أعرف يا صديقتي،أني قد أتجاوز معك كل حدود المعقول، أخترق تلك التفاصيل الدقيقة... وحتى التي تكرهين البوح بها من قريب أخترقها... وحاجز الرؤية والحد الفاصل بين الواقع والخيال...
أعرف أنك تعشقين من السماء الزرقة، ومن الأرض الاخضرار، ومن الطيور النوارس وهي تطوف حائمة على شاطئ قريب من مكان لقائنا...
هناك حيث شاركتك متعة الغروب، مبتهجة كنت وأنت تشيرين بإصبعك اللطيف إلى حلقة الشمس فقدت شعاعها... تبدأ في الاختفاء خلف خط البحر... أذكر القهوة والفنجان، والكلام المسهب ونسيم المساء الصيفي، أذكر...
صديقتي، قد أمنح روحي للسّحر المستقر على وجهك المنير،
للعطر المنتشر على جيدك الناعم المغري،
للبعث الذي يعيدني إلى الحياة إن روحي أزفت ساعة رحيلها...
أعرف... أعرف أني قد أهلوس فأقسو يوما، ويصبح كلامي سيفا حادا يقطع، وسهاما مارقة تصيبك،
وصوتي رعدا يفزعك كطفلة ترتعد... تضطرب... تغادر المكان...
لكني يا صديقتي أبقى ما حييت إنسانا يحمل قلبا زرعه القدر هنا...
لا يملك أحد انتزاعه!!، قلبا تتغنى نبضاته باسمك المعتق كخمر طيبة المشرب، سامقة النشوة، دافئة تسري في خلاياي المتعبة...
أحمل قلبا كالذي عُذّب به كل العاشقين عبر التاريخ وما قبل التاريخ، كالذي من أجله صُلبوا...
أحمل قلبا... وفيه أنت! وفي القلب أنت... فيه أنت... بلا نزاع.
المفضلات