السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
زي ماوعدناكم قبل كده
ان هايكون معانا كل اسبوع شاعر
ان شاء الله معانا الأسبوع دا
شاعر جديد
ألا وهو
محمد صلاح الدين بهجت أحمد حلمي
المشهور بـصلاح جاهين
أنا اللى بالأمر المحال اغتـوى
شفت القمر نطيت فى الهــوا
طلته ماطلـتوش إيه أنا يهمنى
وليه مادام بالنشوة قلبى ارتوى
وعجبـى !
ترى من هذا الذى اغتوى بالمحال?
إنه.. محمد صلاح الدين/ بهجت حلمى/ أحمد حلمى/ حسن المهدى/ على/ عامر المهدى/ السيد الشريف/ صقر/ جاهين. الشهير بـ "صلاح جاهين".
اغتوى بالمحال.. عشق الصعب، وطوع المستحيل... افترش خياله بساطاً نسجه من خيوط أفكاره وألوان أحاسيسه، وحلق به فوق المدن والقرى... دخل كل بيت وكل قلب، أبت نفسه التكلف، فخلق دنياه بسيطة .. رقيقة .. تشع منها أنوار الطفولة، وتملأ أرجائها ملامح البسطاء.
البسطاء .. تلك الكلمة السحرية التى أخرجت جنى الشعر ومارد الرسم، وهى نفسها التى استمد منها القوة فى ضعفه، والبهجة فى حزنه.
استطاع صلاح جاهين ببساطته وتلقائيته التعبير عن كل ما يشغل البسطاء بأسلوب يسهل فهمهه واستيعابه، وهو ما جعله فارساً يحلق برسومه وكلماته ويطوف بها بين مختلف طبقات الشعب المصرى، بل كانت جواز سفره لمختلف البلدان العربية التى رددت كلماته حَفْزاً للعمل والانجاز.
رغم الشهرة الواسعة التى حظى بها صلاح جاهين ورغم إجادته الحديث عن مختلف الموضوعات ـ كما يقول عنه المقربون منه ـ لم يُجِد الحديث عن نفسه؛ فأوكل المهمة لأشعاره لتعبر عن مكنونات نفسه.
ولد صلاح جاهين فى 25/12/1930 م بحى بشبرا فى شارع جميل باشا
والده المستشار بهجت حلمى الذى تدرج فى السلك القضائى بدءً من وكيل نيابة حتى عُين رئيساً لمحكمة استئناف المنصورة.
كانت ولادة صلاح جاهين متعثرة تعرضت أثنائها والدته للخطر، فوُلد شديد الزرقة دون صرخة حتى ظن المحيطون أن الطفل قد ولد ميتاً، ولكن جاءت صرخة الطفل منبهة بولادة طفل ليس ككل الأطفال.
وكانت لهذه الولادة المتعثرة تأثيرها، فمن المعروف أن الولادة المتعثرة تترك آثارها على الطفل فتلازمه طول حياته وقد تتسبب فى عدم استقرار الحالة المزاجية أو الحدة فى التعبير عن المشاعر - سواء كانت فرحاً أو حزناً، وهو ما لوحظ فى صلاح جاهين الذى يفرح كالأطفال ويحزن لدرجة الاكتئاب عند المصائب.
عُرف عن صلاح جاهين فى طفولته الهدوء - رغم كونه الابن الأكبر والأخ الأكبر لثلاث شقيقات هن: بهيجة، وجدان، وسامية، وتصغره الأخيرتين بفارق زمنى كبير. لذا توثقت علاقته بشقيقته السيدة بهيجة. فكان شديد الحنان والتسامح مع أخته، حتى أنه كان يتطوع للدفاع عنها عند عقابها إذا ما أخطأت فى حقه.
ومن طبيعة جاهين الهادئة كانت هواياته الهادئة والرقيقة، فكان يهوى صنع الألعاب اليدوية الدقيقة ومنها العرائس لأخواته مقلداً بذلك والدته التى كانت تصنع بعض اللعب بالطين.
أيضاً ورث جاهين هواية القراءة عن والدته - السيدة أمينة حسن - التى كانت تروى له القصص العالمية والأمثال الشعبية بأسلوب سلس لطالما عشقه، فعملت على غرس كل ما تعلمته من دراستها فى مدرسة السنية، ثم عملها كمدرسة للغة الانجليزية فى طفلها النبيه الذى تعلم القراءة فى سن الثالثة. كما لعبت مكتبة جده السياسى والكاتب أحمد حلمى (شارع أحمد حلمى بشبرا يحمل اسمه) - زميل ورفيق الزعيمين مصطفى كامل ومحمد فريد ـ لعبت تلك المكتبة دوراً كبيراً فى إتاحة مجموعة كبيرة من الكتب فى شتى المجالات أمام القارئ الصغير.
ومن هذه المكتبة المنزلية نشأ ولعه بالمكتبات التى كانت أول ما يبحث عنه فى كل محافظة تنتقل إليها الأسرة برفقة الوالد الذى حتمت عليه وظيفته كثرة الانتقال.
تمتع صلاح جاهين منذ صغره بموهبة "الحكى" فكان يقرأ كل ما تقع عليه عيناه ثم يعيد روايته لشقيقاته بأسلوب شيق ومميز يحرص فيه على إيقاع الكلمات. فى سن الرابعة - أو ما دونها - نظم بعض الجمل مرحباً بضيف أباه د. على العنانى فقال: "كانى مانى ...
صلاح شاباً:
كان إيمان صلاح جاهين راسخاً بعدم جدوى التعليم بالأساليب التقليدية، ورغبته فى دراسة ما يهوى؛ فكان رفضه الشديد لضغط والديه عليه بدراسة القانون ليكمل مسيرة الوالد، ولكنه انصاع فى النهاية لرغبتهما والتحق بكلية الحقوق.
وكان من نتيجة عدم رضاؤه عن الالتحاق بكلية الحقوق أن تعثر فى دراسته، حتى أنه قضى فى السنة الأولى ثلاث سنوات متتالية حتى لحقته أخته ونجحا معاً فى السنة الأولى والثانية. ولكن لم يستطع صلاح جاهين أن يكبت بركان الفن داخله أكثر من ذلك، فكان رفضه هذه المرة قاطعاً لمحاولات والديه إقناعه بالعدول عن قراره، وهو ما أسفر عن مشادة عنيفة بينه وبين والده غادر صلاح جاهين المنزل على إثرها دون إطلاع أحداً على مقصده. فتوجه لبيت الفنانين بوكالة الغورى ثم سافر لعمه بغزة، وقضى فترة هناك عاد بعدها إلى القاهرة حيث قرأ إعلاناً عن وظيفة مصمم مجلات بالمملكة العربية السعودية، فتقدم لها ثم سافر دون أن يخبر أحداً، ولم يعلم والديه إلا بعد سفره بالفعل. ولكنه عاد مرة أخرى لمصر بعد أن تلقى خطاباً من والده يحثه فيه على العودة. ورغم التحاق صلاح جاهين بكلية الفنون الجميلة بعد ذلك إلا انه لم يكمل الدراسة بها أيضاً.
الحياة العملية:
بدأ صلاح جاهين حياته العملية فى جريدة بنت النيل، ثم جريدة التحرير. وفى هذه الفترة أصدر أول دواوينه "كلمة سلام" فى عام 1955.
وفى منتصف الخمسينيات بدأت شهرته كرسام كاريكاتير فى مجلة روز اليوسف، ثم فى مجلة صباح الخير التى شارك فى تأسيسها عام 1957، واشتهرت شخصياته الكاريكاتورية مثل قيس وليلى، قهوة النشاط، الفهامة، درشوغيرها من الشخصيات.
لقد كانت رسوم صلاح جاهين الكاريكاتورية مؤثرة للغاية،
لدرجة أنها تسببت أكثر من مرة فى أزمات سياسية عديدة
كان من أبرزها اختلافه مع الشيخ الغزالى بالكاريكاتور
عند مناقشة مشروع الميثاق فى عام 1962،
فاستباح طلاب الأزهر دمه وتظاهروا وتجمهروا أمام جريدة الأهرام.
كما أجرى معه المدعى العام الاشتراكى تحقيقاً بسبب
كاريكاتيراً انتقد فيه تقريراً حول نتيجة
التحقيق فى شأن تلوث مياه القاهرة.
كما كان صلاح جاهين على شفا دخول المعتقل،
فقد وُضِع اسمه على رأس قائمة المعتقلين أكثر من مرة
نظراً لما يعرف عنه من ميول يسارية ونقداً للنظام
لولا تدخل الرئيس جمال عبد الناصر
شخصياً لحذف اسمه خمس مرات من هذه القائمة.
وخلال تلك الفترة لم تتوقف أعمال صلاح جاهين الشعرية،
فأصدر ديوانه الأول "كلمة سلام" عام 1955،
ثم ديوانه الثانى "موال عشان القنال" عام 1957
وفى نفس العام كتب "اليلة الكبيرة" أحد أروع إبداعاته
والتى لحنها له سيد مكاوى أحد أقرب أصدقاؤه.
لقد مثلت الفترة الممتدة من 1959 حتى 1967
فترة النضج الشعرى عند صلاح جاهين
والتى بلغت قمتها بصدور ديوانه "الرباعيات" عام 1963،
ثم عام 1965 حين أصدر ديوانه "قصاقيص ورق"،
وخلال تلك الفترة كتب صلاح جاهين أروع
أعماله الوطنية التى تغنى بها العديد من المطربين
ومنهم عبد الحليم حافظ مثل "صورة"، "بالأحضان"، "
والله زمان يا سلاحى"
الذى اتُخذ النشيد الوطنى المصرى إبان حكم الرئيس
الراحل جمال عبد الناصر، وغيرها من الأعمال الوطنية
التى بقت راسخة فى ذاكرة الشعب المصرى.
وفى الفترة ذاتها كون صلاح جاهين جماعة "محبى ضوء القمر"
عام 1961، كما قدم العديد من المسرحيات مثل "القاهرة فى ألف عام"،
وكتب الأغانى والأشعار للعديد من المسرحيات مثل "إيزيس"،
و"الحرافيش"، ولم يتوقف إنتاجه عند الأعمال المحلية،
بل قام بالترجمة والإعداد مسرحياً لبعض المسرحيات الأجنبية
مثل "الإنسان الطيب"، "دائرة الطباشير القوقازية".
كما قدم الأغانى والأشعار للعديد من الأعمال الإذاعية
مثل أغانى مسلسل "رصاصة فى القلب".
وعرفاناً منها بأعماله المتميزة للأطفال
مثل مسرحيات "الفيل النونو الغلباوى"،
"الشاطر حسن"، "صحصح لما ينجح"،
"حمار شهاب الدين"،
والعديد من الأغانى والصور الغنائية للأطفال
اختارته وزارة الثقافة - عام 1962- ليكون مسئولاً
عن كل ما يتصل بتوجيه الطفل وثقافته.
وانضم صلاح جاهين فى مارس 1964 لأسرة
جريدة الأهرام ليكمل مسيرته فيها.
كما نال صلاح جاهين وسام الفنون فى عيد العلم عام 1965.
وعن هذه الفترة يقول صلاح جاهين
عندما سُئل عن اجمل فترات العمر:
"هى الفترة ما بين عام 1963-1967 ...
الفترة دى كانت الذروة فى حياتى".
ولكن جاءت هزيمة 1967 لتكون بمثابة
الضربة القاسمة لصلاح جاهين،
فأصيب بعدها بالاكتئاب الذى لازمه حتى وفاته.
وخلال هذه الفترة توقف عن كتابة الأغانى الوطنية؛
حيث اعتبر نفسه مشاركاً فى الهزيمة بأغانيه
وأشعاره شديدة التفاؤل والحماس للثورة ولزعيمها
جمال عبد الناصر، فلم يكن صلاح جاهين محباً لعبد الناصر فقط،
بل كان مبهوراً به يراه قادراً على تحقيق مالم يستطع
أى زعيم وطنى آخر تحقيقه.
وعن حبه لعبد الناصر يقول:
"أنا وقعت تحت مغناطيسية الكاريزما الموجودة فى شخصية عبد الناصر،
ولكنى تعلمت أن انظر إليه بموضوعية..".
ولكنه استعاد توازنه وكتب من وحى حرب الاستنزاف
"الدرس انتهى" بعد الهجوم الإسرائيلى على مدرسة بحر البقر،
و"عناوين جرانين المستقبل" إثر الهجوم الإسرائيلى
على مصنع أبو زعبل. ثم توقف عن الكتابة فترة طويلة
كتب بعدها "المصريين أهمه" وكانت آخر أعماله الوطنية.
ورغم الحالة النفسية التى كان يمر بها صلاح جاهين،
إلا أنه تغلب على آلامه واستطاع بقلب عليل
تثقله الأحزان أن يزرع فى كل واحداً منا بذرة الأمل
والتفاؤل والبهجة،
فلم يستسلم وقرر أن يطرق أبواباً جديدة،
فلم يكن المسرح والكاريكاتير والدواوين أن تسع موهبة
صلاح جاهين المتدفقة كشلال لم تستطع أشد
المصاعب أن توقفه، طرق صلاح جاهين
باب السينما والتلفزيون ولم ينتظر حتى تفتح له
الأبواب فقد كانت مفاتيحهما السحرية فى يده لينطلق
بنا فى عوالم درامية، غنائية، واستعراضية.
فقدم للسينما سيناريوهات أفلام "خللى بالك من زوزو"،
"أميرة حبى أنا"،
"عودة الابن الضال"،
و"شفيقة ومتولى".
كما قدم للتلفزيون سيناريو وحوار مسلسل
"هو وهى"،
فوازير "الخاطبة"
و"عروستى"،
استعراض "الأسانسير"،
"هاشم وروحية"،
وغيرهم الكثير.
وقام صلاح جاهين بالتمثيل فى بعض الأفلام
مثل "جميلة بو حريد"،
"اللص والكلاب"،
"شهيدة العشق الإلهى"،
"لا وقت للحب"،
وآخرها "المماليك".
ولكنه لم يكمل فى هذا المجال.
وعن أدواره فى السينما يقول:
"كل الأدوار اللى عرضت على،
كانوا بيختارونى عشان وزنى فقط ...
أنا دخلت مجال التمثيل من باب الفضول".
الحياة الشخصية
تزوج صلاح جاهين مرتين، باحثاً عن الاستقرار والحب.
فتزوج للمرة الأولى من "سوسن محمد زكى" الرسامة بمؤسسة الهلال عام 1955
وأنجب منها بهاء وأمينة جاهين.
ثم تزوج من الفنانة "منى جان قطان" عام 1967
وأنجب منها أصغر أبناءه سامية عضو فرقة إسكندريلا الموسيقيه.
المفضلات