السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود تقديم مثال حي على أهمية التمسك بأضعف حبال الحياة حتى الرمق الأخير. فمادمت لم تمت بعد فيمكنك حتما عمل شيء وأشياء بل يمكنك تغيير العالم بمفردك وأنت في أضعف حالاتك.
هذا العجل الصغير بدأ حياته في منطقة
كروغر بجنوب إفريقيا مع باقي أفراد قطيع الجواميس البرية، بروح عالية ونظرة بعيدة وأمل عريض؛ يدعمه في ذلك كل ما يرى حوله من ماء وكلأ يسره الله له كرأس مال.
أما هذه خلفه فوالدته التي غرست
فيه الكثير من مثل القطيع وتراثه، وتكفي نظرة إلى عينيها الناعستين .
. الدامعتين دموعا استحالت بيضاء
فزادت وجهها جمالا فوق جمال التاج الأقرن والأذنين والجيد الذي اكتسى بشعرها الأسود الجميل.
فهنيئا له بها من أم .. وهنيئا لها به من عجل
.. عما قريب سيبقي رأسها مرفوعا بين الجواميس .. إلى الأبد!
ذات يوم وأثناء ممارسة مهامه اليومية؛
فوجئ بمجموعة من الأسود بالجوار، فساقته شجاعته إلى الإقدام مشاركا في ذلك
فارسين آخرين من خيرة الثيران ..
لسان حال قائد المواجهة: "إرجع يا صغيري
فأنت غير مؤهل للنزال". إلا أن العجل الصغير وأمام عنفوان الشباب والحماس
الشديد أبى إلا أن يشارك في المعركة. فقاده إقدامه وثقته الكبيرة في نفسه وبالمؤهلات لديه
إلى الدخول
في معركة لا يختلف اثنان على أنها خاسرة.
وأمام سطوة الأسود وكثرتهم قرر القائد ومساعده ترك ساحة القتال مطلقا قوائمه الأربع للريح، وهنا بقي العجل في المؤخرة وتحول إلى فريسة سهلة للأسود. فقرر بدهاء شديد أن يجري ناحية المستنقع ليورط الأسود في نزال مع طرف ثالث قوي ..
وإذا بتمساح شرس يأتي مسرعا ليلتهم أي ساقط
في الماء وإن كان حجرا، أما الأسود فلم تنطلِ عليهم الحيلة وجعلوا العجل بينهم والتمساح. فأصبح العجل الصغير بين شد وجذب إلى الماء وخارجه بين الطرفين، ولم يدم الأمر طويلا حتى تمكن الأسود من جر العجل إلى اليابسة مواصلين خنقه بقوة وإحكام ..
إلا أنه لم يمت! ولن يموت إلا إذا انتهى أجله ..
ويستمر الخنق وتستمر المعاناة. أما الصغير فمازال يقاوم بشدة ضاربا المثل في قوة الصبر والتحمل ..
وماهي إلا لحظات حتى عاد القائد من جديد
وخلفه كتيبة كاملة من أشد الثيران، وبعد مناوشات يائسة قرر الأسود إطلاق سراح عجلنا الصغير والإنسحاب من الموقع خائبين. ولسان حالهم يقول: "أكلت يوم أكل العشب الأبيض".
وعاد البطل الصغير إلى أمه
ليروي لها ولأفراد القطيع قصة أشبه بالخيال!
إذ لم يكن أفضل المتفائلين يتصور أن الصغير سينجو .. لكنها إرادة الله سبحانه وتعالى
وخلال أخذ قسط من الراحة بعد المعركة؛
جلس الصغير إلى جده الحكيم ليستمع باهتمام هذه المرة .. ويبدأ في استخلاص العبر من جملة الأحداث التي مر بها خلال وقت قصير جدا .. لا يمكن أن يقاس بحال بخبرة الجد العظيم .
.
شاهدوا هذه القصة على موقع يوتيوب، فإن فيها من الحكم
والفوائد الشيء الكثير :منقول
المفضلات