مصيلحي، ومصطفى بكري.
فيما كانت والدة مروة الدكتورة داليا شمس مستلقية على أرض مصلى السيدات، في حالة من الانهيار التام مرددة « بنتي.. بنتي»، «حسبي الله ونعم الوكيل»، تحيط بها نساء الأسرة محاولات إبعاد الكاميرات عنها، قالت الأم « حينما أبلغني طارق أخوها بالخبر أعطاني مصحفا ووضعه لأضمه، لكني لا أصدق حتى اليوم، كنت أعتقد أنني في كابوس، لكنه اليوم حقيقة، احتسبها عند الله شهيدة». وعلى الصعيد الرسمي أبلغ وزير العدل بولاية سكسونيا الألمانية وزارة الخارجية المصرية عن طريق سفارتها في ألمانيا بأن النيابة العامة في ولاية سكسونيا الألمانية التي شهدت مقتل المواطنة المصرية مروة الشربينى وجهت تهمة القتل العمد للمواطن الألماني الذي اعتدى عليها. وطالبت النيابة العامة بتوقيع أقصى العقوبة عليه وهي السجن مدى الحياة من دون منح حق العفو. وحرص السفير الألماني في القاهرة بيرند اربل على استقبال الجثمان، والتحدث باللغة العربية أمام جمهور الصحافيين. هذا وقد أوفدت وزارة الخارجية المصرية السفير أحمد رزق لاستقبال الجثمان وتقديم واجب العزاء لأسرة الفقيدة، كما حضر الاستقبال الدكتور محمد عز العرب رئيس جامعة المنوفية، والدكتور محمد جابر أبو علي وكيل وزارة التعليم العالي.
ومن جانبه، أدان الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الشريف حادث الاعتداء على المواطنة المصرية في ألمانيا مروة الشربيني، مؤكدا ضرورة أن ينال القاتل جزاءه العادل.
وكانت مروة الشربينى زوجة المبعوث المصري علوي علي عكاز المعيد بمعهد الهندسة الوراثية بجامعة المنوفية، عضو الإجازة الدراسية بألمانيا قد لقيت مصرعها على يد متطرف ألماني من أصل روسي يدعى «أليكس دبليو» 28 عاما والذي انهال عليها طعنا بالسكين في إحدى محاكم الدرجة الثانية بمدينة «دريسين» حيث لقيت مصرعها نتيجة إصابتها بـ18 طعنة متفرقة، فيما أصيب زوجها بأحد الأعيرة النارية بطريق الخطأ. وقد حدثت وقائع جريمة القتل الدرامية بعد أن حكم القاضي بمقاضاة الجاني بمبلغ 750 يورو تعويضا عما لحق بها من ضرر جراء الإهانة التي تعرضت لها بسبب نعت المتهم للقتيلة بأنها «إرهابية»، ومحاولاته المتكررة لنزع حجابها، الأمر الذي أثار غضب القاتل وآثر أن يقوم بهذا العمل الإجرامي الذي أودى بحياة القتيلة والذي أسفر أيضا عن إصابة زوجها بجروح خطيرة.
المفضلات