**‏ لا جديد تحت الشمس‏,‏ فهكذا نفيق فجأة كل أربع سنوات في مثل هذا التوقيت وقد أوشك شهر المونديال أن يتسرب من بين أيدينا‏,‏ لنحرم من متعة خالصة يومية كنا نهرب خلالها من مشاكلنا الخاصة والعامة‏,‏ شهر نبدأه بتخمة من المباريات كل يوم‏,‏ أشبه بمائدة عليها عشرات الأصناف من الطعام لكننا نتعامل معها بكثير من البطر‏,‏ فهذه مباراة مملة وتلك بلا طعم والأخري نص نص‏!‏ وشيئا فشيئا تتناقص المباريات ويرتفع المستوي وتتزايد حدة الصراع‏,‏ إلا أننا نشعر بقرب انتهاء المونديال فيصيبنا حزن شديد ونشعر بالفراغ الكبير ا

‏**‏ ولا أدري ماذا حل بالكبار العاقلين من نجوم وأساطير كرة القدم في العالم‏!‏ كيف تخلوا جميعا فجأة عن الرصانة واللباقة والدبلوماسية في التصريحات‏,‏ وصرنا نسمع من هؤلاء السادة المحترمين عبارات جارحة واشارات مهينة للمنافسين واستهزاء بالمنتخبات والنجوم الحاليين‏!‏
لا أتحدث طبعا عن مارادونا لأن العيب إذا جاء من أهل العيب ميبقاش عيب‏!‏ لكن الملك بيليه والقيصر بيكنباور كيف هبطت لغة الخطاب عندهما إلي هذا الحد المعيب‏,‏ وماذا حل بكرويف وزيدان؟ ما هي الحكاية؟‏!‏
يقولون إنه الإعلام الذي يستدرجهم ويبرز هناتهم ويضخمها‏,‏ وكان يمكن للاعلام أن يتجاهل هذه التصريحات والاساءات أو علي الأقل يخفف منها ولا يجعلها تتصدر الصفحات والشاشات‏,‏ وشخصيا لا أميل لهذا التفسير أو لعله تبرير لتصرفات نجوم‏(‏ خابوا علي كبر‏)‏ كما يقول التعبير الشعبي وكان حري بهم ألا ينزلقوا لأساليب التهكم والسخرية والتحقير من شأن المنافسين‏,‏ والتي ارتد معظمها إلي نحورهم‏!‏
‏**‏ ولا أعتقد أن ظلما قد وقع علي أحد الفرق الكبيرة التي ودعت المونديال‏,‏ أو أن خطأ كبيرا مواتيا صاحب الرباعي الذي بقي وصعد للدور قبل النهائي‏,‏ فقد استحقت كل من ألمانيا واسبانيا وهولندا وأروجواي شرف البقاء في المونديال حتي النهاية‏,‏ أكثر من كل المنافسين الذين خرجوا‏,‏ ببساطة لأن كلا منهم يستحق‏(‏ من الناحية الفنية‏)‏ صفة الفريق‏(Team)‏ بينما كانت هناك منتخبات تضم أعددا أكثر من اللاعبين المميزين لكنهم معا ليسوا فريقا‏!‏