السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاتة


عندما تكون الشمس بين أضلع السماء
....فإن تلك العروس

تتزيّن بحلة زرقاء...وعندما تبدأ بالرحيل..فإن السماء تحترق بنار

حمراء...حتى تتلوّن بلون الفحم ليلاً وتصبح أرملة سوداء
...


لأوّل مرة في آخر مرة في هذا المكان...أنظر للغروب من زاوية أخرى..

زاوية فلسفية
افتراضية تلائم ما يعتريني في هذه اللحيظات...

شعور بالرغبة بأشياء لا حصر لها...يقطعه عرضياً شعور غريب

بالرغبة بــ اللاشيء
..!!

فالبعض يحب الحياة
...والبعض الآخر يكرهها...كما البعض يعشقون

التغيير...وآخرون يجتنبوه...ولكن الجميع يصعب عليهم "تغيّر الحياة
"..

والأخيرة هي سبب المشاعر المتضادة
من الرغبة واللارغبة التي

تسكن وجداني...



فالحياة تتغيّر بتغيّر البشر
...بمعنى آخر..البشر هم من يغيّرون الحياة...

سواء من غير قصد...أو بطريقة مقصودة
...

من غير قصد...بالموت والعيش...فلكل جيل أسلوب
حياة...وبتوالي

الأجيال يتغيّر هذا الأسلوب..وتلك الحياة
..

أو..بموت
شخص عزيز..وحينها نكون بحاجة لتكييف حياتنا لتستمر بدونه..


أما بــ قصد...فهو كثير..وكمثال عليه"الرحيل..الفراق
..الغياب"..

وهذا...إما أن يكون بقصد مرتبطاً
بإرادة...أو بقصد ومن غير إرادة..

وعند كليهما لابد من تكييف الحياة من قِبل الراحل
والمرحول عنه...



ولكن...كل شخص يحتاج لمن يعينه على هذا التكيّف
...ويساعده

ليخطو الخطوة الصعبة...الخطوة الأولى في حياته الجديدة
..


وها أنا أقف على أعتاب
حياة جديدة...أتمنى أن تكون سعيدة ..و

أخشى من أن تكون ليلاً دائماً بسماء مخسوفة القمر
...

أقف على أعتابها محمّلة بمشاعر الرغبة واللارغبة...بقلب قلق

ونفس حزينة
...

قلَق يسطر عليّ..ممن سيمثل حلقات
حياتي الجديدة...وحُزن على من لعبوا

أدوار البطولة
في حياتي الماضية...



قلقة من الإنسان...وحزينة عليه...ذاك العالَم
المستقل بذاته..الذي

حدوده العواطف والمشاعر...وتضاريسه
أخلاقه وتصرفاته...

أخشى من تلك التضاريس المغروسة بداخل من سيمثل حياتي

الجديدة..أخشى إنخفاضها
..فتزداد حرارة الغضب بداخلي!

وأخشى وعورتها
..فلا أستطيع حينها مسايرة هؤلاء البشر...ولا التفاعل

معهم...ونكون.."حمض+قاعدة=ملح+ماء
"...والملح يكون مذاب

في الحياة
..أقصد في الماء..!!

وكم أخشى من سيطرة الصحاري
على تلك التضاريس..مما يجعل

أولئك البشر تتعب أعين قلوبهم برؤية لون الخير
الأخضر...ويحاولون

قمع كل وردة
أزرعها بينهم...أخشى من هؤلاء أصحاب الأخلاق الصحاري

من أن يردوا على الإساءة..وإن كانت من غير قصد..بإساءة أعظم
..مطبقين

بذلك قانون.."الإنتقام الثائر
"...الذي ينص على أن لكل فعل ردة فعل

معاكسة له في الإتجاه...وبضعف
المقدار...!!



أخشى منهم..فهم لا زالوا مجهولي
المعالم والتضاريس بالنسبة لي..

لا أعلم...هل سيكونون العصا التي تحافظ على توازني أثناء سيري

على حبل الحياة أم سيجعلونني أمسك بعصا مهترئة
وينتظرونني حتى

أقع ليغرقوا بضحكاتهم المستهزئة
...


لا أعلم..هل سيمدون لي يد العون..ويساعدونني على تخطي عتبة الحياة الجديدة

أم أن تلك اليد...إن مُدّت لي..ستكون يد ملتهبة
تضع في يديْ جمرة كره

وحقد...أتلوى من حرارتها
ولهيبها...



فليكونوا من يكونوا...فأنا أعلم بأن الناس أجناس...وأيقن بأن

الإنطلاق في حياتي الجديدة أمراً حتمياً
لا مفر منه
حتى ولو كانت حياتي

ليلاً دائماً مخسوفة القمر
...فسأحترق لأنيرها
وذلك أهوَن من أن

تظهر أجنحة لأحلامي وتحلق بعيداً عن أرض
واقعي
وأهون من أن أعاني من

خســـــــوف العـــــــمر

اعجبنى فنقلته لكم