أنا ... ومن بعدى الطوفان
نعم أنا الثورة المضادة ..
أنا ابن وزير كبير .. ولدت وكبرت فى قصر والدى ... كل طلباتى مجابة .. تعلمت من صغرى أننا أسياد وكل الناس خُدام لنا .. فى البيت خدم . فى الحديقة خدم . حول أسوار القصر خدم . والسائق والحراسات الخاصة خدم .
أسير فينحنى الجميع .. أركب سيارتى المصفحة وأتجول بها فى المدينة وعلى الجميع أن يفسح لسيارتى الطريق
فأنا ابن الوزير ..
علمنى أبى أننى أحصل على ما أريد .
وكل ما تقع عليه عيناى هو ملك لى .. يحضره لى عن طيب خاطر سكرتير أبى الذى يحمل الدكتوراه .
الشعب عندى هو حارس على أملاكى .. يعمل عندى . كى يعيش ..
يحمد الله صباحا ومساءا لأننى أتركه يعيش ..
واليوم أعيش أياما لا أفهم .. لا أنام .. لا أتمتع بأملاكى .. حياتى أصبحت جحيم ..
فأبى فى السجن .. أخذوه بتهم لا أول لها ولا آخر ..
يقولون أنه سرق أراضى . وهرب أموالا . وأفسد الحياة السياسية . وقتل الثوار ..
أى ثوار .. ؟ فأنتم قلة غوغاء .
ما معنى ثورة ..؟ فأنتم لا تعرفون معناها .
أبى كان بطلا .. قدم الكثير من الإنجازات لبلده . كان طيب القلب . حنون سخى . يحب الخير ... لنا .
يجئ آخر الليل منهك القوى . مهموم بمشاكل الوطن . وأنتم تنامون فى أمن دون تهديد .
فعمى كان يحميكم . يسهر وجنوده على حمايتكم . يقبض على من يهددون أمنكم .
والآن هو مع أبى فى السجن بلا تهم . ومعهم بعض أعمامى ..
جدى قائد النصر .. منع الحرب مع الأعداء من أجلكم ..
كان يرعى الفقراء وعينه على محدودى الدخل والفلاح والعاطل .
هو أيضا ممنوع . من السفر . من الضحك .. من مواكبه .
جدتى اهتمت بأعمال الخير والكتب . بالمرأة والطفل والقصص . وأطفال السرطان والمرضى .
ولأنكم لا تفهمون ... لأنكم جاهلون .. جاحدون .. متخلفون .. حاقدون علينا .. لأنكم مرضى نفسيون ..
فهذه ليست ثورة .. فقد حركتكم حركة تونس .. حركتكم أجندات خارجية ..
حركتكم أيادى طامعة فى الحكم ..ليس أكثر .. ضحك عليكم البرادعى .. ونور ..الإخوان والسلفيون .. الأقباط والوفديون..
حركتكم شعارات الحرية بكذب فأنتم كنتم متحررون ..
حركتكم شعارات الديمقراطية أو لم تكونوا ديمقراطيون..
ألم يترككم أبى تعيشون .. تلبسون كما تلبس شاكيرا وعمرو وتامر وسيمون ..
تغنون أغنيات الرقص والمزاج التى كانت فى قائمة الممنوع ..
تشاهدون أفلام الحرية والجنس والإيحاءات والتى كنتم عنها تبحثون ..
اليوم تنكرون وتتنكرون ..
قد كنتم تعيشون حرية أبى .. واليوم انظروا حرية الفوضى . أهذا ماتريدون ..
أنا لن أنام مستريحا إلا إذا انتقمت لأبى .. تخطئون أن أكون معكم ومع ثورتكم البلهاء ..
نسيتم أن معى حراسى وخدمى وكل أعوانى .. معى المال والسلاح وخطط أبى تركهالى ..
لم تفلح معكم الجمال والبغال ... ولكنها واحدة من كل أفكارى ..
وحرق مبانى الأمن والوطنى وفتن بين أديان .. وفى الملاعب كانت بعض من خططى ..
ولن نهدأ حتى ننتقم ..
فنحن الثورة الضد ....
----------------------------------------
المفضلات