بسم الله الرحمن الرحيم ,,
النهاردة إن شاء الله , سنتناول موضوع يهم الشباب من الجنسين -أكيد مش كريم 14 -
دلوقتي طبعا كلنا عارفين , ان الواحد لو عاوز يريح "ودانه" .. "هيشرب" عصير مانجة !!!
و لو عاوز يدلع "مناخيرة" ... "هيسمع" أغنيتين كدة "تحت اللسان" ,,,, !!!
أما بقى لو عاوز يمتع "عينيه" ... فعليه و على one man show "ريحة" ما حصلتش !!!
حد حاسس بأي حاجة غلط ؟؟ !!
و لا ما حدش واخد باله أصلا ؟؟؟
متهيأ لي فيه غلطة بسيطة بس
ان اللي عاوز يريح ودانه ... يسمع حاجة حلوة -و بلاش أغاني -
و اللي عاوز يريح مناخيره .... يشم ريحة حلوة -و بلاش one man show برضه -
أما لو عاوز تمتع عينيك .... يبقى هتتفرج على مناظر طبيعية خلابة -حلوة خلابة دي .. يعني ايه ؟؟ -
حد عارف أن اعاوز ايه ؟ و لا لسه ؟؟
بص يا سيدي ,,,
دلوقتي لو جنابك مخنوق ؟؟ و مش طايق نفسك .. بتعمل ايه ؟؟
غالبا يعني , بتعمل حاجة تريح أعصابك ... تسمع موسيقى هادية , أو موسيقى صاخبة
تتنطط معاك و تطلع الـ"باور" اللي جواك , أو "تترزع" قدام التليفزيون تتفرج على أي حاجة "مسلية"
أو لو كنت في الكلية مثلا , تكلم الـ"girl friend" بتاعتك و تمشي معاها شوية و تشتغلوا بعض علشان تستريح , أو لو ربنا كارمك و "دادي" جايب لك عربية, تتطلع "تخمس" بيها شوية .... أو أو أو أو ... حاجات كتيرة ممكن تعملها لما تبقى مخنوق .
صح ؟؟
صح و لا لأ؟؟
أكيد معظمنا بيعمل حاجة من دول , و لا أزكي نفسي ,
بس لو جينا ناخد العملية "جد" شوية ,, و تيجي نشوف ايه "الحتة" اللي بتبقى عاوزة "تتظبط" لما بنبقى مخنوقين ؟؟
يعني ممكن تقول انها : نفسك , قلبك , روحك , .... من الآخر "جواك " هو اللي بيبقى عاوز يتظبط ,
لكن للأسف بنروح جايين و بكل غباء, بدل ما نظبط روحنا , نروح "شغالين" على حاجة تانية نظبطها , أكننا بالضبط عاوزين نريح وداننا رحنا رايحيين نشرب عصير !!!
في حين اننا المفروض لما نكون مخنوقين , نشوف ايه اللي بيسعد و يريح الروح و النفس و نعمله , مش نروح نعمل اللي بيريح الحاجات التانية في جسمنا و نعمله ...
يقول ابن القيم رحمه الله في هذا الموضوع :
كل عضو من أعضاء البدن خلق لفعل خاص به ,كماله في حصول ذلك الفعل منه ومرضه أن يتعذر عليه الفعل الذي خلق له حتى لا يصدر منه أو يصدر مع نوع من الاضطراب
فمرض اليد أن يتعذر عليها البطش
ومرض العين أن يتعذر عليها النظر والرؤية
ومرض اللسان أن يتعذر عليه النطق
ومرض البدن أن يتعذر عليه حركته الطبيعية أو يضعف عنها
ومرض القلب أن يتعذر عليه ما خلق له من معرفة الله ومحبته والشوق إلى لقائه والإنابة إليه وإيثار ذلك على كل شهوة
فلو عرف العبد كل شيء ولم يعرف ربه فكأنه لم يعرف شيئا ولو نال كل حظ من حظوظ الدنيا ولذاتها وشهواتها ولم يظفر بمحبة الله والشوق إليه والأنس به فكأنه لم يظفر بلذة ولا نعيم ولا قرة عين
بل إذا كان القلب خاليا عن ذلك عادت تلك الحظوظ واللذات عذابا له ولابد,
فيصير معذبا بنفس ما كان منعما به من جهتين:
من جهة حسرة فوته وأنه حيل بينه وبينه مع شدة تعلق روحه به
ومن جهة فوت ما هو خير له وأنفع وأدوم حيث لم يحصل له فالمحبوب الحاصل فات والمحبوب الأعظم لم يظفر به وكل من عرف الله أحبه وأخلص العبادة له ولا بد ولم يؤثر عليه شيئا من المحبوبات
فمن آثر عليه شيئا من المحبوبات فقلبه مريض كما أن المعدة إذا اعتادت أكل الخبيث وآثرته على الطيب سقطت عنها شهوة الطيب وتعوضت بمحبة غيره
وقد يمرض القلب ويشتد مرضه ولا يعرف به صاحبه لاشتغاله وانصرافه عن معرفة صحته وأسبابها
بل قد يموت وصاحبه لا يشعر بموته وعلامة ذلك أنه لا تؤلمه جراحات القبائح ولا يوجعه جهله بالحق وعقائده الباطلة
فإن القلب إذا كان فيه حياة تألم بورود القبيح عليه وتألم بجهله بالحق بحسب حياته
وما لجرح بميت إيلام
وقد يشعر بمرضه ولكن يشتد عليه تحمل مرارة الدواء والصبر عليها فهو يؤثر بقاء الداء على مشقة الدواء
فإن دواءه في مخالفة الهوى وذلك أصعب شيء على النفس وليس لها أنفع منه
وتارة يوطن نفسه على الصبر ثم ينفسخ عزمه ولا يستمر معه لضعف علمه وبصيرته وصبره كمن دخل في طريق مخوف مفض إلى غاية الأمن وهو يعلم أنه إن صبر عليه انقضى الخوف وأعقبه الأمن فهو محتاج إلى قوة صبر وقوة يقين بما يصير إليه
ومتى ضعف صبره ويقينه رجع من الطريق ولم يتحمل مشقتها......
طيب و ايه اللي بيريح الروح ؟؟
باختصار ......, الصلة بالله عز وجل ,
بأي نوع من أنواع الطاعة ,,
تصلي , تتوضى -حتى لو اتوضيت بس و ما صليتش- , تقرأ قرآن , أو حتى يا سيدي تقعد ساكت كافي خيرك شرك , بس ما تروحش تظبط حاجة تانية غير الحاجة اللي عاوزة تظبيط ,
طيب أنا راضي ضميرك يا راجل ,
عمرك كنت مخنوق , و رحت سمعت شوية موسيقى و لا مشيت مع واحدة و لا جريت بالعربية , و حسيت انك استريحت ؟؟
آه !!!
أيوة استريحت ,, "لحظيا" لكن أول ما خلصت رجعت لك الخنقة تاني , ده لأنه ما عالجتش المكان اللي عاوز يتعالج ,
و اسمع لكلام ابن القيم في الموضوع ده :
"إن في القلب فاقة لا يسدها شيء سوى الله تعالى أبدا وفيه شعث لا يلمه غير الإقبال عليه وفيه مرض لا يشفيه غير الإخلاص له وعبادته وحده فهو دائما يضرب على صاحبه حتى يسكن ويطمئن إلى الهه ومعبوده فحينئذ يباشر روح الحياة ويذوق طعمها ويصير له حياة أخرى غير حياة الغافلين المعرضين عن هذا الأمر الذي له خلق الخلق ولأجله خلقت الجنة والنار وله أرسلت الرسل ونزلت الكتب ولو لم يكن جزاء إلا نفس وجوده لكفى به جزاء وكفى بفوته حسرة وعقوبة"
يبقى لما تبقى مخنوق , و تيجي تطلع زهقك , افتكر على طول انك مش بتعالج الجزء الصحيح , انت بتدي "مسكنات" لأماكن "تانية خالص" غير الأماكن اللي المفروض تعالجها ..
أنا طولت عليكم , صح ؟؟
بس أرجو أن تكون الفكرة قد وصلت ,,,
و إن كنت لو أنتبه بالذي *** وعظت به فانتبه أنت به
و أنا و الله ما بكتب الحاجات دي علشان أنا واد مخلص و متظبط و عامل الحاجات الصح كلها , إنما أعظ نفسي بموعظتي لغيري ..
و لا تنسوا كاتب الموضوع الأصلي من دعوة صالحة بظهر الغيب ...
"اللهم اغفر له و ارحمه و تب عليه و وفقه لما تحب و ترضى و جميع المسلمين و المسلمات "
ملحوظة : ادعي بضمير و من القلب ,علشان الملك يدعيلك و يقول آمين و لك بمثل , و مش هتخسر حاجة يعني ...
المفضلات