كنت كمن يحلم!!.. فها أنا أجلس إلى مكتبى لأضع مواصفات وفق تقديرى هى الأمثل لرئيس مصر القادم.. وإحتار قلمى فى البحث معى، فمنذ أكثر من 30 عاما ونحن غير عابئين بالبحث عن مواصفات لرئيس جديد..


ولماذا نبحث وقد كدنا نعتقد أن الرئيس المخلوع إله يصعب المساس به، أو كأن مواصفات الرئيس السابق لمصر هى قدر كل المصريين.. ليس لنا فيها خيار.. ولكن لأن القدر ليس بمثل هذه القسوة أراد أن يجعلنا نفكر من جديد ونشغل عقولنا التى تعطلت لسنوات ونبحث لأول مرة.. عن مواصفات للرئيس القادم !
ربما يكون العنوان العريض لهذه المواصفات ألا تحمل أى مما كان عليه الرئيس السابق لمصر الذى دائما ما كان يتباهى أنه يحمل دكتوراه فى العند والتشبث برأيه حتى ولو كان خاطئا وعدم الإنصياع لمقدرات البشر من حوله وآرائهم.. وببساطة فإن رئيس الدولة لابد أن يكون قويا.. لبقا.. رجل داهية.. ذكاءه خارق.. عينه لامعه.. لماح.. يعشق تراب هذا الوطن.. حارب من أجله.. وحتى اليوم مازال يحارب.. بإختصار واحدا من الشعب يعيش لهم وبينهم لا بين التقارير التى يجب ألا تحمل ما يعكر صفو مزاجه، ولابد له أن ينخرط بين صفوف الجماهير لكن ليس بالطبع على طريقة الدكتور عصام شرف فى أحد مطاعم الفول والطعمية ولكن ربما عبر لقاء تلفزيونى أو جماهيرى وليكن أسبوعيا حتى يحدث التواصل بينه وبين جموع الشعب.
الرئيس القادم لابد أن يحمل من الخبرات السياسية المكتسبة عبر سنوات من العمل السياسى ما يؤهله لمنصب رئيس جمهورية مصر العربية أكبر دولة فى الشرق الأوسط والمنطقة العربية والإفريقية، له علاقات واسعة بالدول العربية أولا ويتبعها الأجنبية وبالطبع لا أقصد العلاقات الدبلوماسية على الإطلاق حتى لا يعتقدنى أحد أتحدث عن عمرو موسى، بل يجب أن يكون من النوعية التى تحسب لها أقوى دول العالم ألف حساب وفى مقدمتها المتغطرسة أمريكا ويسطر بهذه العلاقات من جديد علاقة مصر بجيرانها ومكانتها وريادتها بين الدول بعد أن فقدت تلك الريادة فى وقت كانت قد فقدت فيه حتى توازنها على الأرض .
الرئيس القادم عليه أن يختار حكومة قوية تتميز بالإجماع الشعبى.. تنحاز لمحدوى الدخل فعلا وليس بالشعارات الزائفة على طريقة الحزب الوطنى سابقا، عليه أن يعيد الأمن والأمان للشارع المصرى قبل توفير الخبز، فما أصعب الشعور بإنعدام الأمان.. يفكر فى شباب هذا الوطن.. يجيد تحفيزهم.. يقنعهم بالبقاء فى وطنهم.
وأصدقكم القول.. سامحونى إن قلت أننى لن أصدق أى من وعود المرشحين للرئاسة قبل أن تصبح الوعود حقائق على أرض الواقع.. فلقد إنتهى زمن حسن النوايا والتصفيق للحاكم، وإن لم تصبح هذه الوعود حقيقة.. بلا جدال علينا أن نشغل عقولنا من جديد فى البحث مرة أخرى عن رئيس آخر وليذهب من فشل إلى الجحيم .
عموما أعتبر أن المكسب الأكبر من ثورة 25 يناير المجيدة هو أنها جعلتنا نبحث ونفكر فى مواصفات لرئيس جديد ومن بعده أخر جديد.. وهو الأمر الذى بالتأكيد لم نكن نحلم بتحقيقه !