الصداقات اليوم ( في العديد من نماذجها )
هامشية سطحية تهدف الى اللهو والثرثرة والسمر
وتمضية الوقت انها اشبه شيء بالقميص الذي يمل الشاب
او الفتاة من لبسه فيميلان الى استبداله بآخر...
هذا اللون من الصداقات لا يقوم على اساس متين
ولذلك فان اركانه تنهار بسرعة سريعة فما ان يختلف الصديقان
او المتعارفان على امر او موقف او حاجة معينة
حتى يتحولا الى عدوين متصارعين لا يراعي
احدهما حقا او حرمة للآخر...
انها صداقات وزمالات تجتمع بسرعة وتنفرط بسرعة..
قد يجمعها العمر.. او المدرسة.. او المحلة.. او النادي.
ويفـــرقهـــــا:
خلاف بسيط في الرأي.. او مهاترة كلامية..او سخرية لاذعة
.. او خديعة.. او الخضوع لايقاع طرف ثالث.. وهكذا..
ان حجر الاساس القوي الذي تحتاجه الصداقات الحقيقية
هو الايمان بالله. والاخلاق الكريمة .والتقارب الثقافي.
والانسجام العاطفي والمواهب المشتركة.
ومعرفة حقوق الصديق ورعايتها والا فصداقة لاهية
او عابرة. او مجرد تمضية وقت. ستنقلب على اطرافها وبالاً
(يا ويلتا ليتني لم اتخذ فلانا خليلا *
لقد اضلني عن الذكر بعد اذ جاءني)
.. (الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين)....
ان اختيار الرفيق قبل الطريق قد يكون
مهما في السفر من مكان الى آخر
لكنه اكثر اهمية في السفر الدنيوي الى الاخرة...
فنحن بحاجة الى الصديق الذي يقوي ايماننا
ويزيد في علمناويناصرنا على قول
وفعل الخير والحق وينهانا عن قول
وفعل الباطل والمنكر..
ويدافع عنا في الحضور والغياب..
ويساعدنا وقت الضيق والشدة, ولذا قيل:
(المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل).
الصداقة عقد وميثاق اخوة
وتبادل يزداد مع الايام والتجارب وثاقة..
وليس لعبة نقبل عليها للتسلية
ثم اذا مللناها تركناها...
منقول للعلم فقط
المفضلات