عندما قرأت كتاب عايزة أتجوز لأول مرة أبهرتنى بساطة وعمق الكاتبة غادة عبد الكامل واستمتعت بالكتاب بشدة، وعندما علمت أن الكتاب سيتحول لمسلسل تليفزيونى انتظرته حتى يتم عرضه، ولكن خذلنى المسلسل ليس بسبب كاتبته لأن تكتب للدراما للمرة الأولى ودائما ما تكون هناك فى البدايات الأولى، ولكن الذى أحبطنى هو ضعف الرؤية الاخراجية لرامى إمام فى أولى تجاربه الإخراجية فى الدراما التليفزيونية وغياب القدرة على توجيه الممثلين وخصوصا بطلة العمل ومحور الأحداث هند صبرى فقد ظهر أداؤها بشكل مبالغ فيه، وكأن هذه هى الكوميديا من وجهة نظرها.

ففى أعمال أخرى نرى مثلا المخرج محمد ياسين مخرج دراما لأول مرة ولكنه شكل علامة فارقة فى تاريخ الدراما بمسلسله الجماعة ورؤيته الإخراجية تبدو جلية واضحة فى كيفية إدارة العمل ككل بغض النظر عن الجدل المثار حول المسلسل فبعيدا عن هذا الجدل يعتبر مسلسل الجماعة من الناحية الفنية والابداعية عملا يُِحترم.


شيخ العرب همام من المسلسلات الرائعة والتى أبهرنى فيها أداء النجوم، يحيى الفخرانى يقدم دورا بارعا وكأنه يعيد اكتشاف نفسه فى كل دور يقدمه، فهو ممثل خارج نطاق المنافسة وفى انتظاره فى مسلسل محمد على.


وكذلك صابرين وهذا الأداء الاستثنائى التى قدمته فى شخصية صالحة، ومدحت إسماعيل (تيخة) وأدائه التلقائى والذى يصعب على أى ممثل غيره أن يقدمه فالتلقائية والبساطة لا تكتسب، عبد العزيز مخيون وسامح الصريطى وصلا بأدوارهما إلى قمة التألق والإبداع وكذلك الأمر بالنسبة لمحمود عبد المغنى الذى سحر الجميع بأدائه.


مخرج العمل حسنى صالح تلميذ نجيب لشيخ مخرجى الدراما العربية إسماعيل عبد الحافظ، أبدع فى عامه التالى بعد مسلسل الرحايا، وكذلك المؤلف الراقى عبد الرحيم كمال.


أعتقد أن حسنى صالح وعبد الرحيم كمال سيكونان ثنائيا جميلا مثل ثنائية الراحل أسامة أنور عكاشة وإسماعيل عبد الحافظ، وأسامة أنور عكاشة أيضا ومحمد فاضل.


مسلسل الحارة نرى فيه الواقعية المؤلمة والتى نحاول إخفاءها بتهمة أنها تسىء لسمعة مصر، فشخصيات هذا المسلسل تعبر عن مواطنين حقيقيين وفى نفس الوقت هم ضحايا فشل حكومات متعاقبة فشلت فى تحقيق حد الأمان لهؤلاء المواطنين البسطاء والتى أصبحت أقصى أمانيهم أن يوفروا لقمة العيش لهم ولأولادهم.


مسلسل مهم لكاتبه أحمد عبد الله ومخرجه سامح عبد العزيز لن يسقط من ذاكرة الدراما بسهولة فهو عبر عن هموم الحارة بشكل حقيقى وواقعى فلم يقدمها حارة نموذجية كما كانت تقدم من قبل.


بلال فضل فى مسلسل أهل كايرو كتب الدراما كما لم يكتبها من قبل فهو قدم أسلوبا جديدا فى الكتابة التلفزيونية وساعده على ذلك الرؤية الواعية لعين المخرج محمد على، وأداء مذهل من خالد الصاوى فقد عودنا أن ننتظر منه الجديد دوما ولا نقبل بأقل من هذا الأداء وكذلك رانيا يوسف فى مسلسلى الحارة وأهل كايرو، وكندا علوش قدمت نفسها بشكل جيد فى أول ظهور لها الدراما المصرية بعد فيلمها ولاد العم للمخرج شريف عرفة.


بعيدا عن إيقاع مسلسل موعد مع الوحوش البطئ.. استمتعت بشدة بأداء خالد صالح فى شخصية طلعت الصعيدى ولكن مخرج العمل أحمد عبد الحميد كان من الممكن أن يتحكم فى إيقاع المسلسل أكثر من هذا خاصة بعد تجربته فى العام الماضى فى مسلسل قانون المراغى.


تجربة جديدة وأداء متميز لجمل سليمان وبسمة فى مسلسل قصة حب والذى سيتم اكتشافه من جديد عندما يتم إعادة عرضه.


بالنسبة لباقى الأعمال الفنية على القائمين عليها أن يعيدوا ترتيب أوراقهم من جديد فإهدار الملايين عليها كان من الممكن أن يستفيد منها آلاف الأسر الفقيرة فى مصر بدلا من تقديم أعمال فنية قائمة على السذاجة وخداع الجمهور الذى أصبح أكثر وعيا وخبرة عن الماضى.