أأسميكِ البكاء ...
أم أسميكِ الظلام
أم أسميكِ الهموم ...
أنا عازف عبقري وأؤمن كل الإيمان بأن الحب سيمفونية مشتركة لا يصح أن يعزفها شخص واحد .
وأنتِ عازفة غير موهوبة قد ملأتى مسامعي بسيمفونيتكِ المنفردة الشاذة .
وكانت بالنسبة لي ..
صراخ طفل يتلوى ألماً وبرداً لا يستطيع النطق بعد وعاجز عن الحراك وقد تركته أمه الفقيرة في قارعة الطريق ..
دموع وأنات وزفرات أم مكلومة سمعت خبر وفاة ولدها الشاب على التو ...
تَمزُق رجل غيور يجلس في زنزانته الإنفرادية يرثي وطناً ضاع وشرفاً أُنتهك وأحلاماً تبعثرت ..
نزعات كافر زنديق وهو يصارع عذاب القبر...
تسكنني كل تلك الهواجس عندما أسمع مقطوعة واحدة من عزفكِ ..
فكيف تظنيني أشعر وانتِ لا تكفى العزف ليل نهار؟
لقد أودعتيني عصفوراً في قفص صمتكِ البغيض المقيت ..
يا ليتكِ تقتلين العصفور ..
فذلك أهون من أن يبقى في أفلاككِ يدور بلا أجنحة ...
بلا صوت ..
بلا شعور ..
صدقيني كل يوم يمر معكِ يزيدني نفوراً ونفوراً ونفور ...
في قرارة نفسي أودعتيني زلزالاً عصيباً ..
وثورة عارمة على كل من تدعى الأنوثة ولا تمت اليها بصلة
غرستى أنفاسكِ الكريهة فوق أوراقي ...
هرئتى صفحاتي ..
قتلتى رجولتى ..
وصادرتى كل أرديتى الجميلة ..
قبضتى بأصابعكِ الكريهة على شعري ..
وجهي ...
روحي ...
وكل كياني .
ملأتى حقولي بقنابلكِ الصامتة المسيلة للدموع وألغامكِ
التي لم تنفجر يوماً ولكنها دائماً كانت مصدر قلق بالنسبة لي .
صدقيني لم أعد أهوى غير الرحيل ..
ولم يبق لي معكِ غير آلام ذكريات السنين
بدونكِ سوف أكون كوكب حر في السماء الشاهقة ..
وسوف أكون زهرة حمراء يعطرها الحنين ..
وسوف أكون ...
وسوف أكون ...
وسوف أكون .... أنا .
المفضلات