خمرة ُ الشفاه ...
قلعة قلاع الشعر ...هي قصائدي
لا تـُفتح ُ أبوابها
إلا بإشارة ٍ من يدي
وفي لحظة ٍ من أعذب ِ اللحظات ِ
اخترت ِ يا سيدتي
أن تكون َخمرة ُ الشفاه
عنوانا ً لأحد ِ الأبواب
ودون استئذان ٍ من كلماتي
التي تتراقص كالغجريات ِ
على صفحاتي
قلعة قلاع الشعر...دَخلـْت ِ
وسر أسرارها...اكتشفـْت ِ
ورمز رموزها...حـَللـْت ِ
وبأس حراسها...أ َسرْت ِ
وصاروا جميعا ً
بعضُ مَنْ بيمينك ِ مـَلكـْت ِ
***
يا خمرة َ الشفاه ِ ... يا سحابة ًَ
على دفء كرومي انهمرت ِ
فسافرت عناقيدها
إلى خمرة ِ شفتيك ِ
مهد حضارتها
ومآل اندثارها
فازدانت السماء
ببريق أبهى لقاء
واحتفاء ً بهذا الاحتفاء
كما لم يسبقك ِ قبل من النساء
ليقبل خمرُ شفتيك ِ دعوتي
مع إطلالة ِ كل شتاء
أن نقيم احتفال الابتداء
ونشرب ُ نخب الأصدقاء
فارتشفي يا عصفورتي
من خمرة ِ أشعار ٍ
عتقتـُها مذ اكتـُشفتْ الخمرة
وإن يوما ً أ ُطفأت
نيران صفحاتي اللاهباتي
ستولد في المواقد ألف جمرة ٍِ وجمرة
***
سأُنـْزِلُ مِنْ برق ِ عينيك ِ
أنهارا ً من الغيوث الحالمات ِ
تـُطفئُ لظى ما تصحـَّرَ من أراضيَّ القاحلات ِ
ولن يـُخمَد بعد اليوم أتون كلماتي
ولو بمياه البحار أو المحيطات ِ
لأنه اغتدى
رمزَ رسالاتي
إلى كل الروابي الغافيات ِ
على مياه ِ راحتيك ِ
وخدود الأزاهير الساهمات ِ
على ضفاف ِ جفنيك ِ
وخشوع الفراشات ِ
في محراب ِ وجنتيك ِ
***
وتسأليني يا زنبقتي
أي ُّ وحي ٍ يرف بكتاباتي
لتهدر شلالات ٍ ... شلالات
وتغدو مشاتلها غابات ٍ ... غابات
كيف لك ِ يا بنفسجتي
أن تسألي ؟
وأنت ِ التي شـَعرك ِ فوق ترابي
أمطرت ِ
كيف لك ِ يا نرجستي
أن تسألي... ؟
أ تثمر أفانين قافياتي
في تراب ٍ غير ترابك ِ ...؟
وأنت ِ التي نسغك ِِ في أحطابي
زرعت ِ
كيف لك ِ يا أيقونتي
أن تسألي... ؟
كيف تخضرّ ُفي الهجير واحاتي ...؟
وأنت ِ التي عطرك ِ فوق سرابي
سكبت ِ
أبعـْدَ كل هذا الرحيق الذي من أشعاري
.... شـَربـْت ِ
وكل هذا الضوع الذي به ِ من قافيتي
.... تضوعـْت ِ
وكل هذا المطر الذي بهِ من مفرداتي
.... اغتسلـْت ِ
تسألين يا سيدتي
وأنت التي تدركين
وتعلمي علم النور واليقين
بأني ما كتبت ُ إلا النذر اليسير مما ملكت ِ
راق لى
المفضلات