أمريكا
شعر : زياد السلوادي
يا راكضا لاهثا في إثـْر أمريكـا
لعلها لسبيل الحق تهديكــــــا
مهرولا باسطا كفا تبايعهـــــا
وكفها بصنوف الشر ترميكـا
مددت يمناك لكن من تصافحهـا
كلتا يديها شمال، كيف تعطيكا ؟
أملت عليك شروطا كي تحاورهـا
وأسلكتك طريقــاً ليس مسلوكــا
وقد فتحتَ لها الأبواب من كـرم
فأغلقتْ لك من لؤم شبابيكـــــا
وكم حلمتَ بها تسقيك من عسـل
فأيقظتـْـك ومُـرّ الطعــم في فيكـا
وكم ذهبتَ وماء الوجه ممتنـــع
فأرجعتـْـكَ بــلا ماءٍ لناديكــــــا
كأنّك العاشق المفتون بامـــرأةٍ
لكــنْ تزوَّجَها أعـدى أعاديـــكا
قف لحظة واسأل التاريخ كيف أتت
على دماء الهنـــود الحمْـــر أمريكا
قالت هنود وليسوا بالهنــود ولـم
يحمرَّ منهم سوى ما بات مسفوكا
هم أمّة لكن المحتـــلّ صوّرهـم
بين الشعوب رعاعا أو صعاليكا
واسأل عن السود من أفريقِيا اختُطِفوا
بيعــــوا رقيقــاً ومـا كانوا مماليكـــــا
عُــرّوا لدى الأسر من حريّةٍ سُلِبـت
وأُلبـِســــوا خَلَقــــاً بالذلّ قد حيكا
واسأل عن الصُّفر في اليابان كيف قضوا
حَـرقـــاً ألوفــــاً فإن الأمـــس يُنْبيكـــــا
أن العدالة في من ترتجي فـُضِحــت
وبـــات فيها ستارُ العــدل مهتوكا
أين العدالة من ذئب وداعــــرة
قد ملّكته رقابَ الناس تمليكـا
أين العدالة والميــزان تحملـــه
أيـْـدٍ يحرّكهــا إبليسُ تحريكــا
الشرّ تجمعه والخيــر تقطعـــه
والحُرّ توسعه ذمّـا وتشكيكــــا
قف يا أخي لحظة واحفظ كرامتنـا
ليســـت كرامتنــــا فنّـا وتكتيكـــــا
لسنا عبيدا ولا صهيـون مملكــة
ولا وليّـة أمـــر الحـق أمريكــــا
وهـل ترى لـَبـَـناً في الثور تحلبــه
حـَـتّـامَ توسعـــه فـَـرْكاً وتدليكــــا
جالدت بالغصن حتى جفّ من عطش
والسيف عن كل ماء الأرض يغنيكا
فلم يزدنا سـلامُ المجرمـين سوى
دمٍ لنا شُـفَّ أو لحـــــمٍ لنا ليكـــا
هذي الأكفّ التي صافحـْتَ آثمـة
فاغســـلْ يديك وَعُدْ حُرّا لأهليكا
واحمل سلاحك إن الحق تنزعــه
بالسيف لا بسؤال الناس يأتيكا
المفضلات