081213063643etrU
لستُ من الذين تستهويهم القضايا الساخنة, و لا من الذين يثيرهم الحديث الصاخبُ في المقاهي.. لعلميَ القديم بأن كل الأحداث المدوية شبيهة حدّ التماثل بمقابلة في كرة القدم..!! حيث يكثُر الكلام قبل المباراة و يخفُتُ أثناءها و يسْتَأسِدُ بعدها.. يتمخّض كل هذا عن تحاليل تتناقض جوهريًا في جل هذه المراحل و هو تناقض لا يعني وحدةً و لا تضادًا..!! و أعني به وحدة و صراع المتضادات تلك المقولة التي أفرزتها الأدبيات الرزينة في الزمن الرزين..!! لكنّي أجد نفسي هنا أمام كلامٍ و تحاليل و لغط يسجّل إصابات في وجدانٍ مُتاحٍ إن لم نقل وجدانًا شاغرًا يرتطمُ بأول عارضٍ كما ترتطم الكرة بالعارضة..!! تهتزُّ له جماهير المقهى أمام قهقهات الشباك..!! و ليس مهمًّا أن نعرف أيّهما أشدّ شماتةً بصاحبه..!! و لعل مدمني المنصَّات هم وحدهم يعرفون كيف ينتشون خارج الرقعة و الإصابات و هم بهذا قد أصابوا الهدف اللامرئي عبر توزيع الغضب السّهل و الفرح الكاذب..!! ليتِمَّ بعد ذلك الترتيب لصخبٍ قادمٍ حتى لا يتركون فسحة انفلاتٍ..!! لهذه الأسباب و غيرها كنتُ و مازلتُ أرفض الانضمام لهذه الملهاة و خصوصًا السياسية منها..!! لكني وجدتني اليوم شبه مضطر للدخول في هذا الصخب لسبب ليس بالبسيط..!! ذلك أن قريبي الصغير يوسف استغرب وجودي أمام التلفاز.. لأني كنت أبحث عن جُرعة تفاهةٍ و هي رغبة ليست يومية على كل حال..!! و رأى كذلك أنّي أينما اتجهت بحثًا عن قناة تعطي أفضل الجرعات لا أجد سوى وجه النتن ياهو يوزّع الابتسامات بمعنى و بلا معنى..!! فكان بيني و بين يوسف هذا الذي سأحكيه بأمانة الأطفال حتى و إن نقلته بلغة راشدة..!!

يوسف : أليس نتنياهو مُجرمًا..؟؟
أجبتُه : بلى يا بني..!!
يوسف : لماذا يضحك إذن..؟؟
أجبت : حتى الذئاب تضحك يا بني..!!
يوسف : ألا نملك نحن " نتنياهو" ..؟؟
أجبت : لا يا بني, لأننا لا نملك صناديق الاقتراع..!!
يوسف : لماذا لا نشتريها إذن..؟؟
أجبت: لأننا اشترينا الأصوات..!!
080603162156qRo1

ذالكم كان السبب الذي أدخلني قسرًا إلى الكلام عما يسمى بالانتخابات الإسرائيلية و أقول عما يسمّى لأني أستغرب كيف تكون انتخابات في أرض الميعاد..!! أَوَ الأرض الموعودة تحتاج لانتخابات التأكيد..؟؟ لماذا هذه الديمقراطية داخل اليقين..!! لماذا هذا الوعد السماوي يحتاج إلى تأكيد شعب الله المختار..؟؟ و أبلغ ما يدل على ذلك أنها انتخابات لا يجرؤ أحد على الطعن فيها لشدّة شفافيتها..!! و لا تحتاج إلى نزاهة المراقبين الدوليين..!! و لا تحتاج كذلك إلى النسبة المُهولة التي تلذُّ للحاكم العربي الذي لا يرضى بغير نسبة تفوق و بكثير نسبة المتدينين فوق الأرض..!! و لتحت الأرض أَصدَقُ النَسَب..!!

إنها رحلة لا تنتهي في غياهب هذا اللّيل العربي الذي لا ينجلي..!! حتى أنّنا ضِعنا بين النِّسبة و النَّسب..!! نعم لهم من يضمن أمنهم و لنا من يضمن خوفنا..!! و الأكيد أن أصدق من يعبّر عن هكذا واقع "المظفر النواب" لما قال :


آه يعقوبْ
راقِب نبيَّكَفما افترسَ الذئبُ يوسفَ
لكنّه الجُبُّ
آه من الجُبِّ في الأمة العربية آه..!!
0811140344594Abx


أَلِزامًا أن نبقى دائمًا في حالة هذا البحث المضني و البليد.. نسألُ ببلاهة لا أظنّها تاريخية عن علاقة الدّم بالقميص..!! إلى متى سيفرح البعض عندما تنصفهم ديمقراطية الهناك..!! أو يغضب حينما ترعبه ديمقراطية الهناك..!! و أكاد لا أسأل : لماذا لا ينتظر الآخر انتخاباتنا..؟؟ ربّما لأنه يعلم أننا لا ننتظرها كذلك..!! و لا لومَ إذا سألتُ : متى يأتي " نتنياهو" العربي تحمله صناديق الاقتراع و بعض الغضب..!! نعم لقد سئمنا كل هذا القرف..!! لكني أعلم كما أنتم أن الذي يملك ميعادًا مع الكرسي لا يمكن أن يكون له ميعادٌ مع "الديمقراطية" حتى و إن رقصت كل الصناديق..!!081118024238yOR6


نعم مازلت, أومن بأمّة هادرة رائعة لا تموت حتى و إن صنع نعشكِ موتى يطربهم زوالك..!! لا..لا أنتِ أجمل مما يتوقّعون..!! فمآلهم يُركلون و أنتِ الشامخة الباقية..!! و أجمل من ينصفني و أنا غارقٌ في محبّة هذه الأمّة الطيبة هذا الذي قاله "المظفر النواب" لأنه أجمل من يستدعي لهكذا مواقف..!!

ما لبعض الناس يرميني بسُكري في هواكْ
و هو سكرانُ عمارات يسميها رضاكْ
يا ابن جَيبينِ حرامًا إنَّني..
أسكرُ كي أحتمل الدنيا التي فيها أراكْ..!!

يبقى فقط أن أقول : آه لو استطعنا أن نكون فقط دُملجًا في معصم الديمقراطية الموعودة..!!

ختامًا لا أنسى أن أشكر قريبي يوسف الذي علّمني كيف أكون طفلاً و أنا أحاول أن أعبث بسؤاله الراشد..


و كل ديمقراطية و أنتم بخير..!!

__________________
و إنّ الكلماتِ لَأقدرُ على القتلِ من رصاصةٍ كاتمه..!! 081213063644KBA2