بسم الله الرحمن الرحيم

سالت نفسى

لماذا نربط مستقبلنا الشخصي بفشل مشروعنا القومي ؟

ثم انتبهت الى تلك الحقيقة المؤلمة ،
ولهذا الشعور الجارف باليأس والاحباط ،
ولهذا الشعور القاتل ،
ولهذا الغول الذي لا يترك أخضرا ولا يابسا الا أتي عليه يعدمه ،
وهذا الربط الجائر بين فشلي وفشل الآخرين ،
سنين عديدة ضاعت مني ،
وأنا أتجرع مرارة هزيمة الوطن العربي الكبير ،
وفشل الصحوة الاسلامية ،
في أن تقيم مشروعا بديلا للقومية العربية ،
فالفشل في كل مكان ،
فشل في الأخلاق والمعاملات ،
فشل في العلم والتكنولوجيا ،
فشل في القوة العسكرية ،
فشل في الحياة السياسية ،
فشل في الاعلام الديني والاجتماعي والاخباري ،
...
فقلت لنفسي ،
كفى تعلقا بالآخرين ،
كفى هموما بالمظلة العمومية ،
فلتبعث نفسي من جديد ،
فلتقم نفسي على سيقان من حديد ،
ولتهب نفسي من فشلها وأحزانها ويأسها وضعفها ،
ولأصرخ بأعلى صوتي ، وأناديكم ،
علموني من جديد كيف أكون شخصية جذابة ساحرة واثقة قوية ؟
علموني من جديد كيف أمشي بخطى ثابتة نحو المجد والابداع والاتقان والنجاح ؟
أريد أن أنجح في الحياة ،
لا اريد أن أفشل كما فشل المجتمع ،
أريد أن أكون قويا ،
لا أريد أن أكون ضعيفا مثل دولتي ووطني وأمتي ....
فاذا صرت قويا في المستقبل ،
وصار معي أيضا الآخرين أقوياء ،
عند ذلك فقط ، سينقلب فشل مجتمعي نجاحا ،
وهزيمة أمتي نصرا ،
ولتذهب هموم فشلي الى الجحيم .