اغمضوا عيونكم دقيقة.. ثم افتحوها على الصورة، رسالة من السيد رئيس الوزراء: "تعلن جمهورية مصر العربية إفلاسها اقتصاديا.. وخلو المخازن من الاحتياطى الاستراتيجى.. وعلى المواطنين التأهب للإجراءات التقشفية.. والله الموفق.

عند هذه اللحظة ستصمت الأفواه، وتخرس الأصوات ويسود الوجوم والخوف من المستقبل شوارع مصرنا، وستتحول البلاد من الشرعية الثورية إلى شرعية الغابة حيث البقاء للأقوى، ولكن الصورة التى أثارت ضحكاتى الهستيرية.

سنرى ما أردنا أن نراه بعد الثورة، فنجد كل الاعتصامات تنفض، ويبدأ الناس فى العمل بأقصى طاقه للخروج من تلك الظروف الحالكة، ولن يتحدث أحد عن فئة، فلن يقول أحدهم: السلفيون هم السبب، ولن يقول الآخر الداخلية هم السبب، ولن يقول الثالث الأقباط هم السبب.

أيـا معشر العقلاء!

لماذا ننتظر حتى تصل مصر إلى تلك الهاوية التى لا قاع لها، فورب السماء إذا بقى الحال هكذا لن تكون هذه صورة خالطت أذهاننا، ولكن ستكون واقعا مريرا.

فلا تنتظرون حتى نسمع هذه الرسالة بأذاننا، وعندها لن نلوم إلا أنفسنا.