الزلازل تلاحق الجزائريين*!‬

الجمعة, 21 مايو 2010 18:23


الزلازل تلاحق الجزائريين*!‬الأرض تهتز شرقا وغربا*.. ‬وبوناطيرو* ‬يتوقع استمرار النشاط الزلزالي عاودت الأرض لتهتز من جديد* ‬يوم أمس الأول لتمس منطقتين ساحليتين متفرقتين إحداهما بالقليعة في* ‬ولاية تيبازة* ‬غرب العاصمة والأخرى بشرقها وبالتحديد بتاكسنة* ‬غرب ولاية جيجل،* ‬شدة الأولى* ‬3*.‬8* ‬درجات على سلم ريشتر،* ‬فيما قدرت شدة الثانية بـ2*.‬9* ‬درجات،* ‬وذلك بعد أقل من عشرة أيام من الزلزال الأخير الذي* ‬ضرب منطقة المسيلة وما جاورها أين خلف قتيلان والعشرات من الجرحى والمئات من المنكوبين وهي* ‬الهزات التي* ‬ستتواصل حسب بوناطيرو عالم الفلك والجيوفيزياء الذي* ‬يؤكد بأنه نشاط عادي* ‬للأرض من أجل إفراز طاقتها الكامنة على أن* ‬يستمر ذلك إلى* ‬غاية منتصف الشهر المقبل*.‬
ويتزامن هذا النشاط الزلزالي* ‬بالشمال الجزائري* ‬باعتبارها تقع في* ‬منطقة زلزالية نشيطة،* ‬والذكرى السابعة لأعنف زلزال شهدته الجزائر بداية هذه الألفية،* ‬حيث خلف أربعاء بومرداس الأسود آنذاك* ‬1391* ‬قتيلا و3444* ‬جريحا وخسائر مادية تجاوزت الـ3* ‬مليارات دولار،* ‬أين اهتزت الأرض* ‬يوم* ‬21* ‬ماي* ‬سنة* ‬2003* ‬تاركة وراءها دمارا وآثارا لا* ‬يمكن نسيانهما بموقع الهزة بولاية بومرداس والولايات المجاورة لها،* ‬في* ‬الوقت الذي* ‬سارعت فيه السلطات إلى اتخاذ كامل التدابير لإعادة إحياء العديد من المناطق ببومرداس خاصة تلك التي* ‬تضررت من هذه الكارثة الطبيعة*.‬

توقعات بوناطيرو*..‬
أكد الخبير في* ‬علم الفلك والجيوفيزياء،* ‬لوط بوناطيرو أن الزلزال الذي* ‬ضرب ظهر أول أمس الخميس منطقة القليعة بولاية تيبازة وكذا ولاية بجاية،* ‬هو نشاط زلزالي* ‬عادي،* ‬يدخل في* ‬إطار إفراز الأرض لطاقتها الباطنية،* ‬مضيفا أن الأرض في* ‬أوقات أو شهور معينة من أيام السنة تكون معرضة لحدوث هذا الأمر*. ‬موضحا في* ‬تصريح خص به* »‬أخبار اليوم*« ‬في* ‬اتصال هاتفي* ‬أن أواخر شهري* ‬أفريل وماي* ‬هي* ‬فترة مرشحة لحدوث أنشطة زلزالية وبركانية،* ‬وهو ما* ‬يحدث هذه الأيام لا سيما مع وقوع زلازل قوية في* ‬مختلف دول العالم لا سيما في* ‬هايتي،* ‬الشيلي* ‬والمكسيك،* ‬الذي* ‬اعتبر أن للأرض فترات للانتعاش الجيوفيزيائي،* ‬وبالتالي* ‬إفراز طاقاتها الباطنية الكامنة،* ‬مشيرا في* ‬الصدد ذاته إلى أن كوكب الأرض هو الكوكب الوحيد الحي* ‬في* ‬المجموعة الشمسية*.‬
وأضاف الخبير في* ‬علم الفلك والجيوفيزياء،* ‬أن الزلزال الذي* ‬شهدته ولاية تيبازة والذي* ‬بلغت شدته* ‬4*.‬3* ‬درجة على سلم ريشتر وليس* ‬3*.‬8* ‬حسب ما تداولته العديد من القنوات الإعلامية هو أمر طبيعي،* ‬شأنه شأن زلزال بجاية الذي* ‬هز المنطقة في* ‬اليوم نفسه بحكم أن المناطق تلك زلزالية وتاريخها الزلزالي* ‬يشهد على ذلك،* ‬مضيفا أنه ستكون هناك هزات أخرى،* ‬خلال الأيام اللاحقة بحيث سيستمر النشاط* ‬*-‬حسبه*-‬* ‬إلى* ‬غاية منتصف الشهر المقبل،* ‬حيث قال في* ‬هذا الصدد* »‬إن الهزات الأرضية مستمرة إلى* ‬غاية نهاية جمادى الثانية* »‬حسب الأشهر القمرية كما جاء على لسان بوناطيرو*«. ‬وعن سؤال* ‬يتعلق حول إن كان زلزال تيبازة الأخير وبجاية اللذان توقعهما بوناطيرو بعد زلزال المسيلة،* ‬فقد أكد أن النشاط الزلزالي* ‬متواصل بحيث اعتبرهما من بين ما توقعه العالم الفلكي* ‬بحكم علمي* ‬أكيد وهو اقتران جاذبية القمر مع جاذبية الشمس وهي* ‬الفترة التي* ‬يزداد فيها النشاط الزلزالي* ‬خاصة في* ‬المناطق الساحلية للوطن التي* ‬تعرف هشاشة في* ‬التربة*.‬

دعوة لبناء سكنات تتلاءم مع خصوصيات كل منطقة
دعا وزير السكن والعمران نور الدين موسى أمس الأول من بسكرة على ضرورة تجسيد مشاريع سكنية تتلاءم وخصوصية الطبيعة لكل منطقة*. ‬وأوضح الوزير لدى إشرافه على جانب من أشغال ملتقى جهوي* ‬حول نظام البناء الحامل المترابط واستعماله في* ‬البرامج السكنية احتضنه مركز البحث العلمي* ‬والتقني* ‬للمناطق الجافة عمر البرناوي* ‬أن تطبيق نظام بناء معين* ‬يستوجب مراعاة المعطيات الجغرافية والتضاريسية والمناخية وطبيعة التربة،* ‬مشددا على أهمية الاختيار الأمثل لأرضية البناء ومواد البناء وتصاميم المشاريع*. ‬في* ‬حين أبرز الوزير أن تنفيذ نظام بناء في* ‬منطقة بحد ذاتها لا* ‬يعني* ‬بأي* ‬حال عدم صلاحية بقية الأنظمة كنظام البناء الحامل التقليدي* ‬والأنظمة المصنعة بالهيكل المعدني* ‬بل كل ما في* ‬الأمر مثلما أضاف أن نظام البناء المعتمد* ‬ينبغي* ‬أن* ‬يستجيب للمعايير التقنية لتلك المنطقة ومقاييس النوعية والأسعار والآجال والرفاهية لأجل بلوغ* ‬خط التنمية المستدامة في* ‬البناء*. ‬هذا وتشير المعلومات التقنية حول نظام البناء الحامل المترابط إلى ان هذا الأخير* ‬يتميز بإمكانية استعمال مواد محلية في* ‬البناء وكذا الاستغناء عن أعمدة الخرسانة المسلحة المتداولة على نطاق واسع في* ‬المشاريع السكنية ومختلف الإنشاءات*. ‬يذكر في* ‬الأخير إلى أن نظام البناء الحامل المترابط لديه قدرة على مقاومة العديد من العوامل الطبيعية السلبية كالزلازل والرياح وانزلاقات التربة والجفاف*. ‬وبما أن الجزائر ليس في* ‬منأى عن هذه الكوارث فلا بد من تضافر كامل الجهود من أجل بناء أكبر عدد من تلك البنايات التي* ‬تصد تلك الكوارث خاصة وأن الشريط الساحلي* ‬الجزائري* ‬معرض لنشاط زلزالي* ‬في* ‬أية لحظة*. ‬

الجزائر تتذكر نكبة زلزال بومرداس

تذكر سكان ولاية بومرداس وما جاورها من مدن وولايات،* ‬أمس النكبة التي* ‬حلت بهم وعلى الجزائريين جميعا والمتمثلة في* ‬الزلزال المدمر الذي* ‬مرّ* ‬عليه* ‬7* ‬سنوات تاركا وراءه الهول وتشريد العديد من العائلات دون ذكر الموت تحت الأنقاذ والجرحى والمعوقين وكانت حصيلة هذه الكارثة الطبيعية العنيفة ثقيلة حيث تسببت في* ‬هلاك* ‬1391* ‬شخص وإصابة* ‬3444* ‬آخرين بجروح كما ألحقت خسائر مادية تجاوزت* ‬3* ‬مليارات دولار*. ‬كما شل هذا الزلزال الذي* ‬حدد مركزه بمنطقة زموري* ‬البحري* ‬الحياة بأكملها وكأنه* ‬يوم الهول،* ‬حيث ألحقت أضرارا متفاوتة الخطورة بأكثر من* ‬100* ‬ألف مسكن منهم أكثر من* ‬10* ‬آلاف مسكن هدمت بكاملها إضافة إلى الأضرار الجسيمة التي* ‬لحقت بالمرافق العمومية وعلى البنية التحتية بأكملها*. ‬
ومن بين أهم التبعات التي* ‬نجمت عن هذه الكارثة والتي* ‬أصبحت تؤخذ بعين الاعتبار في* ‬المشاريع والبنايات هو إعادة تصنيف الولاية من منطقة زلزالية من الدرجة الثانية إلى منطقة زلزالية من الدرجة الثالثة،* ‬حيث تم على إثر ذلك إعادة تكييف كل المشاريع التي* ‬كانت قيد الإنجاز أو التي* ‬هي* ‬في* ‬طور الانطلاق أو التي* ‬ستنطلق لاحقا*. ‬كما سمح هذا الزلزال العنيف استنادا إلى الدراسات المتخصصة التي* ‬أقيمت في* ‬هذا الشأن بمعرفة المناطق التي* ‬مر بها الخط الزلزالي* ‬ومركزه حيث تم تصنيفها وأخذها في* ‬الحسبان في* ‬كل مخططات التهيئة والتعمير التي* ‬يجري* ‬إعادة مراجعتها جميعها إلى حد اليوم مباشرة بعد السنة التي* ‬وقع فيها الزلزال*. ‬
وبعد سبع سنوات من تنصيب الشاليهات خصيصا للمنكوبين وإعادة إسكان أغلبية العائلات في* ‬سكنات لائقة تحولت مواقع هذه الشاليهات التي* ‬أعيد منحها لعائلات أخرى* ‬غير منكوبة في* ‬إطار اجتماعي* ‬إلى عبء ثقيل على الدولة بعد تدهور حالتها* ‬وتشويهها للمنظر العام لكل الولاية نظرا لمدة صلاحيتها المحدودة*. ‬ويجرى حاليا التفكير لوضع إستراتيجية شاملة للقضاء على الظاهرة السلبية المترتبة عن هذه الشاليهات ترتكز على تسجيل إنجاز برنامج سكني* ‬اجتماعي* ‬هام مستقبلا تمنح سكناته بعد إنجازها للقاطنين بالشاليهات بعد دراسة الملفات حالة بحالة ليتم بعد ذلك إزالتها واستغلال العقار المسترجع في* ‬مشاريع تنموية وسياحية أخرى خاصة وأن الشاليهات تحتل مساحات شاسعة وتقع بمواقع حضرية وسياحية هامة*. ‬وكانت الدولة قد رصدت بعد الكارثة ميزانية ضخمة في* ‬كامل المجالات حيث تم إنجاز برنامج سكني* ‬استعجالي* ‬ضخم* ‬يتكون من ثمانية آلاف مسكن لإعادة إسكان المنكوبين بعد تهدم سكناتهم أين تم إلى حد اليوم تسليم* ‬7350* ‬وحدة سكنية،91* ‬بالمائة من مجمل البرنامج السكني* ‬المبرمج ويبقي* ‬650* ‬وحدة سكنية قيد الإنجاز*. ‬وتم التكفل في* ‬هذا الإطار بـ* ‬6848* ‬عائلة منكوبة تهدمت سكناتها بإعادة إسكانها في* ‬سكنات لائقة و3272* ‬عائلة أخرى في* ‬نفس الخانة منحت لها إعانات مالية مباشرة من أجل إعادة بناء سكناتها المهدمة أو اقتناء سكنات جديدة لتبقى* ‬500* ‬عائلة تنتظر إعادة الإسكان ببلدياتهم الأصلية في* ‬السكنات التي* ‬لا تزال قيد الإنجاز،* ‬كما تم التكفل كلية في* ‬نفس الإطار بـ* ‬85738* ‬مسكن متضرر جراء الزلزال بعمليات الترميم على عاتق مؤسسات البناء التي* ‬جندتها الدولة أو عن طريق منح إعانات مالية مباشرة للمنكوبين للقيام بعمليات الترميم وإعادة بناء سكناتهم،* ‬كما شملت عملية إعادة التهيئة والبناء العديد من المنشآت الأخرى سواء تعلق الأمر بقطاع التعليم،* ‬الصحة،* ‬الري* ‬أو الكهرباء وحتى الأشغال العمومية من أجل أن تستعيد جوهرة الساحل بومرداس بريقها من جديد الذي* ‬فقدته خلال السنوات الماضية المتزامنة والزلزال المدمر الذي* ‬ألحق بها خسائر في* ‬كامل مجالات الحياة*.




نطلب الله العلي القدير أن يعينهم في محنتهم