شعـــــــاع غزة الجميل

هادئا يتحول هذا الشعاع الى رجة

وتحول استماتته بينه واحتضار الشظايا

يتقدم نحو الصدى المتفسخ عبر انسداد المساء

ويوقد فرحته كما توقد السفن المشتهاة مصابيحها

هادئا يتوغل هذا الشعاع بعيدا

وتهوي نضارته مطرا فوق أجنحة البرتقال ....

فوق أديم الجبال المرصع بالمعدن الابدي

ويوغل في صمته راحة تتلقى اخضرار الحقول

وتنشره في امتلاء الشرايين

جسدامشرعا لأمثال المرايا فسحة لاختمار العلاقة والوطن المر

يتجزأ نبضي يصير سنابل مثقلة تتقاطع سيقانها

وتسافر في رحم الأرض موصولة باللقاح المدمر...

ألتقي في مساري بقافلة تتغذى بثقل التساؤل

فأُشعل أطرافي اليابسة

وأسفح خمري وأغنيتي : قرى للعبور الجميل.....

وفاتحة لاغتصاب الكلام .....

يقول الدليل : اتبع الشجر المر حتى مشارف غـــزة

وها أنذا أسأل العابرين متى اشتعلت بنواصي المآذن أنجمها

كيف أعبر نحو مداها الفسيح عصور المماليك...

وأغسل وجهي بملمسها المستحيل

هادئا يتحول هذا الشعاع الى لجة .....

أتأمل مندهشة رعشات البروق الجميلة

و أقاوم ذعري بفاكهة الامل المتدفق بين دم مطفأ

ودم يتقدم نحو اشتعال العصافير

لجة لتناسل اجنحة السمك المتغرب

وامتلاء الفضاءات بالعشب والثلج

و **وغ القوارب خلف لهيب الشروق

أتأمل مندهشة فرحا يتقدم نحوي

أرى ريشة الارجواني منتشرا فوق حزن الخرائب

وأرى في هبوب تضاريسه شاطئا ونخيلا وسربا من الخيل

فلا أتـــذكر حـــيــفا

لان الخرائط لا تتوقد في الذاكرة

لان الذين احبوا شوارعها اشعلوا للعبور سواعدهم... ثم راحـــوا

ولكنني اتذكر أغنية تتحدث عن برتقال ودار مرممة

ونوافذ تسرق من جسد البحر زرقته

وها انذا اشتهي نخلة من أماسي الصعيد

أشتهي لحظة خلف نافذة **قاق بغزة ينتظر الفجر

وأحلم ان السواقي تجيء اليّ بغبطة بيروت

يا جبلا يسكن الأرز قامته

مد صوتك للنرجس المتفجر

وامنح له خضرة السنوات العجاف

وبعض نضارة قتلاك

راعشا يتقدم هذا الشعاع

ووجهته شاطىء أو نداء

وصهوته شجر لا يشيخ

وقافلة للعبور الجميل

سامحيني يا غزة الحبيبة