أعجبنى المعنى كثيراً
من أجمل الوقفات التى قرأتها اليوم .

كان هناك طفل صغير في التاسعة من عمره ..
أراه والده زجاجة بداخلها ثمرة برتقال كبيرة ..
تعجب الطفل ؟!

كيف دخلت هذه البرتقالة داخل هذه الزجاجة الصغيرة ؟
حاول الطفل إخراجها من الزجاجة ..!
عندها سأل والده كيف دخلت هذه البرتقالة الكبيرة في تلك الزجاجة ذات الفوهة الضيقة !؟
أخذه والده إلى حديقة المنزل وجاء بزجاجة فارغة ..
وربطها بغصن شجرة برتقال حديثة الثمار !
ثم أدخل في الزجاجة إحدى الثمار الصغيرة جداً وتركها ..
ومرت الأيام فإذا بالبرتقالة تكبر وتكبر حتى استعصى خروجها من الزجاجة !!

حينها عرف الطفل السر وزال عنه التعجب ..
حينئذ قال له والده: يابني سوف يصادفك الكثير من الناس ..وبالرغم من ذكائهم وثقافتهم وقدرهم وفضلهم الاجتماعي ..
إلا أنهم قد تبدو منهم مواقف لا يكادون ينفكون عنها ، ذلك أنهم تُركوا وأفكارهم وتصوراتهم لتنموا وتكبر مع الزمن داخل قوالب يصعب لهم أن يخرجوا منها إلا بشيء من القسوة التي تنكسر بها تلك القوالب ..

ونحن نقول أن كل فكر أو معتقد أو منهج من صنع البشر هو مثل تلك الزجاجة .. وكل إنسان يُترك ويُهمل سوف ينمو مقيدا داخل تلك القوالب الوضعية
.

وأنه لن يعرف طعم الحياة الصحيحة إلا بالتحرر من قوالب البشر إلى شريعة رب البشر التي جعل لها قواعد وضوابط أنزلها في كتابه وبينها رسوله صلى الله عليه وسلم وعاشها صحابته الكرام وتابعيهم ومن تبعهم بإحسان ، حياة متحررة من قيود العبودية للهوى ، ومن قيود العبودية للشيطان ، ومن قيود العبودية لغير الله تعالى .
فكانوا سادة الدنيا ، وكانوا يقدّمون الحرية الربانية ( التي هي العبودية لله تعالى وحده ) ؛ للناس بعد أن يكسروا عنهم زجاجة الجهل التي
كتمت أنفاسهم دهورا .
وقد يضطر المرء لأسلوب الكسر مع أقرب الناس إليه يوماً ما !
فلابد للكسر حتى تنفك النفوس من ذلك الأسر ..