السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاتة

شوفتوا اللى حصل


صرخة واحدة جمعت أكثر من ثلاثمائة فرد على شاطئ البحر في

ثانيتين: "غريييييييييييق".. هذا الجمع الغفير لا يرى إلا رأسا لرجل
كان أو امرأة، يعلو وينخفض، وبدأ الخبراء والمحللون والسباحون
في إبداء آرائهم..

حدّ يروح يخبطه على رأسه يغمى عليه ويسحبه بسرعة..
خبير آخر: الأول يرفع رأسه فوق المية عشان يقدر يتنفّس.
وثالث: يا عم أحسن له يرفعه على كتفه ويخرج بيه..
أما الرابع فقد كان أكثر فهما ووعيا حين قال: يا جدع دي دوامة
واخداه، يرفعه إيه؟

وصاح أحدهم في الأربعة قائلا: طيب يا جماعة واحد منكم ينزل ينقذه،
وردّ األناس جميعهم في فم واحد: إحنا ما بنعرفش نعوم!!!!
والتفت الجمع على صيحة أخرى: الراجل غرق يا جماعة..
وهنا هتف أحد الواقفين وهو يضرب كفا بكف:
لا حول ولا قوة إلا بالله، الله يرحمه، طيب يا جماعة مش
كنتم ناديتم حارس الشط ينقذه..

هذا تقريبا ما يحدث فى مصر مع بعض الاختلافات البسيطة،
في أحد الاجتماعات العائلية التي أصبحت منعقدة دائما منذ بدأت
ثورة 25 يناير في معظم البيوت المصرية..

عرفتم اللي حصل؟ ناس ضربت المتظاهرين في ماسبيرو بالنار
من فوق كوبري 6 أكتوبر ومات كذا من الأقباط وكذا
من المسلمين وجرحى قد كده.

وهبّ العم محمود في ثوره عارمة: الله يخرب بيوتهم السلفيين دول مش
ناوين يجيبوها لبر، وأكمل: يا أخي الواحد عمره في حياته ما سمع
عن السلفيين ولا كان لهم صوت..

وعلقت عليه زوجته، لا يا حاج سلفيين إيه، دول باقي الحزب الوطني،
اللي... اللي... قول معايا، أيوه اللي بيقولوا عليهم "فلول"،
باين ولا إيه، ناوين على فيها لاخفيها، ولا زي ما قال شمشون:
عليّ وعلى أعدائي، أكيد إحنا بقينا أعداءهم زي هما ما بقوا أعداءنا..

قاطعها على الفور ابنها عصام بقوله: طيب أقطع ذراعي إن ما
كانوا فرقة مندسة من أي بلد عربي أو حتى أجنبي،
دي أجندات يا جدعان.. icon10 (فقيق اوى الواد دة)

لحقهم قائل الخبر: على العموم هما قبضوا على مجموعة منهم.
ردّ العم محمود في حماسة: الله أكبر حلو أوي كده، يبقوا لازم يعدموهم
في ميدان عام، والدنيا كلها تتفرج عليهم، عشان يبقوا عبرة لمن يعتبر..
ولا حتى تتقطع رقابهم بالسيف زي السعوديين ما بيعملوا كده،
والأفضل يتعلقوا في المشانق في التحرير، ومن غير تحقيق ولا كلام
من ده، هما مش ضبطوهم متلبسين؟

من غير تحقيق إيه يا عمّي؟ كده الليبراليين يغضبوا، وهما كمان يعتصموا،
ويقولوا مافيش أحكام من غير تحقيق، وتزيد الطينة بلة..
يا ابني صدّقني دول مافيش ليهم إلا المشانق، طيب خلوني رئيس جمهورية
كده وشوفوا البلد دي تبقى شكلها إيه، يا ابني ده أنا ديمقراطي قديم،
ده أنا واخد دكتوراه في السياسة والله..

دكتوراه في السياسة يا حاج وديمقراطية؟ وسلفيين يا حاجّة؟
ده أنت من شهر واحد كان قاموسك كله طشت الملوخية،
خلاص كل واحد فيكم بقى أستاذ بيفلسف الأمور على هواه،
وهو مش فاهم أي حاجة..

في الأول تقولوا شوية العيال بتوع التحرير دول ولا يقدروا يعملوا
حاجة.. نجحت الثورة تصقفوا وتقولوا برافو عيال جدعان..
مبارك يقول: هاعمل إصلاحات، والحكومة هتستقيل،
ونشكّل حكومة جديدة، ونعيّن نائب، تقولوا حلو أوي إنتم عايزين
إيه أكتر من كده، الراجل ما عليهوش عيب، هيعمل إصلاحات،
ويشكّل حكومة جديدة ويعيّن نائب، عاوزين إيه بقى؟

يعترض ثوار التحرير ويقولوا: كده ما ينفعش، تقولوا أيوه
عندهم حق، كده ما ينفعش..
مبارك يقول إنه مش هيرشّح نفسه تاني، وإن دي بلده، أتولد فيها وهيموت
فيها تبكوا وتقولوا خلاص ده آخر كلام، موافقين يا ريس،

وآسفين يا ريس.. يا ناس حرام عليكم سيبوه يموت في بلده..
لكن الثوار برضه يرفضوا ويقولوا كده ما ينفعش، تمسحوا دموعكم
وتقولوا: أيوه عندكم حق فعلا كده ما ينفعش!

مبارك يقول إنه ترك اختصاصاته للنائب، ومع ذلك ماسك في الكرسي
لا يريد التنحي، مع إن الشعب كله غلب يطلب منه التنحي،
تقولوا دي أحسن حاجة عملها، خلاص بقى كده مابقاش له دور،
سيبوه بقى لغاية نهاية مدته.. الثوار يرفضوا ويصمموا على إنه
يسيب الحكم خالص تقولوا: تمام عندكم حق لازم يسيب الحكم خالص..

مبارك يعلن إنه تنحّى عن الحكم وساب الأمر للجيش، تهللوا وتهيصوا
وتقولوا مش هو ده اللي إحنا قلنا عليه من الأول!!

تحدث فتنة كنيسة أطفيح تقولوا......
يقتحم بعض الضباط التحرير وتحدث مشكلة تقولوا.....
يستولي السلفيون على جامع النور تقولوا......
تحدث مشكلة كنيسة مارمينا تقولوا.....
يقوم البعض بضرب المتظاهرين في ماسبيرو تقولوا.......
يفرجوا عن سوزان تقولوا......

هؤلاء مع من بالضبط؟! مع الثورة أم مع الحكم السابق وذيوله؟
ما موقفهم بالضبط؟! ولماذا يعتقد كل شخص الآن أنه سياسي بارع
لو تركوه فقط يحكم لحلّ مشاكل الوطن في 24 ساعة وربما أقل!
لما لا يحدد كل فرد موقفه بالضبط، ويعرف قدراته، وما هو الشيء الذي
يتقنه ويفهم به فيفتي به دون غيره...

الحقيقة أن علينا جميعاً أن نترك من يفهم في السياسة والاقتصاد
والعلاقات الخارجية... إلخ ممّن نحن على ثقة بأنهم غير فاسدين ولم
يتلوثوا بأن يسيّروا الأمور ويقوموا بما يفهمونه، ومن لديه من الأفكار
ما يفيد يتقدم به أو يحاول أن ينفّذ ما يفيد مجتمعه من حوله
ويهدّئ الأمور، ويصلح البلد في صمت..

يجب أن نحذّر من تحوّل مصر إلى 85 مليون سياسي واقتصادي
ورجل أديان -وليس دين واحد- وعسكري ودبلوماسي
... إلخ. وإلا..لن نجد لا أقباط ولا سلفية،
وسنجد العملية بقت في النملية

محتاجين بعض من الهدوء والصبر
حتى لا نغرق جميعا
اللهم اكتب الخير لمصر والشعب المصرى
وباقى الدول العربيه