كان فى عصر الأتراك رجلا مزج دمه بالعربية فلا يتحدث
إلا بها بل من شدة حبه للعربية كان يتفجر غيظا إذا ما
نظر لافتة بها خطأ فكان سرعان ما يأتى بمستلزمات
التصحيح فيصححها على نفقته الخاصة
فبلغ ذلك الأمر للحاكم التركى وهم كثيرا ما يكرهون
الفصحى بل كانوا يقومون بنشر العامية والتركية
بين الشعوب فكانوا يبخثون العربية حقها
فقال :التركى هاتوه . فلما وقف بين يديه
قال التركى: إنت اللى بتصلح اليفط اللى فيها غلط عربى
فأجابه : نعم أيها الحاكم التركى .
قال التركى : ارموه فى السجن
فلما أدخل المحب للعربية السجن
أخذ فى البكاء ما أخذ ولم ينتهى بعد
اقترب منه أحد المساجين : ايه حكايتك ياأخينه انت من
ساعت مجيت وإنت مش مبطل عياط جريمتك ايه
فأجابه قائلا : والله يا أخا العرب ما اقترفت جرما قط
السجين : امال جيت هناليه
فأجابه : يا أخى والله إنى لمحب للعربية فما وجدت
لافتة بها من خطأ إلا صوبته على نفقتى فلما علم
الحاكم التركى بهذا الصنيع أدخلنى السجن.
السجين : تستاهل وانت مالك ومال وجع الدماغ
يلا بطل بكا ووجع راس
فأجابه والله ياأخى ما أبكى لدخولى السجن
ولكن بكائى لقول التركى ارموه فى السجن
ولم يقل اطرحوه فى السجن
المفضلات