يا أشباهَ البشرِ، ويا أنصافَ رجالْ؟



ماذا أبقتْ منكمْ غزّهْ؟
ظلاًّ أم طيفاً للعزّهْ؟
أم خلّتْ للنّصرِ كتاباً، يحكي عن حيدرَ، عن حمزهْ؟
...
ماذا أبقتْ منكم غزّهْ؟
يا أشباهَ البشرِ، ويا أنصافَ رجالْ؟
رُبعاً أو خُمساً أم سُدساً؟
أم لعباً يكسرُها عبثاً
في الملعبِ لهوُ الأطفالْ؟
أو كوفيّةَ خزيٍ
يعلوها بالعارِ عقالْ؟
..
أينَ العربُ وأينَ الثّأرُ؟
تسألُ عنكم كُلُّ الكتُبِ
وكلُّ شرائعِ أهلِ الدّنيا
وسينتحرُ الصّمتُ إذا ما
ظلَّ الثّأرُ كطيفِ ظلالْ
...
ماذا تفعلُ ياحاكِمَنا؟
في القصرِ المنحوتِ بظفرِ القهرِ العربي؟
ماذا تفعلُ والأمّةُ تغرقُ في اللّهبِ؟
والأطفالُ بغزّةَ خوفٌ، جوعٌ، عريٌ، موتٌ
يشتعلُ من الغضبِ؟
...
هلْ في صمتِ خنوعكَ يعثرُ
طفلُ فلسطينَ على سببِ؟
ماذا تفعلُ ياحاكِمنا،
والشّاشاتُ تسبُّ بأشلاءِ الشّهداءِ
عريقَ الأصلِ، وعمقَ النَّسبِ؟
...
أنتَ العربي؟
قبّحكَ إلهي من عربي!
تشربُ كأسَ دمانا ليلاً
تسكرُ تسكرُ..
والغانيةُ تهزُّ قفاها!
تضحكُ ترقصُ
وتوقِّعُ للنّشوةِ صّكّاً
والأمّةُ تغرقُ بِدِماها
بعْ واشرِ النّخوةَ وتقيّأْ
أنتَ المعصومُ منَ الثّورَةِ
منْ يتجرَّأْ؟
...
فالنّاسُ صفوفُ من جوعٍ
قُدّامَ المخبزِ هابيلُ
وَأمامَ المرقصِ قابيلُ
والأرضُ تنوءُ بقتلاها
مشغولٌ بالكلِّ الكلُّ
فاضحكْ وارقصْ ياحاكِمنا!
شفّرْ شاشاتِ مصائِبَنا!
كي لاتُبصرَ لونَ دِمانا!
فجلاوزَةُ الحكمِ سَهارى
والنّاسُ منَ الجوعِ سُكارى!
وماهمْ لو تدري ياحاكمْ!
ماهم عن دمهِمْ بسكارى!
...
غزّةُ صوتُ الوحدةِ قامتْ
لن تتفرّجْ!
مليارٌ نحنُ منَ البشرِ
في غضبتنا صوتُ القدرِ
...
والحريّةُ بابٌ مفتوحٌ من رأسِكْ!
الحجرُ الأوّلُ حاكِمنا!
أنتَ العثرَةُ!
والحرّيّةُ تبدأُ من تحطيمِ الصّنمِ الأَوَّل
يفتحُ معبرُنا للضَّوْءْ
أنْ نكسرَ أَوَّلَ نافِذَةٍ
أنْ نقلعَ من دربِ دمانا
أكبرَ حجرٍ
والحاكِمُ هوَ أوَّلُ حجرِ!
مليارٌ نحنُ من البشرِ
في وحدتِنا كفُّ القدرِ!