أحمد سرحان مدير أمن مقر الرئيس السادات.. يتحدث لأول مرة منذ إغتيال أنور السادات




جزء منقول من موقع جريدة الميدان

لم أكن يومًا قائدًا أو ضابطا بالحراسة الخاصة.. وتوليت تنفيذ المهام الخاصة

اسألوا مساعد المدعي الاشتراكي الأسبق عن تاريخي مع أسرة المرحوم عصمت السادات
الرئيس السادات منع أسرة شقيقه من دخول منزله
أغلقت مكتب «عصمت» في ميناء الإسكندرية وفي بورسعيد بناء علي تعليمات «السادات»
«السادات» .. خلق علاقة أبوية بين نجله «جمال» وبين الرئيس حسني مبارك
في أيامه الأخيرة.. لم يهتم بمعلومات الأجهزة الأمنية عن وجود محاولات لاغتياله
كنا نراه في أحسن حالاته المعنوية أثناء وجوده بين أبنائه بالقوات المسلحة

حاوره: سعيد عبدالخالق

عرفته منذ سنوات طويلة.. اصبحت العلاقة وطيدة مع مرور الأيام، وتعدد المحن.. اللقاء في السنوات الأخيرة شبه يومي.. لم اسمعه يوما يتحدث عن فترة عمله مع الرئيس الراحل أنور السادات الذي اعتبره مثل ابيه محمد بك سرحان احد رجال بورسعيد ..


تنوعت الاحاديث بيننا، واستمر أحمد سرحان علي صمته.. حاولت معه كثيرا للافراج عن مخزون الاسرار الذي بداخله.. اعتدت تغيير الحديث الي مجالات اخري، ولم يحاول الافشاء عما بداخله.. ان احمد سرحان الرجل الذي صمت 25 عاما منذ حادث المنصة الذي راح ضحيته الرئيس الراحل انور السادات ..

قلت له: حانن وقت الحديث.. انك امتنعت طوال هذه السنوات، ولم تحاول الحديث عن فترة الرئيس الراحل انور السادات رغم الجلسات التي جمعتنا سويا فقط علي شاطئ المنتزة، وفي القاهرة.. وقلت له : إن اسمك تردد مؤخرا علي لسان طلعت السادات عضو مجلس الشعب وابن شقيق الرئيس الراحل انور السادات الذي تساءل عن اسباب عدم استخدامك المسدس الخاص بك في الدفاع عن «السادات» باعتبارك من افراد الحرس الخاص به خلال حادث المنصة.. وقلت له ايضا في محاولة لاستفزازه حتي يضطر للحديث: وهذا اتهام لك، واتهام خطبه.. خاصة ان الرئيس الراحل السادات تعتبره والدك.

رد احمد سرحان علي الفور: لم اكن قائدا او ضابطا بالحراسة الخاصة للرئيس الراحل..كنت مديرا لامن مقر السيد الرئيس، ومكلفا بمهام خاصة، وقمت بتنفيذ تكليفات الرئيس الراحل بصورة طيبة.. ارضته دائما.. واذا انتقلنا الي حادث المنصة.. كنت وقتها متواجدا في الصف الثاني خلف المرحوم ممدوح سالم، والدكتور عبدالقادر حاتم ومسلحا بتسليحي الشخصي واستخدمت سلاحي الشخصي خلال الحادث ويشهد علي ذلك الدكتور حاتم، كما ان هذا ثابت في التحقيقات التي جرت بعد الحادث ثم زحفت حتي وصلت تحت اقدام الرئيس السادات، وحاولت حمايته بأي ثمن، وبأي شكل لأنني لم اكن اعتبره رئيسا فقط.. بل والدي بكل ما تحمل هذه الكلمة من معان، واصابوني اثناء وجودي تحت اقدام الرئيس الراحل، وافقدتني الاصابة الوعي بعض الوقت، وعندما استرددت الوعي، فوجئت بنقل الرئيس الراحل إلي الطائرة الهليكوبتر، واسرعت اليها، وحملنا «السادات» فوق اجسادنا الي داخل الطائرة مع الزميل المرحوم توفيق قورة، وتوجهنا مباشرة الي مستشفي المعادي، حيث جرت محاولات عديدة لانقاذه..واصطحبنا الدكتور محمد عطيه.

«جيهان أبلغت الرئيس مبارك بوفاة الراحل أنور السادات»

واضاف احمد سرحان: وحضر الرئيس حسني مبارك والنبوي اسماعيل وزير الداخلية بصحبته الي مستشفي المعادي، ودخلا الغرفة التي يرقد فيها، واستقبلته السيدة جيهان السادات وكنت متواجدا وابلغته بأن الرئيس السادات قد انتقل الي رحمة الله، وطلبت منه اداء مهامه لحماية مصر.

«سألته: لماذا ردد اسمك بالذات؟»

وسألته: لماذا ذكر طلعت السادات اسمك بالذات؟!

اجاب أحمد سرحان: تسأل.. لماذا ذكر الاستاذ طلعت السادات اسمي تحديدا.. ارجو ان تتفضل بسؤال المستشار حسني عبدالحميد مساعد المدعي العام الاشتراكي الاسبق، والذي قام بالتحقيق في القضايا الخاصة بالمرحوم عصمت السادات وانجاله، وليس سرا.. ان من بين مهامي الرئيسية خلال فترة خدمتي ابلاغ الرئيس الراحل بكل ما يرد لي من معلومات من كافة الاجهزة الامنية وغيرها ومن ضمن ما كنت ابلغه للرئيس الراحل تجاوزات المرحوم عصمت السادات وانجاله، وارجو ان تتأكد من ذلك شخصيا من المستشار حسني عبدالحميد الذي تربطك به علاقة شخصية.

وسألته: ولماذا فعل ذلك طلعت السادات؟

اجاب أحمد سرحان بسرعة: أقول انه يبحث لنفسه عن دور بأي شكل من الاشكال دون النظر الي ما يمس مصر، وسمعة مصر مما يرتكبه بهذا الاسلوب، واسأل: من المستفيد من هذا الاسلوب الذي يتبعه.. هل المستفيد الامن القومي المصري ام دور يلعب لمصلحة الاخرين، ومن هم؟!! ومن بين ما زاد من آلامي.. اننا فوجئنا به يهاجم بعنف «جمال» ابن الرئيس الراحل السادات.. وكما تعلم انا تواجدت في مقر الرئيس حيث «جمال» صغيرا.. ومن خلال معرفتي اللصيقة وعلاقتي الوطيدة معه.. اقسم لك انه يتمتع بخلق رفيع، وتواضع، وامانة، وشفافية، وطهارة يد.. وليس من المقبول او المعقول.. ان يتعرض لهجوم بهذا الاسلوب من رجل المفروض انه ابن عمه.

ممنوعون من دخول منزل الرئيس السادات

وماذا عن علاقة الرئيس الراحل انور السادات بشقيقه المرحوم عصمت السادات وانجاله؟

اجاب أحمد سرحان: ممنوعون من دخول المنزل تماما.. والرئيس الراحل الذي كلفني باغلاق مكابتهم في ميناء الاسكندرية، ومنعهم من دخول الميناء، كما كلفني بمنع المرحوم عصمت من السفر ايضا، واذيع سرا لأول مرة.. فقد صدرت تعليمات الرئيس الراحل لي، والي شقيقي المرحوم السيد سرحان «عليه رحمة الله» محافظ بورسعيد الاسبق بعدم السماح للمرحوم عصمت السادات بالعمل او التواجد داخل مدينة بورسعيد بعد تحويلها الي مدينة حرة.. وفوجئت بعد ذلك بالرئيس الراحل ينهرني بشهد ويعنفني بقسوة لأول مرة.. فقد وصلته معلومات بأن عصمت السادات واستأجر مكتبا في بورسعيد.. وفعلا.. تبين قيام «عصمت» باستئجار شقة في احدي عمارات السيد متولي بشارع الجمهورية، وطلبت من السيد متولي فورا الغاء عقد الايجار، وحدث فعلا الغاء العقد، واسأل صديقك السيد متولي، كما ان هناك في بورسعيد من يعلم من الكبار.

الأيام الأخيرة في حياته

قلت له: تحدث لنا عن ظروف الأيام الأخيرة للرئيس الراحل أنور السادات؟

اجاب أحمد سرحان: في الفترة الأخيرة.. بدأت تصلنا معلومات من المؤسسات والأجهزة الأمنية عن وجود تدابير ومحاولات لاغتيال الرئيس السادات.. و انت تعلم.. انه بعد توقيع اتفاقيات كامب ديفيد تعددت وازدادت هذه المحاولات لاسباب يعلمها الجميع وقد اثبتت الاحداث بعد هذه السنوات الطويلة بعد نظر الرئيس السادات، ومصداقيته في التعامل مع هذه القضية.. المهم.. عندما وصلت معلومات عن وجود محاولة لاغتيال الرئيس الراحل خلال رحلته بالقطار الي المنصورة.. اتصلت بالسيد النائب حسني مبارك، والنبوي اسماعيل وزير الداخلية وقتها، ورجوتهما محاولة اقناع الرئيس السادات بتغيير وسيلة المواصلات او تأجيل الرحلة او الغائها.

واقسم لك بالله .. انني طلبت ذلك من الرئيس الراحل اثناء وجودنا في استراحة القناطر، وقد لا تعلم انها المرة الثانية التي ينهرني فيها الرئيس السادات بشدة طوال خدمتي معه، واعلن عدم وجود تغيير في خط سير الرحلة او وسيلة الانتقال، وقال: لا يوجد احد غير الله عز وجل يستطيع اطالة عمري دقيقة واحدة.. فالاعمار بيده وحده، ونعلم جميعا ان «السادات» مؤمن بالله، ولم يهتز هذا الايمان لحظة واحدة رغم الظروف الصعبة التي واجهها في حياته، كما انه لم يهتم بالاخبار التي بدأت ترد من الاجهزة والمؤسسات الامنية عن وجود محاولات لاغتياله، واذكر.. اننا اثناء ركوبنا القطار من محطة القناطر متوجهين الي المنصورة.. رفض صعود النبوي اسماعيل وزير الداخلية وقتها للقطار رغم ان المفروض تواجده معنا.. وطلب «السادات» من «النبوي» التواجد مع النائب حسني مبارك وقال له: «لو فيه اي حاجة بلغ احمد سرحان عن طريق الجهاز الموجود في القطار» وهذه الواقعة تدل علي احساسه بأن هناك شيئا يجري تدبيره في الخفاء، ولم يهتم بهذا الامر بقدر اهمامه بأمن مصر.

علاقة جمال السادات بالنائب والرئيس

وماذا عن علاقة جمال السادات، بالسيد حسني مبارك - النائب والسيد حسني مبارك - رئيس الجمهورية من خلال صداقتك بأسرة الرئيس الراحل انور السادات، والتي اعلم انها مازالت مستمرة حتي الان؟!

اجاب أحمد سرحان: قلت من قبل ان جمال السادات.. انسان ملتزم ومهذب ووطني وصادق وشفاف ونزيه وشريف ولا اذيع سرا.. اذا قلت ان الرئيس الراحل السادات خلق في حياته علاقة ابوية بين «جمال» ابنه، وبين النائب حسني مبارك، ونجح الرئيس الراحل في توطيد هذه العلاقة، ورأيته مرات عديدة جدا.. يطلب من «جمال» التوجه الي النائب حسني مبارك، ويناقشه في مشكلته، واصبح جمال انور السادات الابن الثالث للرئيس محمد حسني مبارك.. حدث هذا في حياة الرئيس السادات الذي يبدو انه شعر بقصر عمره، واراد ان يكون حسني مبارك ابا لابنه «جمال» واصبحت العلاقة بين الاثنين علاقة الابن بالوالد.. والوالد بالابن ولذلك نرفض المزايدات علي هذه العلاقة، ونرفض المساس بأمن الوطن، وخلق نوع من البلبلة التي ليس لها لزوم، ونستنكر مثل هذه الفرقعة الاعلامية.. ونرجو ان يكون هناك احساس اكبر واعمق بالوطن، ولا نفعل او نقول ما يؤدي الي خدمة مصالح الاخرين علي حساب مصر.

وهنا اود توضيح شيئ مهم، ان الرئيس الراحل السادات عليه رحمة الله.. كنا نراه في احسن حالاته المعنوية اثناء وجوده بين ابنائه جنود وضباط القوات المسلحة، كما كنا نسمع منه الرفض القاطع والصريح لفرض اجراءات امنية اثناء وجوده وسط ابنائه بالقوات المسلحة، واعتاد رحمة الله عليه ان يبلغنا بأنه يفضل التواجد وسط ابنائه دون حراسة او اجراءات امنية مشددة، وكنا نري ابناءه بالقوات المسلحة يبادلونه الحب والتكريم، ولذلك ترتفع روحه المعنوية، ونراه في اسعد اوقاته اثناء تواجده بين ابنائه من جنود وضباط القوات المسلحة.


الــرقم 6 والسادات
لابد ان الرقم 6 كان رقم انور السادات !

بل ..

لابد انه كان اهم رقم في حياته .. وتاريخه ..ومشواره السياسي

ففي 6 فبراير عام 1938 تخرج من الكلية الحربية .. وفي 6 يناير عام 1946 اشترك في اغتيال
( امين عثمان ) وفي 6 يناير 1950 عاد الى الخدمة في الجيش بعد ان طرد منه على اثر مصرع امين عثمان ..وفي 6 اكتوبر عام 1973 قاد حرب اكتوبر ، وفي 6 اكتوبر عام 1981 اغتيل بطريقة درامية يصعب على خيال امهر مخرجي الافلام البوليسية في العالم تصورها .. وفي 6 مارس عام 1982 صدرت الاحكام في قضية اغتياله ..

ولابد ان نعترف ، ان رقم 6 كان في كل هذه الاحوال ، والمناسبات ، رقما قدريا وليس من اختياره ..ولافضل له في تحديده

احتفالات 6 اكتوبر 1981 :

لم يكن هناك مايشير الى ان هذا اليوم سيكون يوما غير عادي ..

لم يكن هناك مايشير الى ان هذا اليوم سيكون آخر يوم في عمر ، وفي حكم السادات ..

لم يكن هناك مايشير الى ان هذا اليوم الذي يحتفل فيه السادات بذكرى انتصاره ، سيكون هو يوم مصرعه ..

في ذلك الصباح وقفت 6 ( لواري ) عملاقه تحمل جنود الامن المركزي ، خلف جامع ( جمال عبد الناصر ) بالقرب من وزارة الدفاع ، التي تعود السادات زيارتها صباح كل 6 اكتوبر ..اصطف جنود الشرطة بطول طريق صلاح سالم ، والطرق الفرعيه المؤدية الى ارض العرض العسكري ..

اغلقت حواجز الشرطة العسكرية في الشوارع الرئيسية بالمنطقة..تولت نقاط الامن المتعددة ، والمتنوعة تفتيش بطاقات المدعوين لحضور العرض ، والتاكد من ان سياراتهم الخاصة ، لصق على زجاجها الامامي ، التصريح الاحمر الذي استخرجته ادارة المراسيم بوزارة الدفاع ..

الى هذا الحد كانت تبدو اجراءات الامن

بل ..

ان اجراءات الامن وصلت في صرامتها ( الشكلية ) الى حد منع ظابط - عقيد - من سلاح الاشارة ومجموعة صغيرة من المهندسين الظباط من دخول المنصة في الساعة السادسة من صباح ذلك اليوم ..


المنصة
كان السادات يجلس كالعادة في الصف الاول .. ومعه كبار المدعوين والضيوف ..على يمينه جلس نائبه حسني مبارك ، ثم .. الوزير العماني شبيب بن تيمور .. وهو وزير دولة سلطنة عمان ، وكان مبعوث السلطان قابوس الذي كان الحاكم الوحيد بين الحكام العرب، الذي لم يقطع علاقته بمصر ، ولا بالسادات بعد زيارته للقدس ومعاهدة كامب ديفيد

بعد الوزير العماني ، جلس ممدوح سالم ، مستشار رئيس الجمهورية الذي كان من قبل رئيسا للوزراء ، والذي كان اول وزير للداخلية بعد سقوط ( مراكز القوى ) وحركة 15 مايو 1971 ..

بعد ممدوح سالم كان يجلس الدكتور عبد القادر حاتم ، المشرف العام على المجالس المتخصصة ، وهو من رجال عبد الناصر الذين قربهم السادات اليه ..

وبعد الدكتور حاتم كان يجلس الدكتور صوفي ابو طالب رئيس مجلس الشعب ..

على يسار السادات كان يجلس وزير الدفاع محمد عبد الحليم ابو غزاله ..

ثم المهندس سيد مرعي صهر السادات ، ومستشاره السياسي

وبعده كان عبد الرحمن بيصار شيخ الازهر

ثم الدكتور صبحي عبد الحكيم رئيس مجلس الشورى ..فرئيس الاركان عبد رب النبي حافظ..فقادة الافرع الرئيسية للقوات المسلحة ..

وفي الصف الثاني .. خلف السادات مباشرة .. كان يجلس سكرتيرة الخاص فوزي عبد الحافظ

ولا احد يعرف بالضبط الحوار، والتعليقات المتبادلة بين السادات ونائبة ووزير الدفاع" لكن.. بعض المصادر تشير الى انهم كانوا يتحدثون عن شحنات الاسلحة الأمريكية الجديدة .. ومواعيد وصولها .. وكانوا يتحدثون عن احتفالات الانسحاب الاسرائيلي الاخير من سيناء في 25 ابريل 1982
وكانت حالة السادات النفسية والمعنوية في القمة ..!!

وكثيرا ماكان يقف تحية للمارين امامة .. واحيانا كان يرفع (الكاب ) لهم .. واحيانا كان يصفق لهم .. واحيانا كان يدخن الغليون .. ولم يتوقف عن تبادل التعليقات مع نائبة ووزير الدفاع
العرض العسكري
طوابير من جنود وضباط الاسلحة المختلفة .. حملة الاعلام .. طلبة الكليات العسكرية .. بالونات والعاب نارية في السماء ..

ثم .. جاء دور طائرات (الفانتوم)

وراحت تشكيلاتها تقوم ببعض الالعاب البهلوانية ،وتنفث سحابا من الدخان الملون ..

وفي نفس الوقت ..

قال المذيع الداخلي : (والان تجئ المدفعية)

فتقدم قائد طابور المدفعية لتحية المنصة، وهو محاط بعدد من راكبي (الموتوسيكلات) .. وامام الرئيس ونائبة ووزير الدفاع وكبار القادة والضيوف،وكاميرات التلفزيون توقف فجاة احد هذة (الموتوسيكلات) .. اصيب بعطل مفاجئ .. غير متوقع .. واختفى النبض من الموتور تماما ..

لم يتوقف قائد الطابور ،حتى لايرتبك من يتبعونة ، وترك قائد الموتوسيكل يتصرف بمفردة .. وكان ان نزل الرجل من فوق الموتوسيكل وراح يدفعة بيدية الا مام .. وكان من حسن حظة ان معدل سير باقي (الموتوسيكلات) كان بطيئا يسمح لة بملاحقتها .. لكنة سرعان ماهبط فوق كتفية طائر سوء الحظ فزلت قدماة ،وانكفا على الارض ،ووقع الموتوسيكل فوقة ..

فتدخل جندي كان يقف بالقرب من المنصة واسعفة بقليل من الماء ..

مر الحادث بسلام ..

وساهمت في ذلك تشكيلات (الفانتوم)التي كانت لاتزال في السماء،وتسرق انظار ضيوف المنصة ..
الذين راحوا يستمتعون ببراعة الطيارين الذين يقودونها ..

مش معقول ...
المفاجئة التي شلت الجميع !!!

وفجاة .. ارتجت احدى العربات .. وانحرفت الى اليمين قليلا .. وتصور الحاضرون ان السيارة اصابتهالعنة الموتوسيكل وتعطلت .. وعندما نزل منها ظابط ممتلئ قليلانتصوروا انة سيسعى لاصلاحها .. وانة سيطلب العون لدفعها الى الامام بعيدا عن المنصة ،كما حدث من قبل في عروض عسكرية سابقة اقيمت في عهدي عبد الناصروالسادات ..
لم يشك احد في عطل العربه – الجرار..

بل أن قليلين هم الذين انتبهوا لذلك..

وكان اول ما فؤجى به الحاضرون بعد ذلك هو رؤية الظابط الممتلئ الذى قفز من العربة وهو يلقى بقنبلة يدوية،تطير في الهواء ثم ترتطم بسور المنصة منفجرة ..

في ذلك الوقت كان المذيع الداخلي يحيي رجال المدفعية ويقول : ( انهم فتية آمنوا بربهم )!!

كان ذلك الظابط هو الملازم خالد الاسلامبولي الظابط العامل باللواء 333 - مدفعية ..

جرى خالد الاسلامبولي الى العربة ، وفتح بابها ، وامسك بمدفع رشاش .. عيار 9 مم .. وطراز ( بور سعيد ) .. في نفس اللحظة ، كان هناك فوق صندوق العربة شخص آخر ، يلقي بقنبلة اخرى سقطت بالقرب من المنصة بحوالي 15 مترا .. وسقط من القاها في صندوق العربة ..

وكان ذلك الشخص هو ( عطا طايل ) ..

وقبل ان ينتبه احد ، من الصدمة ، القى خالد الاسلامبولي ، القنبلة اليدوية الدفاعية الثالثة في اتجاه المنصة .. فسقطت بالقرب منها لكنها لم تنفجر هي الاخرى .. واكتفتى باخراج دخان كثيف منها ..

وقبل ان ينتهي الدخان ، انفجرت القنبلة الرابعة ، واصابت سور المنصة ايضا ..وتناثرت شظاياها في انحاء متفرقة ..لكن .. هذه الشظايا لم تصب احد ..وكان السبب هو سور المنصة الذي كان بمثابة
( الساتر ) الذي حمى من خلفها من شظاياها ..

وكان رامي هذه القنبلة هو عبد الحميد عبد العال ..

في تلك اللحظة انتبه ابو غزاله .. واحس ان ثمة شئ غير طبيعي يحدث ..وقد تأكد من ذلك بعد ان لمح الرشاش في يد خالد الاسلامبولي ..واكتشف انه عار الرأس ، ولا يضع (البريه ) كالمعتاد ..

وانتبه السادات هو الاخر ..

وهب من مقعده واقفا .. وانتصبت قامته ..وغلى الدم في عروقه .. وسيطر عليه الغضب .. وصرخ أكثر من مرة :

( مش معقول ) ..( مش معقول ) ..

( مش معقول ) ..كانت العبارة المكررة هي آخر ماقاله السادات ..

فقد جائته رصاصة من شخص رابع كان يقف فوق ظهر العربه ويصوب بندقيته الآليه ( عيار 7.92) نحوه .. وكان وقوف السادات ، عاملا مساعدا لسرعة اصابته ..فقد اصبح هدفا واضحا ، وكاملا ، ومميزا .. وكان من الصعب عدم اصابته .. وخاصة ان حامل البندقية الالية هو واحد من ابطال الرماية في الجيش المصري وقناص محترف ..

كان ذلك هو الرقيب متطوع (حسين عباس علي ) ..

اخترقت الرصاصة الاولى الجانب الايمن من رقبة السادات في الجزء الفاصل بين عظمة الترقوة وعضلات الرقبة .. واستقرت اربع رصاصات أخرى في صدره ، فسقط في مكانه .. على جانبه الايسر ..واندفع الدم غزيرا من فمه ..ومن صدره .. ومن رقبته .. وغطت ملابسه العسكرية المصممة في لندن على الطراز النازي -الالماني ..ووشاح القضاء الاخضر الذي كان يلف به صدره والنجوم والنياشين التي كان يعلقها ويرصع بها ثيابه الرسمية المميزة ..

بعد ان اطلق حسين عباس دفعة النيران الاولى ، قفز من العربة ، ليلحق بخالد وزملائه الذين توجهوا صوب المنصة .. في تشكيل هجومي ، يتقدمهم خالد ، وعبد الحميد على يمينه ، وعطا طايل على شماله .. وبمجرد ان اقتربوا من المنصة اخذوا يطلقون دفعة نيران جديده على السادات ..وهذه الدفعة من النيران اصابت بعض الجالسين في الصف الاول ، ومنهم المهندسين سيد مرعي ، والدكتور

صبحي عبد الحكيم الذي سارع بالنبطاح ارضا ليجد نفسه وجها لوجه امام السادات الذي كان يئن ويتألم ويلفظ انفاسه الاخيرة ..ومنهم فوزي عيد الحافظ الذي اصيب اصابات خطرة وبالغة وهو يحاول ان يكوم الكراسي فوق جسد السادات ، الذي ظن انه على قيد الحياة ، وان هذه المقاعد تحمي حياته ، وتبعد الرصاصات المحمومة عنه ..

كان اقرب ظباط الحرس الجمهوري الى السادات عميد اسمه احمد سرحان ..وبمجرد ان سمع طلقات الرصاص تدوي ، سارع اليه وصاح فيه :

(انزل على الارض ياسيادة الرئيس ..انزل على الارض ..تنزل )..

ولكن ..

كان الوقت - كما يقول العميد احمد سرحان - متاخرا ..( وكانت الدماء تغطي وجهه وحاولت ان افعل شيئا واخليت الناس من حوله ، وسحبت مسدسي واطلقت خمسة عيارات في اتجاه شخص رايته يوجه نيرانه ضد الرئيس ) .

لم يذكر عميد الحرس الجمهوري من هو بالظبط الذي كان يطلق نيرانه على السادات ..فقد كان هناك ثلاثة امام المنصة يطلقون النيران ( خالد ، وعبد الحميد ، وعطا طايل )..كانوا يلتصقون بالمنصة الى حد ان عبد الحميد كان قريبا من نائب الرئيس حسني مبارك وقال له :

- انا مش عايزك ..احنا عايزين فرعون ..

وكان يقصد بفرعون انور السادات !

واشاح خالد لابو غزاله قائلا :

- ابعد

قال ذلك ، ثم راح هو وزملائه يطلقون الرصاص ..فقتل كبير الياوران ،اللواء حسن عبد العظيم علام
(51) سنه، وكان الموت الخاطف ايضا من نصيب سبعةآخرين هم مصور السادات الخاص محمد يوسف رشوان ( 50 سنه ) ..وسمير حلمي (63 سنه )وخلفان محمد من سلطنة عمان .. وشانج لوي احد رجال السفارة الصينية ..وسعيد عبد الرؤوف بكر ..

وقبل ان تنفذ رصاصات خالد الاسلامبولي ، اصيب الرشاش الذي في يده بالعطب ..وهذا الطراز من الرشاشات معروف انه سريع الاعطال خاصة اذا امتلاات خزانته ( 30 طلقة بخلاف 5 طلقات احتياطية )،عن آخرها ..وقد تعطل رشاش خالد بعد ان اطلق منه 3 رصاصات فقط .

مد خالد يده بالرشاش الاخرس الى عطا طايل الذي اخذه منه واعطاه بدلا منه بندقيته الالية

واستدار عطا طايل ليهرب..

لكنه فوجئ برصاصة تاتي له من داخل المنصة وتخترق جسده ..

في تلك اللحظة فوجئ عبد الحميد ايضا بمن يطلق عليه الرصاص من المنصة ..اصيب بطلقتين في امعائه الدقيقةورفع راسةفي اتجاةمن اطلق علية الرصاص ليجدرجلا يرفع طفلا ويحتمي به كساترفرفض اطلاق النار عليه..وقفزخلف المنصه ليتاكدمن ان السادات قتل ..واكتشف لحظتها انه لايرتدى القميص الواقى من الرصاص .. وعاد وقفز خارج المنصة وهو يصرخ :

ـ اللــه اكبـر الــله اكبر! في تلك اليله نفدت ذخيرة حسين عباس فأخذمنه خالد سلاحه وقال له :

(بارك الله فيك.. اجر.. اجر..) ونجح في مغادرة ارض الحادث تماما .. ولم يقبض علية الابعد يومين .

اما الثلاثة الاخرون فقد اسرعوا ـ بعد أن تاكدوا من مصرع السادات ـ يغادرون موقع المنصة.. في اتجاة رابعة اليعدوية..وعلى بعد75مترا وبعدقرابة دقيقة ونصف انتبةرجال الحراس وضباط المخابرات الحربية للجناة فا طلقواالرصاص عليهم..فاصابوهم فعلا

kf012986ip5


..وقبضت عاليهم المجموعة75-مخابرات حربية وهم في حالةغيبويه كاملة. وبعد ان افاق الحرس من ذهول المفأجاة.. وبعد اصابة المتهمين الثلاثة، بدأ اطلاق النار عشوائيا على كل من يرتدى الزى العسكرى ، ويجرى فى نفس الاتجاه الذى كان يجري في الجناه فاصيب 3 اشخاص وفيما بعد..


kf012981qg0



ثبت من تحقيقات المحكمة أن عبد الحميد وعطا كانا ينزفان وهم يجريان .. وثبت ايضا أن رجال المجموعة75 اخذوا اسلحتهم بعد اصابتهم .. وثبت كذلك بعض هذه الاسلحه كان بها ذخيرة.

kf012987nl2


وقال العقيد محمد فتحي حسين (قائد المجموعة75) امام المحكمة

ـ أن اسلحة بعض المتهمين كان فيها ذخيرة وانهم لم يردواعلى رجال المخابرات عندما اطلقوا عليهم الرصاص ..وكان عدم الرد على رصاص رجال المخابرات الحربية قناعتهم بانتهاء مهمتهم عند قتل السادات ، ولانهم اعتبروا انفسهم شهداء منذ تلك اللحظة

وفيما بعد شوهد ممدوح سالم في الفيلم التلفزيوني الايطالي الذي صور الحادث وهو يلقي عددا من المقاعد في اتجاه السادات وشوهد وهو يشد حسني مبارك الى اسفل ..وشوهد نائب رئيس وزراء سابق وهو يتسلل باحثا مهرب من هذا الجحيم
....

kf012984km1



جيهان الســادات ... تري من المنصة العليا ... ما حدث .. وما يحدث

عندما جرى اطلاق النار كانت جيهان السادات ، واحفادها في غرفة خاصة تطل على ارض العرض ، ومحجوزة عن المنصة الرئيسية بزجاج حاجز ..
رأت جيهان السادات ماحدث خطوة بخطوة ..
طابور المدفعية ..اسراب الطائرات ..نزول الاسلامبولي من العربية ..الانقضاض على زوجها ..القنابل التي انفجرت ..الرصاص الذي دوى ..وزوجها وهو يقع على الارض ..
كانت تتمتع بهدوء الاعصاب ..حتى انها لم تغضب الا عندما وصلت المشاهد الدرامية امامها الى ذروتها ..وسقط زوجها مضرجا بدمائه ..
لحظتها ..
ولحظتها فقط ..
قالت جيهان السادات لسكرتيرتها :
مدام صادق ..دول مجانين ؟؟؟
kf012990mz7


وعندما راحت فايدة كامل المطربة والمحامية ، وعضو مجلس الشعب ، وزوجة وزير الداخلية
(النبوي اسماعيل) تصرخ وتولول ، نهرتها جيهان السادات وهي في حالة ذهول ..وقال لها :
- اسكتي ..لو متننا فلنمت بشرف !
سكتت فايدة كامل لحظة ..
ثم ..
صرخت :
- محمد ..محمد ..هاتوا لي محمد ..ياخرابي يامحمد..
وكان محمد هو ( محمد النبوي اسماعيل ) ، زوجها ، الذي نجح في الهرب من مكان الحادث في سيارة ظابط ملازم اول ، ولم يظهر الا بعد ان اكتشف ان الحادث لم يسفر عن انقلاب ..
واندفعت جيهان السادات الى باب الغرفة لتحاول الوصول الى زوجها ..لكن احد الحراس ، منعها من ذلك بشدة ، وامسك بذراعها ، والقى بها على الارض من اجل سلامتها ..
استغرقت العملية 40 ثانية..
اي اقل من دقيقة ..
اقل من دقيقة من لحظة نزول الاسلامبولي الى لحظة انسحابه هو والاخرين .. كانت كل ثانية من هذه الثواني بالنسبة للجالسين في المنصة ..دهرا ..كانت كل ثانية هي الموت بعينه حتى بالنسبة للذين نجوا بعمرهم ..وبقوا على قيد الحياة ..
كان مشهد المنصة فريدا من نوعه ..
قتلى جرحى ..فوضى ..دماء..كراسي مقلوبه ..نياشين بعيدة عن اصحابها ..كتل متناثرة من اللحم البشري ..ذعر ..خوف ..انين ..ذهول ..ارتباك ..حيرة ..ومفاجأه شلت الجميع ..وصدمة عنيفة كانوا في حاجة لبعض الوقت لكي يفيق الاحياء والجرحى منها



kf012989ks9








kf012982zm5





فيما بعد ثبت من التحقيقات التي اجرتها النيابة العسكرية والمحكمة ان عطل ( الموتوسيكل ) الذي وقع قبل وقوف عربة خالد الاسلامبولي وهيأ الاذهان لاحتمال عطلها هي الاخرى ، ليس له اي علاقه بحادث الاغتيال .

كذلك ثبت من التحقيقات ان سائق السيارة لاعلاقة له بالجناة ولا بخطتهم ..

كذلك ثبت ان السادات طلب من القناص الذي كان يجلس على مقعد اسفل المنصة الرئيسية ان يترك مكانه ويصعد الى خلف المنصة..

قال الجندي :

- لقد قال لي الرئيس ارجع الى الخلف يمكن ( عبود الزمر ) يجي من ورا !!!

كذلك ثبت ان السادات لفظ انفاسه الاخيرة قبل ان يحملوه خارج المنطقه

بجانب القتلى ..جرح 28 شخصية شخصية اخرى كان على راسهم وزير الدفاع ابو غزالة ..وكانت اصابته سطحية..واللواء محمد نبيه رئيس هيئة التدريب بالقوات المسلحة ..وكلود رويل سفير بلجيكا ..وشبيب بن تيمور وزير الدولة العماني وعدد من الظباط المصريين والامريكيين ..

وفيما بعد اتضح ان من بين المصابين يعض الظباط الامريكيين والكوريين ممن كانوا يساهمون في حماية الرئيس انور السادات ..فقد ظهر ان السادات كان قد كون جماعة خاصة من عناصر امريكية ، وكورية (كوريا الجنوبية ) وصينية ( الصين الوطنية ) لحراسته ..

هذا ماحدث يوم الاغتيال

هذا ماحدث في اسوأ يوم يحمل رقم 6 في عمر وتاريخ ومشوار السادات



kf012985ut1







صورة نادرة لمقطع من ارشيف القناة الاولى لجمال مبارك فى عرض المنصه خلف والدة مبارك والرئيس الراحل انور السادات

ظهر هذا الفديو منذ سنوات بعيدة على القناة الاولى المصرية وتم الامتناع عن عرضه نظرا لحادث المنصه المؤلم والذى راح ضحيتة الرئيس الراحل انور السادات وهذة صورة من المقطع تدل على وجود جمال مبارك خلف والدة


حقائق تثبت عدم تدخل مبارك فى مقتل السادات