السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانهلا تخفى علينا الظاهرة التي انتشرت بين بنو يعرِب مع ثورة التكنولوجيا خُصوصاً عند دخول الفيسبوك والوتس آب ووسائل الإعلام المجاني بشكلٍ عام مُعترك الحياة العربية، فلا يمضي يوم علي شخصياً دون أن أدخل لصفحتي الرئيسة في الفيسبوك أو أحد القروبات النشطة في الوتس آب ولا أجد بها هذا الهُراء: "كم لايك تستحق هذه الطماطة التي بها لفظ الجلالة؟"، "عصفور برأس كلب، لا أعتقد أن الكيبورد سيعطب إذا كتبت سبحان الله وعملت لايك وشير"، "اضغط لايك وانظر ماذا سيحدث.. سبحان الله"، "أرسِل هذه الرسالة إلى 89 شخص وستأكل اليوم مندي، ترا فيه واحد ما رسلها والحين انسخط قطوة وقاعد ياكل تونة"، "إيران تريد تغيير اسم الخليج العربي للخليج الفارسي، شارك بالتصويت لمنع المجوس الصفويون الروافض قاتلهُم الله"... وإلخ؛ ما هذا الهُراء يا عرب؟!الطامّة أن هذه الأشياء تُنتج على الفيسبوك من الصفحات العربية بحثاً عن عدد من اللايكات والشيرات للتسويق للصفحة لتتسع الصفحة بزيادة عدد مُرتاديها، ولا أعلم ماذا تستفيد إدارة الصفحة من الأمر مادّياً، فالفيسبوك لا يسمح للصفحات بعمل إعلانات تجارية مثلاً، والأطم من ذاك أنّ العرب يتناقلون هذا الهُراء حتى خارج الفيسبوك، فالحبيب المُصطفى في غِنى عن اللايك والشير ليثق أنّ أمته تُحبه، كذلك الله لا يحتاج تلفيق العِباد لأشياء غريبة لإثبات قُدرته، حتى أن كثيراً من هذه الأشياء التي ينشُرها الغالبية الكاسحة من العرب ثبت أنها من صنيع الملاحِدة ليضحكوا على سذاجتهم.. فهل بلغ إدمان اللايكات في هذه الأمة ما بلغ أم أنّ هُناك شيئاً غابْ عنّي ذِكرُه؟
المفضلات