معا

فى احدى الامسيات
جلس ضرير و اصم و ابكم
معا لبضع ساعات
على مقعد فى احدى الحدائق
بانتصاب و اعتدال مبتسمين
كان الضرير يرى بعين الاصم
و الاصم يسمع بأذن الابكم
و الابكم يفهم
من حركات شفاه الأثنين
و كان الثلاثة معا و فى الوقت ذاته
يشمون عبق الزهور



الكرز

حينما اغتالوا
كان يحمل حبة كرز
و تطايرت حبة الكرز من يده
كان متمددا , نائما قبالة النجوم
مرت المواسم و دار الزمان
و انغرست حبة الكرز فى ذلك المكان
و اخضرت , وصارت شجرة
و هذه المرة
و بدلا من الكرزات
اثمرت احرفا
و اثمرت كلمات
و اثمرت جملا
و صارت شجرة كرزات القصة



اللاتشابه

حقل زهور كانت فيه بالمئات
انما كن جميعا من لون واحد
فأستوقفن نظراتى لحظة واحدة
سرب من الطيور كانوا بالمئات
انما يغردون اللحن ذاته
فأستمعت اليهم لحظة واحدة
كانوا سربا من الصبايا
انا لمحت نوعا واحدا من الجمال فيهن
نظرت اليهن لحظة واحدة
و تركتهن
احدى رفوف المكتبة :
أخذتنى عشرة كتب
عشرة احلام
عشرة عوالم
عشر رؤى
عشر مختلفات
منذ اشهر فى رحلة ملونة
و علمتنى
نحن نكون اجمل حين لا تشابه
فى النظرات و فى التحليق
و فى لون الكلمات و رائحتها