الحنين والشوق ينادي.
أخي تعال إلي يا أخي.
لما تركتني وحيدا .
أريد أن أجتمع معك.
أخي أنا في حاجة إليك ،أين أنت.
أصرخ وأنادي ،وجدت نفسي وحيدا.
في البراري لا مجيب.
أخي لما تركتني وحيدا ،أين أنت .
الزمن قهرني ،القساة أنهكوني.
أنهكت قواي ،تعبت من البحث والنداء.
حل غراب أسود على شجرة الصفصاف.
يخاطبني ساخرا .
الذي تبحث عنه انساق مع قافلة في رحلة إلى الجنوب .
لا أحد يضمن عودته .رحل إلى المجهول.
بحصى صغير هجوته ،لم أصبه.
ارحل عني يا فأل الشؤم.
دعني وهمي وحيدا.
...
حمامة بيضاء جاورتني .
مالي أراك حزينا ؟
خليلك الذي افتقدته ، حتما سيعود يوما .
ستجده في ذاكرة الأيام .
سيزورك يوما ما ، لو حتى في الأحلام .
لا تبكي كثيرا يا ولدي .
اكتنز دموعك للأيام .
...
رحلت وتركتني وحيدا .
خففت عني أحزاني.
صارعت الأيام ،أخيرا عاد فقيدي.
أين كنت يا أخي ،لما تركتني وحيدا.
كنت أصارع الحياة ، كما أنت تصارع .
اليوم أنا فرح بلقياك.
عرفتك ذات يوم ،أنت المثل الأعلى للصفاء والنقاء.
عرفتك هذا اليوم .
وأنت تشرب ماءات العار الممزوج بالدموع .
سوف تمزق الحقيقة.
غشاء الدمع الحاجب لابتسامتك.
وجدار القسوة الحائل دون رحمتك .
ستمزق الحقيقة حبال الشر وتمد حبال المحبة من جديد.
هي الحياة تمثيلها البالي عل مدى الدهر .
نظير مأساة في مسرحية أبطالها أنذال.
هي الحياة تنشد الأيام كأغنية حزينة .
تحفظها الأبدية كجوهرة .
سوف تتعلم الأجيال الآتية من الفقر .
من المحبة والأحزان .
من كل شيء عرف الحياة.
سلام لك أيتها الشفاه .
لأنك تتلفظين بالسلام دوما .
وأنت تتذوقين طعم المرارة.
تتلفظين بالحب والحنان .
وسط حيوانات مفترسة ،لا فرق عندها بين الدم والماء.
أحبك يا أخي لأني رأيتك ضعيفا أمام الأقوياء.
لكن لم تستسلم.
فقيرا محتاجا أمام صروح الأغنياء .
لكنك لم تتوسل.
لذاك بكيت من أجلك .
ومن بلورات دموعي رأيتك .
بين أذرع العدل ،مبتسما لك ند صنيعك.
أحبك لأنك أخي ولأنك مثلي الأعلى.
تبقى كالدردار شامخا .
رغم ما حيك حولك من مكائد.
أسقطوك في الشباك.
تبقى الأذكى،تغلبت وقهرت الأعداء.
أبكي لأنني أخاف أن تصبح لي سرابا.
وأتيه وحدي في البراري.
على أمل لقياك .
وفي يدك شربة ماء.
كي تبعث في الحياة بابتسامتك الرقيقة.
التي تملأ ذاك الوجه الحنين .أحبك.


منقول للامانه