قائمة الاعضاء المشار اليهم

النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: كيف يأكل الرعب ثورةً هزمت الخوف

  1. #1
    من مؤسسي المنتدى
    الصورة الرمزية Raul

    الحالة
    غير متواجد
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    مصرى اماراتى
    المشاركات
    13,983
    الشَكر (المُعطى)
    37650
    الشَكر (المُستلَم)
    44684
    الإعجاب (المُعطى)
    0
    الإعجاب (المُستلَم)
    2
    غير معجبون (المُعطى)
    0
    غير معجبون (المُستلَم)
    0
    تم تذكيره فى
    1 مشاركة
    تمت الاشارة اليه فى
    42 مواضيع
    معدل تقييم المستوى
    1325

    افتراضي كيف يأكل الرعب ثورةً هزمت الخوف


    بعد الاستهلال بالتقرير بقبولي و رضاي بنتيجة الاستفتاء بنفسٍ صافية أسوةً بكل
    من كتب فيما بات يشبه طقساً دينياً أو بسملةً، فإنني أود التركيز على ما لفت
    انتباهي بعمق وأثار قلقي في الأيام المشحونة جدلاً ساخناً التي سبقت
    الاستفتاء.
    لعل كلمتين لا تصفان روح هذه المرحلة التي نعيشها
    أكثر من ’ الغموض‘ و ’الحيرة‘.

    يقيناً أن ظاهرة الاستفتاء من حيث كونها سابقةً ديمقراطية حقيقية مثلت حدثاً رائعاً
    و مؤشراً على مقدرة الحرية و حياة ديمقراطية سليمة من تحطيم أغلال
    السلبية و اللامبالاة التي كبلت هذا الشعب طويلاً.
    إلا أن ذلك لا ينفى أن الاستفتاء فضح نقائص واقعنا التي توارت تحت أمواج الثورة الغامرة و أظهر إلى السطح إشكالياتٍ عميقة تسكن ملتحمةً في صلب
    هذا الواقع الاجتماعي و السياسي، بل و إني لأزعم أن وقفةً متأنيةً تتأمل السجال
    بعينٍ ناقدةٍ لا يمكن أن يفوتها الرعب الذي يسود المشهد وسط خلطٍ في ا
    لمفاهيم و تشويهٍ للحقائق و فوضى في التوقعات.

    لنبدأ بجو الرعب و انعدام الثقة و الريبة.
    الثورة اندفاعةٌ جبارة...دفقةٌ حارة تهز و تزلزل ركائز المجتمع، و لئن كانت ثورتنا الرائعة قد جمعت شتى طوائف المجتمع ( وجلهم كما تعلمون من المحرومين)
    على كراهية الطغيان و الظلم يحفزهها نفاد صبر شعب ليس لمعين صبره قرار،
    فلا يجب ان ينسينا ذلك خلفياتهم المتباينة و حقيقة كونهم يمثلون مصالحاً مختلفة،
    بل و احياناً متضاربة في الأساس.
    كما أن هناك الأولين الذين شكلوا الأختلاجة الأولى لقلب الثورة ثم لحق بهم من لحق
    و منهم المتخلفون بعد أن بات النصر محققاً و مجرد مسألة وقت خشية
    أن يعيروا بالنكوص...
    كاذبٌ من يزعم أنه تنبأ أو تصور أو أعد العدة لمثل هذا السقوط لمبارك..

    لقد مرت الموجة الأولى مقتلعةً في طريقها الغثاء و كل يابسٍ ميتٍ من المؤسسات
    و الأسماء الشهيرة و أخذ الثوار يتفرقون ويعودون إلى قواعدهم،
    و إذا بنا أمام واقعٍ آخذٍ في التشكل، جديدٍ كل الجدة و لا عهد لنا بمعطياته أو مفرداته.
    فما كان من كل فصيلٍ إلا ان عاد إلى أفكاره و منطلقاته الأساسية و إلى
    مشاريعه محاولاً الإحاطة بهذا الواقع السائل و لجمه و فرض تصوراته عن ماهية
    و شكل هذا المجتمع الجديد؛ و من البديهي أن هذا لا ينطبق على الثائرين فقط
    و إنما يشمل و بصورةٍ أساسية طبقات المستفيدين من الوضع السابق ممن
    أضيروا و أصيبت مصاحهم في مقاتل من جراء الثورة...تحالفات جديدة تولد و
    أخرى قديمة و وقتية و عرضية يعاد إحياؤها..كل الفصائل القديمة تتحسس
    طريقها في شارعٍ يموج بمشاعر و أفكار و انفعالات حديثة وليدة،
    و قوى جديدة تتشكل و تشق لنفسها مجارٍ، و الكل، الكل يتشكك في نوايا الآخرين..
    أما الشارع، جموع الغير مسيسين حتى البارحة الذين أيقظتهم الثورة من سبات العقود فقد فاجأتهم الحياة الجديدة الغير معهودة، باغتهم غياب المعطيات و المسلمات
    التي اعتادوا العيش في ظلها على قبحها و قسوتها.
    فقدوا نمط حياتهم المعتاد و لم يتشكل نمطٌ جديد، و إذ سقطوا أسرى فوضى الحياة
    في غيبة القواعد و بقايا الأمن و رغباتٍ جامحة و عادلة في حياةٍ أفضل و في
    رد المظالم و قصاص المجرمين الذين أهانوهم و استباحوهم منذ الأزل، و إزاء بطء تحقق هذه الآمال فقد طفى إلى السطح شكهم العميق الأبدي و ريبتهم المتوارثة
    عبر آلاف السنين من القمع و الظلم الأسطوري...لا شك لدي في أن وعي الشارع
    يتطور بسرعة مدهشة في أوقات الثورة، إلا أن ذلك لا ينبغي أن يطمس حقيقة
    أن قطاعاً عريضاً من الشعب نهبٌ للخوف من المستقبل الغامض، و المشكلة
    الحقيقية تكمن في أن الفرق السياسية المتصارعة تلعب على هذه المخاوف
    وتلك الريبة بل و تؤججها بما تبثه من ترويعٍ و إشاعة حالة رعب.
    الخبث و موطن الشبهة الأكيد هنا في أن تلك الفرق تضرب على الأوتار الأكثر
    حساسيةً لدى المصريين، وأعني بها الدين، و مستقبل أبنائهم و أمنهم و
    شبح الخراب الاقتصادي. .إن للمصري، على مدار آلاف السنين،
    مقدرةً فائقةً على التحمل و التضحية، إلا أن دينه و علاقته بباريه و أبناءه
    هي المنطقة المحرمة التي لا يسمح لأحدٍ بالقتراب منها...قد يفرط في أي شيءٍ
    إلا فيها، و من أجل ابنائهم الذين ضيعهم النظام على كل المستويات ثاروا.
    لقد هزم هذا الشعب عدواً محدداً متمثلاً في النظام و جهاز أمنه الباطش و حطم جدار
    خوفٍ مريع، و لكنه للأسف، و بفضل فصائل سياسيةٍ و ذوي مصالح بعينها
    يسقط فريسة الرعب البدائي و الشك في أعداءٍ مجهولين يعلم انهم
    منتشرون في كل مكان.

    ثم تتعقد المشكلة أكثر بخلطٍ مزعجٍ في المفاهيم ؛ في مرحلةٍ تنز غموضاً، و الهواء
    مشبع بالإشاعات و الأقاويل تنهال على جمهورٍ لم يعد يعلم فيمن يثق و
    من يصدق بعد أن فقد الأرضية التي كان يقف عليها، تأتي تصريحات و
    أطروحات بعض السياسيين غارقة في الشبهات و اللبس ...
    يستوقفني هنا تحديدا حوارٌ شارك فيه أحد قياديي الجماعة العلنية الآن؛ لم أصدق
    أذني عندما أكد بغضبٍ و تصميم أن النظام القديم انتهى و أن الحديث عن فلول
    الحزب الوطني ضربٌ من الخرافة و نسيج أوهام...
    بصراحة أود أن أسأله: ما هو تعريفك بالضبط ل’النظام‘؟!

    النظام، كما أفهمه، ليس مجموعة من المتنفذين الذين يترأسون أجهزةً سيادية
    إنما شبكة معقدة من المصالح و الانحيازات الطبقية و نهج ٍ اقتصادي.
    لقد قشرت الثورة شريحةً من النظام، مجموعةً من الأعلام بدءاً بالرئيس حتى كبار المعاونين، إلا أن ذلك خلف وراءه طبقاتٍ و شرائحاً متراكمة مضغوطة
    لا تستطيع العيش بعيداً عن أجواء مستنقع الفساد العطن...كما أن جل
    المصالح الاقتصادية الضخمة التي لا نعلم لمسيريها أسماءً ما زالت طليقة.
    يجوز أنها خائفة، بل أكيد، إلا أنها بلا شك أيضاً ترتب و تخطط و تتحين الفرص
    إما للانقضاض على الثورة أو الالتفاف حولها و إفراغها من مضمونها الاجتماعي.
    يا عزيزي الثورة لم تقضِ على النظام ، غاية ما هنالك أنها هزته بعنف فضحى ببعض رموزه، و هي بالمناسبة كانت على وشك الموت
    البيولوجي ناهيك عن السياسي!

    ما أكثر التشويه و لف الحقائق!
    من ذلك مثلاً أن الإعلام الذي غير جلده بليل طفق يبحث و يستحضر من الأدراج
    المنسية المتربة مسئولين سابقين ليبعثهم من الموت الوظيفي كيما يدعوا الحكمة
    المطلقة منتقدين لصوص عهد مبارك في تفاصيل مستفيضة عن اختلافاتهم
    على نسب و ماهية مشاريع الخصخصة .
    كنت أظن أن السؤال يجب أن يكون: من الذي خولكم التصرف في ممتلكات هذا
    الشعب بالبيع اصلاً؟! و هل الخصخصة مشروعة من الأساس؟!

    الإعلام قد يغير جلده فيتجمل، يزور و يخدع، أما المصالح فلا تتغير،
    و النظام الذي لم يسقط ( مع إقرارنا بأنه مُني بضربةٍ موجعة) يحشد قواه وراء تركيبة المصالح و لن يرضى بالنكوص سوى كتكتيك مرحلي.
    بالاضافة إلى ذلك، فهناك فوضى في التوقعات من قبل الناس الذين صبروا فوق
    طاقة البشر، و لهم مطلق العذر في ذلك، فالأمن لم يستتب بعد
    ( أو على الأقل هذا ما يقال لهم) و الرخاء لم يحل و اتضح لهم أن الحرية طريقها
    طويلة لا تتحقق بمجرد إسقاط مبارك..السياسيون و المثقفون يتكلمون
    وكل الفرقاء يتهمون خصومهم بالتآمر و التخطيط للثورة المضادة و يبثون الرعب
    كما أسلفنا، و الناس حائرون.
    باختصار ، بدأ الملل يتسرب إلى قطاعاتٍ عديدة تستعجل وضعاً مستقراً..
    أزعم أن نتيجة الاستفتاء الأخير لم تفاجىء أحداًً...على المستوى الشخصي لم ولن يؤلمني إذا اتهمني البعض بالسلبية لأنني من أنصار ’لا‘ بحزمٍ و تصميم مستنداً في ذلك إلى قناعاتٍ راسخة و ربما لأنني فقري و لم أتعلم غيرها!

    لم أكن أبداً من دعاة اليأس و إنما من دعاة التأني و التفكير... لكنني حزين ناقم لأنني أشعر و أرى بأن الكثيرين ساقهم الرعب و الكذب و تشويه الحقائق إلى اختيارٍ بعينه.
    كما أدرك تمام الإدراك أن يقين اللحظة الثورية التي جمعت كل الفصائل فأطاحت بمبارك قد ولت بحلاوتها المسكرة و تركت الجميع في حالة من النسبية و الكثيرين في انعدام وزن، و لذا فعلينا أن نؤكد على أن الثورة لا يجب أبداً أن تختزل في الاندفاعة الأولى، وإنما تتمثل في إعادة تشكيل المجتمع و الوعي.
    أجل الطريق طويلة و شاقة، و لكن للحرية و العيشة الكريمة ثمناً لا بد أن يدفع فضلاً عن أن تعلُم الديمقراطية لا يتأتى سوى بالممارسة ، وليست تلك بدعة، فكل الشعوب التي سبقتنا دفعت الثمن و عبرت إلى النور.
    هي أوقاتٌ صعبة و محيرة، و علينا أن نحارب نقائصنا و مخاوفنا و نمنعها من أن تتسلط علينا و تحكم قراراتنا. قد نخطئ، بل بالتأكيد سوف نخطئ ونرتكب العديد من الحماقات..المهم أن نتحسس طريقنا و نتعلم من أخطائنا و نذكر دائماً الذل الذي ذقنا و الثمن الذي دُفع لكيلا نفرط في هذه الحرية .


    د. يحيى مصطفى كامل


    وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ
    صدق الله العظيم
    ـ
    الحسابات الرسمية للجيم فلاش
    Facebook:
    https://www.facebook.com/gemflash
    Twitter: https://twitter.com/GEMFLASH1

  2. #2
    صديق المنتدى
    الصورة الرمزية هشام الرميحي

    الحالة
    غير متواجد
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    الدولة
    Hosh `Isa, Al Buhayrah, Egypt, Egypt
    العمر
    42
    Sonork
    100.1608523
    Phone
    nokia 5800 x m
    المشاركات
    12,669
    الشَكر (المُعطى)
    35286
    الشَكر (المُستلَم)
    31692
    الإعجاب (المُعطى)
    116
    الإعجاب (المُستلَم)
    10
    غير معجبون (المُعطى)
    0
    غير معجبون (المُستلَم)
    0
    تم تذكيره فى
    0 مشاركة
    تمت الاشارة اليه فى
    605 مواضيع
    معدل تقييم المستوى
    974

    افتراضي رد: كيف يأكل الرعب ثورةً هزمت الخوف

    الصبر

    اللي اتهد في 30 سنه

    مش ممكن يتبني في ايام

  3. #3
    .: جيماوي محترف :.
    الصورة الرمزية m r abdo

    الحالة
    غير متواجد
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    الدولة
    Egypt :::.Ain Shams:::.
    Phone
    متغير دائما
    المشاركات
    4,294
    الشَكر (المُعطى)
    6272
    الشَكر (المُستلَم)
    4947
    الإعجاب (المُعطى)
    0
    الإعجاب (المُستلَم)
    1
    غير معجبون (المُعطى)
    0
    غير معجبون (المُستلَم)
    0
    تم تذكيره فى
    0 مشاركة
    تمت الاشارة اليه فى
    29 مواضيع
    معدل تقييم المستوى
    178

    افتراضي رد: كيف يأكل الرعب ثورةً هزمت الخوف

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام الرميحي مشاهدة المشاركة
    الصبر

    اللي اتهد في 30 سنه

    مش ممكن يتبني في ايام

    أكيد عندك حق ياأتش

    وبأذن الله ربنا معانا يامحمد

    والفترة القادمة هاتكون أحسن بكتير من السابقة

  4. #4
    صديق المنتدى
    الصورة الرمزية mohamed allam

    الحالة
    غير متواجد
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    الدولة
    مصـــــــــــALEXــــــــــر
    العمر
    44
    المشاركات
    7,427
    الشَكر (المُعطى)
    21030
    الشَكر (المُستلَم)
    20042
    الإعجاب (المُعطى)
    2
    الإعجاب (المُستلَم)
    40
    غير معجبون (المُعطى)
    0
    غير معجبون (المُستلَم)
    0
    تم تذكيره فى
    1 مشاركة
    تمت الاشارة اليه فى
    618 مواضيع
    معدل تقييم المستوى
    352

    افتراضي رد: كيف يأكل الرعب ثورةً هزمت الخوف

    لن نشعر به الان
    الذى سيشعر به اولادنا
    ادينى عمر تانى

  5. الشَكر Raul شَكر

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •