بسم الله الرحمن الرحيم

الشاعرة الأديبة ردينة مصطفى الفيلالي


_وُلِدت الشاعرة الأديبة ردينة مصطفى الفيلالي في
طرابلس الغرب في 26|9|1981.

_نالت إجازة في الأدب الإنجليزي , وبكالوريوس في
العلوم السياسية.

_تنقلت من بلد إلى بلد مع والدها مصطفى الفيلالي,
الذي شغل مناصب دبلوماسية على مدى 53 عاما ً.

_والدتها لمعان أحمد بن بيه كريمة الشيخ أحمد بن بيه أحد
رموز الثورة الثقافية في مدينة طرابلس.

من قصائدها......


وسائد وشراشيف

مشغولٌ بأي شيءٍ مشغول ..
وعِطْرُها يفوحُ منك كأريج ِ الحقول

فاجَأْتُك أم أني أَبكرتُ الوصول ..
لتضعَ يدَك على الباب ِ وتمنعَني الدخول
لملِمْ كلماتِك أيها العابثُ المسطول

أَحْمَرُها في شفتَيْك على وجهك ِ المبلول ..
وأزرارُ قميصِك منزوعة ٌ وأنت ..أنتَ مشغول ؟

متسولة ٌ تلك التي مَعك , أم بائعة ُ جسد ٍ تَجول ..
أم أنك أحضَرْتَها من الطرقات ِ لتثبت َ
رجولة َ العجول

أنا التي أفنت ِ العمرَ معَك بكل ِ الفصول ..
أنا التي أحبتْك علمتك ماذا تقول

وجئتَ اليَوم لتكذِبَ علي وتمنَعَني الدخول ..
عُدْ إلى أحضانِها وأَكْمِل ِ المسرحية َ بكل ِ الفصول

فمسرحية ُ الخيانة ِ أبطالُها
أناسٌ سُلِبَتْ مِنهم ُ العقول ..

يمارِسون الحب على الأرصفة ِ
في الحانات ِ بين السهول

لكنك اخترت َ مكانا وَفْقاً للشريعة ِ والأصول ..
حيث كنا سويا ً وكنت في الحب خجول

والآن أراك أسداً تصولُ ..تجول ..
وملامِحُك تدُل فعلا ً أنك مشغول !
ألعرق ُ يتصبب ُ منك كمُحْتَضَر ٍ ضعيف ..
وأنا أتساقطُ ألما ً كورق ِ الخريف

لِمَ بِعْتَني واشتريت َ الغرائزَ والتخاريف ..
لِمَ خذلتَني , جمعتنا في هذا الموقف ِ السخيف

الحب أيها الخائنُ طاهرٌ شريف ..
وحبك .. حبك وسائدُ و شراشيف !

عُدْ لها وأَخْبِرْها أن النساء َ جنس ٌ عفيف ..
لا يَبِعْنَ جسداً من أجل ماءٍ ورغيف

أَخبرها أنك إنسانٌ كفيف ..
لم يُبْصِر ِ الحب يوماً لان ضَبَابَه كثيف

وأعودُ أنا وجُرْحي يَكْسوه النزيف ..
تاركةً ورائي شبابي .. أيامَ الخريف

لأدفِنَ بيدَي حبيَ الطاهرَ الشريف ..
كما يُدفنُ الشهيدُ في دينِنا الحنيف



«تراتيل المساء»

إِقتربي.. إِقتربي.. إِقتربي أكثر
اليومَ من شفتيكِ سَأَثْأَر
أعلنت ُ الحربَ مولاتي, وأقسم لن أخسر
سأناضل من أجل ِ الموجِ الأسمر

أقطِفُ طِيْبَ الكرزِ الأحمر
وإِنْ واجَهَتْنِي أنامِلُك أقبِلْها
ودونَ الخمرِ من عينيكِ أسكر

عربيةٌ أنت , والعربيةُ من الطهرِ أطهر
أما أنا شاعرٌ مبعثرٌ في صحراءِ العمر
سقاه حبكِ فأَزهر
هيا تقدمي أكثرَ..أكثر
فقد أمضيتُ العُمر على أعتابِ قلبكِ أَسهر

ماأجملَ عينيك حين يغفو فيهما المساء
تصبِحين في لحظةٍ أميرةَ النساء

أقِفُ أمامَك وقْفَةَ الأطفالِ الأشقياء
فأنت حبيبتي , دائي, والدَواء

كلُ شيءٍ فيك يصرخُ أنك حواء
في عينيك لؤمُ الثعالبِ طُهرُ الأنبياء

لسعة شفتيك ِ مزيجٌ من الثورة والحياء
طِفْلتي وصفُك لابَدْءَ فيه ولاانتهاء

أيا امْرأةً تَنْطِقُ على لسانِها ملائكةُ السماء
أيا امْرأةً أضاءَت في الروحِ عواطفَ ظَلْماء

كَوتنِي بنارِها , وقالت من الكي يأتي الشفاء
أَدْخَلَتْني جنتَها , فكنتُ في الحب أولَ الشهداء

قبلتني فاْنتظرتُ المزيدَ منها فقالت
لانملِكُ في الحب مل ما نشاء
يافتىً كن قنوعا فالقناعة كنزُ الضعَفاء

حبيبتي رشيقةٌ شفَاهُك حين سَكَنَتْ فمي
لكنها بَقِيَتْ صاعقة ً تركُضُ في دمي

تلك اللمسةُ النسائِيةُ على مَبْسَمي
كررِيْها حبيبتي كررِيْها فلن تَنْدَمي
كررِيْها حبيبتي وتقدمي..

ماكرةُ الهَمَسَاتِ أنتِ جريئةُ اللمَسَات
تستفزِيننِي وتختبِئين خلف العِبارات

صرحي ولو بالنظرات
كل شيء يجذِبُني سُمرةُ عينيك
ياعشوائيةَ الشامات
آه لو عرفتِ كم يتعذبُ الليلُ ليلِد النجَمَات
آه لو عرفتِ كم يحترِقُ النغمُ في شَجَنِ النايات

لَعَرفتِ عذابي الذي تخطى كل العذابات
في حبِ امرأةٍ تمُد يدَها , وحبها آخرُ المستحيلات

أحدثك حبيبتي وروحي تصلبت فيها التنهدات
أُحدثُك مستسلما لا ثائراً يحترِفُ النضالات

فأيُ ثورةٍ على شفَتَيْكِ تَنْتَهي بالانهزامات
وأيُ أَشعارٍ وصفَتْ عينيك اْنتحرتْ فيها الْكلمات

وأي رجلٍ كانَ بين يَدَيْك رفعَ بِيْضَ الرايات
سأرمي أسلحتي وأصرُخُ عَبْرَ المحِيْطات

أصرُخُ مِلْءَ حَنْجَرتي الأنوثةُ أم الفتوحات
لأن في عينَيْها البدايةَ وعلى شَفَتَيْها النهايات


الشهد المرير _ضريبة الحب

لمَ يا زهرتي يبدو عليك التعب ..
مَنْ رماك بعد أنْ عَبَثَ بك وَلَعِبْ

تَبْدِيْنَ ممزقة ً و الندى يُغَطيك من قسوة ِ الكُرَب ..
تَشْكِيْنَ دَبورا غزاك غزوَ المُغولِ وهَرَب

إمتص الرحيقَ , نحو الأوراق ِ صوبَ وضَرَب ..
وأشواكُك ِ اليافعةُ خجولة ً كانت حينما اقترب

مزق الطفولَة فيك ومَنْ يَخيْط ُ
رداءَ الطفولة ِ إذا ثُقِب ..
إعْزِفي أناشيد َ البكاء ِ جودي شدْواً وطرب

فغدا تحاكَمِيْنَ في محكمة ِ العشيرة ..
ويُنْصَفُ الجاني من أَضرمَ النارَ في الحطَب

آه لو كان لك عواطفُ من رخام
أو قلبٌ يكسوه الظلام
لَما غزاك ِ شَبَحُ الغرام
أو ثَقَبَ المطرُ الشرِسَ بالونَ الاحلام .

وَهَوْيت كفلاحة ٍ تلِدُ وحيدةً في حقل ِ الآلام
كطيف ٍ ملائكي تمزقه ُ سيوفُ الكلام ..

يا ليتَك كنت زهرةً سوداء َ
و أشواكُك أنيابٌ مزقت من تركَكِ أشلاء

يا حبيبتي مضَى زمنُ الوفاء ِ
وبات الحب اسماً مخطوطاً على الماء ..
وهَل يَحْفَظُ الماءُ شيئا من الأسماء

يتيمة ٌ أنت تَغْرَقين في بحر ِ الدماء ..
تَرْثِيْنَ من مزقَ هذا الرداء

وَتَنَصلَ من فَعْلَتِه رَكَلَك بطرف ِ الحذاء ..
فَهَوَيْتِ تحتَ أقدامِه كفراشة ٍ يأكُلها الضيَاء

وبدأَتْ حروفُهُ كصواعقَ تَشُق السماء ..
إ رْمِيْه اقتُلِيْه , أو على الطريق ِ ضَعِيْه

أو إلى ذاك الرحِمِ اللعين ِ أَرْجِعِيْه ..
ارضُ الموت ِ تنتظِرُه فادفِنِيْه

ومساكنُ اليُتْمِ تُشْرِعُ أبوابَها فخُذيه ..
لا أعرِفُه فهو عارُك الذي عليك أَنْ تحملِيْه

ريحٌ وحشية ٌ يا زهرتي اقتلعتْ منك الأمان ..
تُرِكْتِ فريسة َ العيون ِ والزمان

هذه يا طفلتي ضريبة ُ الحب في بَلاَطِ السلطان ..
ضريبة ُ الحب في عواصم ِ اللا حب و اللا إنسان

ليس ذنبَك بل ذنب ُ حُسْنِك الفتان ..
الذي اْغتالَتْه شهوة ُ الأَبْدان

ليس ذنبَك بل ذنب ُ الأُقْحُوان ..
الذي يَلْبَسُك كما تَلْبَسُ المغفرة ُ حروفَ القرآن

ويضُمك كما يضمُ العطرُ
حنايا البنفسج ِ والريْحان ..
أيا حورية ً من جِنَانِ الرحمان ..

كفى صغيرتي تورمت فيك الأجفان ...
و إنْ كان الرداءُ تمزقَ إلى الجحيم ِ ولْتأكُلْه النيران ..

وإن قابلك بالصد والرفض والنكران
وأقسم على العِفةِ كما يُقْسِمُ السكران ..

بأنه لم يَرَك قبلَ الآن َ
ولم يدخلْ يوما ً هذا البستان
و بأن شَهْدَك ِ مريرٌ بعد أنْ طالَتْه البَنَان ..

فلا تبالي يا صغيرتي لا تبالي
فهذه طبيعة ُ الإنسان ..

في الظلمةِ يَنْهَشُ اللحمَ
وفي النورِ يَحْتَرِفُ النسيان


ردينة مصطفى الفيلالي