321730d455lu9
قرأت هذه القصيدة
للشاعرة / ريوف الشمري
فأحببت أن تطلعوا معي عليها
قٌـمْ للمغنِّـيْ وفِّـهِ التصفـيـرا





قٌـمْ للمغنِّـيْ وفِّـهِ التصفـيـرا***كاد المغنِّـيْ أن يكـون سفيـرا

يا جاهلاً قـدر الغنـاء و أهلِـهِ***اسمع فإنـك قـد جَهِلـتَ كثيـرا
أرأيتَ أشرفَ أو أجلَّ من الـذي***غنَّى فرقَّصَ أرجُلاً و خُصُـورا
يكفيهِ مجـدا أن يخـدرَ صوتُـهُ***أبنـاء أُمـة أحـمـدَ تخـديـرا
يمشي و يحمل بالغنـاء رسالـةً***من ذا يرى لها في الحياة نظيـرا
يُنسي الشبـابَ همومَهـم حتـى***غدوا لا يعرفون قضيةً و مصيرا
الله أكبـر حيـن يحيـي حفلـةً***فيهـا يُجعِّـرُ لاهيـاً مغـرورا
من حوله تجدِ الشباب تجمهـروا***أرأيت مثل شبابنـا جمهـورا؟!!
يا حسرةً سكنت فؤاديَ و ارتوتْ***حتى غَدَتْ بين الضلوعِ سعيـرا
يا عين نوحي حُقَّ لي و لكِ البُكا***ابكـي شبابـا بالغنـا مسحـورا
يا لائمي صمتـا فلسـتُ أُبالـغُ***فالأمرُ كان و ما يـزالُ خطيـرا
أُنظر إلى بعض الشبـابِ فإنـك***ستراهُ فـي قيـد الغنـاءِ أسيـرا
يا ليت شعري لو تراهُ إذا مشـى***متهزهـزاً لظننتـهُ مخـمـورا
ما سُكرُهُ خمـرٌ و لكـنَّ الفتـى***من كأسِ أُغنيـةٍ غـدا سِكّيـرا
أقْبِح بهِ يمشـي يُدنـدنُ راقصـاً***قتلَ الرجولـةَ فيـهِ و التفكيـرا
لولا الحياءُ لصحـتُ قائلـةً لـهُ***(يَخْلفْ على امٍ) قد رعتكَ صغيرا
في السوقِ في الحمامِ أو في دارهِ***دوماً لكـأس الأُغنيـاتِ مُديـرا
إنَّ الـذي ألِـفَ الغنـاءَ لسانُـهُ***لا يعـرفُ التهليـلا و التكبيـرا
حاورهُ لكنْ خُـذْ مناديـلاً معـك***خُذها فإنك سوف تبكـي كثيـرا
مما ستلقى مـن ضحالـةِ فكـرهِ***و قليـلِ علـمٍ لا يُفيـدُ نقـيـرا
أما إذا كان الحـوارُ عـن الغنـا***و سألتَ عنْ (أحلام )أو (شاكيرا)
قلت أُكتب سيـرةً عـن مطـربٍ***لوجدتِـهُ علمـاً بـذاك خبـيـرا
أو قلتَ كمْ منْ أُغنيـاتٍ تحفـظُ***سترى أمامـك حافظـاً نحريـرا
أمـا كتـابُ الله جـلَّ جـلالـه***فرصيدُ حفظهِ ما يـزالُ يسيـرا
لا بيـتَ للقـرآن فـي قلـبٍ إذا***سكن الغناءُ به و صـار أميـرا
أيلومنـي مـن بعـد هـذا لائـمٌ***إنْ سال دمـعُ المقلتيـن غزيـرا
بلْ كيف لا أبكي و هـذي أمتـي***تبكـي بكـاءً حارقـاً و مريـرا
تبكي شبابا علَّقـتْ فيـهِ الرجـا***ليكونَ عنـد النائبـاتِ نصيـرا
وجَدَتْهُ بالتطريـبِ عنهـا لاهيـاً***فطوتْ فؤاداً في الحشا مكسـورا
آهٍ..و آهٍ لا تــداوي لوعـتـي***عيشي غـدا ممـا أراه مريـرا
فاليومَ فاقـتْ مهرجانـاتُ الغنـا***عَدِّي فأضحـى عَدُّهـنَّ عسيـرا
في كـل عـامٍ مهرجـانٌ يُولـدُ***يشدوا العدا فرحاً بـهِ و سـرورا
أضحتْ ولادةُ مطربٍ في أُمتـي***مجداً بكـلِ المعجـزاتِ بشيـرا
و غـدا تَقدُمُنـا و مخترعاتُـنـا***أمراً بشغلِ القـومِ ليـس جديـرا
ما سادَ أجدادي الأوائـلُ بالغنـا***يوماً و لا اتخذوا الغنـاء سميـرا
سادوا بدينِ محمدٍ و بَنَـتْ لهـمْ***أخلاقُهمْ فـوقَ النجـومِ قُصُـورا
و بصارمٍ في الحرب يُعجِبُ باسلاً***ثَبْتَ الجنانِ مغامـرا و جسـورا
مزمـارُ إبليـس الغنـاءُ و إنـهُ***في القلبِ ينسجُ للخرابِ سُتُـورا
صاحبْتُـهُ زمنـاً فلمـا تَرَكْتُـه***أضحى ظلامُ القلبِ بعـدَهُ نـورا
تبـاً و تبـاً للغـنـاءِ و أهـلِـهِ***قد أفسدوا في المسلميـن كثيـرا
يا ربِّ إهدِهِـمُ أو ادفـع شَرَّهُـمْ***إنَّا نـراك لنـا إلهـي نصيـرا





فلا حولة ولا قوة إلا بالله العظيم