اصنع حياتك واملأ الكوب الفارغ
"كما تفكرون تكونون"... هكذا كان الإغريق ينظرون إلى معنى الحياة والتفاؤل..
فأنت الذي تصنع حياتك، وشخصيتك هي انعكاس لما يستقر في عقلك وضميرك، فالإنسان الذي يتمتع بالثبات وقوة الإرادة في مواجهة المشاكل وتميزه روح التفاؤل هو الإنسان الناجح في تحويل ضعفه إلى قوة وفشله إلى نجاح، فالقوة التي يكتسبها المرء من خلال طريقته في التفكير هي التي تصل به إلى النجاح، وهي التي تقضي على أي عقبات بهدوء، دون أن يتعرض للتشويش الذهني والإرباك العقلي والتوتر النفسي، كما تمنحه السيطرة الكاملة على شؤون حياته ومشاكلها.
يقول الفيلسوف الاميركي ايمرسون: "ان النجاح عصفور صغير يقبع في عش بعيد مرتفع ومحاط بالاسوار وكلنا يريد هذا العصفور، لكن من الذي يصل اليه؟! البعض يقف امام الاسوار في انتظار ان يطير العصفور فيقع بين يديه، وقد يطول به الانتظار فيصاب باليأس وينصرف، والبعض يدور حول الاسوار باحثا عن منفذ او طريق الى العصفور، ومن هذا البعض يصل الناجحون المتفائلون». فاعرف هدفك وفكر بإيجابية ولا تترك حياتك في يد الظروف والتشاؤم فكل هذه المشاعر السلبية لا تؤدي إلا إلى الإحباطات والفشل، فالإنسان بطبعه يؤثر كثرة الشكوى ويظن بذلك العمل أنه حالة تنفيسية تخفف عليه عملية إفراز الأدرينالين.. والحقيقة أنه لا يدري أن بتصرفه ذلك إنما يركن إلى حالة قصر النظر إلى أقصى حد؛ فهو لا يرى سوى السلبيات ولا يسمع إلا كل أمر مزعج، لأن تفكيره تمحور ضمن دائرة ضيقة أحكم طرفاها على رؤية الغم ومشاعر الهموم.
علينا أن نتذكر دائمًا البنك الموجود في عقولنا، هذا البنك الذي نودع فيه الكثير من المشاعر يوميًا، وآلاف الأفكار سواء السلبية أو الإيجابية، المشكلة أننا نفاجأ بأننا أصبحنا نعيش حالة مزاجية سيئة، ولا ندرك أننا الذين صنعنا تلك الحالة، وأننا قد تجعل حياتنا رائعة وجميلة، أو سيئة وكئيبة..
في كل صباح اسأل نفسك: كيف تريد ذلك اليوم؟ هل تريده يومًا سعيدًا؟ أم تريده يومًا حزينًا؟ لو سألت نفسك هذا السؤال كل يوم، فالنتيجة الطبيعية أنك ستختار اليوم السعيد وبالتالي ستحصل عليه لأنك ستهيئ عقلك للسعادة والعمل بنشاط...
صباح الخير... يوم جديد كله أمل وسعادة وتفاؤل... هذا ما يجب أن تقوله لنفسك كل يوم في الصباح..
حتى إن كنت تعاني من فشل ما في بعض الأمور، أو تعاني من مشاكل في أي مجال من مجالات الحياة، فلا تنس أبدًا قول الشاعر:
للخلف كانت خطوة من أجل عشر للأمام
هل تعرف الحكمة التي تقول: إن المدفع كي يطلق طلقته إلى مئات الأمتار للأمام يحتاج أن يرجع للخلف ولو عدة سنتيمترات.
فهل تأخرت بضع خطوات في حياتك، استمع لصوتك الداخلي ستجده يقول لك: لا تتأثر أنت قوي، أنت ناجح، أنت تستطيع أن تفعل كل شيء في حياتك بالشكل الذي تريده
كم تشتكي وتقول إنك معدم والأرض ملكك والسما والأنجم
كل شيء في الكون ملكك، وأنت وحدك الذي تستطيع أن تستثمر كل شيء في هذا الكون...
تفاءل واجعل الكون من حولك يتفاءل معك..
لن أقول لك كما كانوا يقولون قديمًا: المتفائل يرى النصف الممتلئ من الكوب، لكني سأقول لك املاً النصف الفارغ من الكوب، ابدأ اليوم، وانفض الكسل عن عقلك، واتجه في طريقك نحو النجاح، وتحقيق أهدافك، لا تجلس ساكنًا تنظر إلى الأكواب الفارغة والممتلئة، بل سارع بالعمل والنجاح..
احصل على ما تستحقه، فأنت تستحق الكثير والكثير ..
المفضلات