من كتاب Punished by Rewards by Alfie Kohn
هل إعطاء المكافأة أمر فعّال؟؟

ما المقصود بالمكافأة هنا؟
المقصود: مثلا" نظم غرفتك وأعطيك حلوى"أو " نظمها وسأحبك" ولا عيب في إعطائه حلوى مثلا إنما الإشكال في جعلها مكافأة لعمل تطلبه منه.واقصد أيضا المكافآت الخارجية التي نعطيها لشخص ما مقابل أداء عمل معين.

هل تغيّر المكافآتُ السلوك؟

لمناقشة هذا الموضوع يطرح المؤلفُ 3 أسئلة


1- مع من تكون فعّالة؟
مع الذين يعتمدون عليك ويحتاجونك وبالتالي لتجعلهم يسلكون مسلكا معينا تريده أنت ،لا بد أن يكونوا في وضع المحتاج إليك لكي تعزز المكافآتُ السلوكَ المطلوب.
2- ما مدة فعّاليتها؟
تعمل على المدى القصير.بمعنى سينظف طفلك غرفته طالما أنك تعطيه مكافأة ولكن المشكلة فيما لو زهِد في الحلوى التي تعِدُه بها مثلا أو أصبح يطلب المزيد من الحلوى أو المزيد من تكرار إعطائها؟
الحكم على المكافآت يأتي من سؤال "هل تؤدي إلى تغيّر بعيدِ المدى؟"أي تغيّر يبقى ولو زالت المكافأة. نريد أن نعرف ماذا حدث للغرفة أو لكل ما تريده أن يفعله للحصول على المكافأة يوم أن تختفي المكافأة.
إليكم ما يلي وهذا غيض من فيض:
يذكر المؤلف أن 28 برنامجا استخدمته 9 شركات مختلفة لإقناع موظفيهم بربط أحزمة المقاعد في السيارات.وتمت مراقبة نصف مليون سيارة لمدة 6 سنوات. والنتيجة:
البرامج التي وَعدت بمكافأة من يربط الحزام كانت الأقل تأثيرا على المدى البعيد.لأنها وجدت تغيّرا في النتيجة تراوَحَ بين زيادة بنسبة 62% إلى نقص بنسبة 4% وأما البرامج التي لم تعد بأي مكافأة فشهدت زيادة في ربط الأحزمة بنسبة 152%. وقد أذهلت النتيجة الباحثين.
3- في أي الأمور تكون فعّالة؟
تكون فعالة في جعل الآخرين يمتثلون لما تريد منهم. فإذا أردت أن يطيعَ الآخرون أوامرك ويفعلوا ما يُطلب منهم فلا شك أن المكافآت تجدي هنا ولكن إذا أردت الحصول على نوعية عمل جيدة على المدى البعيد وأردت مساعدة طلابك على أن يكونوا مفكرين أحرارا ومتعلمين بدافع ذاتي أو أردت دعم أطفال لتطوير قيم نبيلة فان المكافأة لا تجدي هنا بل تؤدي إلى عكس ما تريد . والغريب أن المدارس بصفة خاصة تستخدم أسلوب المكافآت بأشكال مختلفة ( علامات ونجوم وشهادات ووعود بأشياء مختلفة) ومع ذلك............



هل تحسّن المكافآتُ الأداء؟

في الجزء الأول كان الحديث عن المكافأة والسلوك وهنا عن المكافأة ومستوى الأداء أو الإنجاز.
ذكر المؤلف ( الكتاب عنوانه Punished by Rewardsأي العقوبة بالمكافأة والمؤلف Alfie Kohn)،ذكر المؤلفُ عدة تجارب أجريت على أعداد كبيرة من الصغار والكبار لمعرفة اثر الوعد بالمكافأة على الأداء وذكر أن النتيجة كانت أن الذين لم يُوعَدوا بأي مكافأة أدوا أعمالهم بشكل أفضل وأن أداءهم كان أقوى من الذين وُعِدوا بمكافأة. ومن الأمثلة:
- المكافآت تقتل الإبداع وقد تبين هذا عندما طُلب من فريقين كتابة قصائد شعرية وقصصا جديدة وكان إنتاجُ الفريق الذي لم يُوعد بالمكافأة أقوى من الفريق الآخر.
- الأطفال الذين يتعلقون بالمكافآت التي يُوعَدون بها يستخدمون طرقا للتعلم لا ترقى إلى مستوى الطرق التي يستخدمها الطلابُ الذين يتعلمون للتعلم نفسه ولا يبتغون من وراء ذلك جزاءا ولا شكورا من أحد.
أتذكرون أسئلة الجزء الأول من هذه السلسلة؟

لمن المكافآت أو من الذي تُجدي معه المكافأة؟
إذا كان ما تؤديه من عمل سخيف بالنسبة لك أو سهل فقد تقرر أن تبذلَ جهدا فقط إذا أعطِيتَ شيئا في المقابل خارج المهمة نفسها.

والى متى تبقى المكافأة فعالة؟(مدة فعالية المكافأة)
لتضمن المكافأة الأداءَ العالي على المدى البعيد لا بد ألا تنقطعَ المكافأة أبدا.

ما نوعية المهمات التي يؤديها الناسُ بشكل أفضل إذا وُعدوا بمكافأة؟
الوعد بالمكافأة يُحسّن الأداء في المهمات السهلة التي لا تتطلب جهدا عقليا كبيرا وحتى هذه، لا تحسُنها إلا بشكل كمي لا نوعي.
وعندما تبين لبعض المهتمين بهذه المواضيع أن المهمات السهلة الموعودة بمكافآت (مثل ختم ظروف لإرسالها) تُنجز بشكل أسرع، خرجوا بنتيجة أنّ أسلوب المكافآت يجدي في كل مكان ومع الناس كلهم وفي جميع المهمات وتغيير السلوك وانه قانون إنساني طبيعي.
وقد تبين لبعض الدارسين لهذا الموضوع أنّ المكافآت سيكون لها تأثير ضار على الأداء عندما تكون المهمة مشوقة وعندما يكون الحل ليس واضحا ولا توجد له إجابة واحدة.( فرق شاسع بين سؤال: من قاد المسلمين في القادسية وسؤال لم وقعت المعركة؟)
النتيجة:
"افعل هذا وأعطيك كذا" لا يثمر سواء أكان الهدفُ تغيير سلوك أم تحسين أداء وسواء أكنا نتعامل مع صغار أم كبار وسواء أكانت المكافأة مالا أم درجة أم نجمة ذهبية أم حلوى وغيرها.............
فالذين يُوعدون بالمكافأة:
- يختارون مهمات سهلة
- اقل فاعلية في استخدام المعلومات المتاحة لحل مشكلة
- واقل منطقية في استراتيجياتهم لحل المشكلات
- مع أنهم – في الظاهر- يبذلون جهدا كبيرا، إلا أن الجهدَ نوعيته ضعيفة وأخطاؤه كثيرة ونمطي واقل إبداعية.