نذر حرب تكاد تشتعل في سماء شرعب السلام(( مدينة يمنية)), فازيز الرصاص الذي يسمع في ارجاء المنطقة كل مساء مصدره بنادق رموز القبائل في المنطقة.. وحسب مصادر مطلعة لن يكون بمقدور احد ايقاف تلك الرصاص المضيئة المنبعثة- بمن فيهم حمود الصوفي محافظ محافظة تعز- الذي ينتمى الى المنطقة.


دموع الشيوخ والعجائز تنهمر كالمطر في قرى عنشق وكباش وعسيلة ومناطق اخرى تداعت لها من شدة الحزن والفرح مرات كثيرة.. اما العصافير الصغار والمراهقون والمراهقات لا يعرفون المضاجع الا مع صياح ديوك الفجر.


turkey2028129






كثيرة هي حروب شرعب التي ينقسم حولها الناس الى قسمين، لكن حربا واحدة وحدتهم وجمعتهم على مسلسل تركي واحد مكون من 100 حلقة.. فبطل المسلسل التركي ذو العينين المزرقتين استطاع ان يسحب الشيوخ والسيدات والبراعم الصغار الى مبكى واحد, فطاعت له القلوب القاسية, وربما عاد 80 مطلوبا امنيا حسب احصائية غير رسمية الى قراهم في جنح الليل لمشاهدة المسلسل الذي اسر قلوب اهالي شرعب المتمردة في الجبال.


عديد من هؤلاء المشاهدين وخاصة النساء منهم عندما يغرق في متابعة مشاهد رومانسية تجسد علاقة غرامية بين البطل واحدى ممثلاث المسلسل ولكن هذه العلاقة مهددة بالعواصف التي قد تؤدي الى فشلها.


يلجأ كثيرون الى الصيام والدعاء من اجل ان يتزوج البطل بمعشوقته التي أحبها المشاهدين, واما اذا حدث وان تزوج البطل بمعشوقته خرج المشاهدون في القرى يطلقون النار في الهواء لمدة نصف ساعة فرحا ومباركة لهذه الزيجة التي باركتها السماء, من بينهم اعيان ووجهاء في المنطقة لم تمنعهم القبيلة من الخروج مما تعتبره ثابتا مقدسا..


موسى الطيار- اخصائي اجتماعي- من ابناء شرعب- أرجع هذا "الهوس الشرعبي" بالمسلسل التركي الى غياب البديل الدرامي الافضل خاصة بعد هبوط مستوى الدراما المصرية. وقال: العجيب ان كبار السن والعجائز والمراهقين والفتيات جميعهم وقعوا في غرام الدراما التركية فما بالك وقد ظهر رجب طيب اردوغان كما لو كان المخلص الوحيد لنكبات ومأسي الامة من الصلف الصهيوني.


وقال: أن هذا يشبه فترة مزدهرة من حكم صدام حسين في العراق وتمثله لدور البطل العربي قائد التحرير الفذ, وكيف صار في تلك الفترة كل ما هو عراقي جميل ومطلوب مثل الفن والثقافة والعلم والدراما..


وابدى الطيار تخوفه من ان تنقل تلك المسلسلات التركية الى المجتمعات العربية ثقافة مغايرة وصادمة حيث يتعامل المشاهد في تلك القرى مع احداث المسلسل كما لو كانت مشاهد حقيقية فتراه يتفاعل معها ويبكي ويفرح ويطلق الرصاص في الهواء مع كل موقف حسبه لصالح البطل, اضافة الى ان المسلسل يوصل رسالة للمشاهد ان مناظر القبلات وتبادل الخطيبات والانجاب من خلال فترة الخطوبة امرا اعتياديا خاصة اذا ما عرف المشاهد القروي ان ابطال المسلسل الذين يتفاعل معهم كما لو كانوا حقيقيون هم مسلمون مثلنا وبالتالي فان تلك المواقف عادية وليس لها علاقة بالحلال والحرام.


((هذا زمن الاتراك خيرا وشرا))