السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات
بدأ الله سبحانه وتعالى بنفسه وثنى بالملائكة وثلث بالعلماء دون سائر خلقه
وكل من يخشى الله تعالى فهو عالم
قال0 صلى الله عليه وسلم 0من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين والله يعطي ولا تزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك وعن أبي هريرة رضي الله عنه- من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة وما اجتمع قوم في مسجد من مساجد الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفت بهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده
قال رسوله الله صلى الله عليه وسلم 0من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا من طرق الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا جوف الماء وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وإن العلماء ورثة الانبياء وإن الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر0
وأما وضع الملائكة أجنحتها لتجلس فتسمع منه وا لتبسط أجنحتها له بالدعاء ولو لم تعلم الملائكة أن منزلته عند الله تستحق ذلك له فعلته. وأما استغفارهم والدعاء لهم بالمغفرة ظنك بدعاء قوم لا يعصون الله ما أمرهم
وأن العالم يكمل بقدر اتباعه للنبي صلى الله عليه واله لان النبي هو الشمس لقوله تعالى- إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيان إلى الله بإذنه وسراجا منيرا 0 ولما كان القمر يستفيد من الشمس وكلما كثر توجهه إليها كثر ضوءه حتى يصير بدر
وكفى بذلك شرفا عند كل عاقل على العبادات وغيرها.
إن كل خير مكتسب في العالم بسبب العلم وكل شريكتسب في العالم فهو بسبب الجهل.

أن العلم نور يستضيء به العبد فيعرف كيف يعبد ربه، وكيف يعامل عباده، فتكون مسيرته في ذلك على علم وبصيرة‏.‏
أن العالم نور يهتدي به الناس في أمور دينهم ودنياهم، ولا يخفى على كثير منّا قصة الرجل الذي من بني إسرائيل قتل تسعًا وتسعين نفسًا، فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على رجل عابد فسأله هل له من توبة‏ فكان العابد استعظم الأمر فقال‏ ‏ لا‏.‏ فقتله فأتم به المئة، ثم ذهب إلى عالم فسأله فأخبره أن له توبة وأنه لا شيء يحول بينه وبين التوبة، ثم دله على بلد أهله صالحون ليخرج إليها، فخرج فأتاه الموت في أثناء الطريق‏.‏ والقصة مشهورة ‏.‏ فانظر الفرق بين العالم والجاهل‏.‏
أن الله يرفع أهل العلم في الآخرة وفي الدنيا، أما في الآخرة فإن الله يرفعهم درجات بحسب ما قاموا به من الدعوة إلى الله - عز وجل - والعمل بما علمـوا، وفي الدنيا يرفعهم الله بين عبـاده بحسب ما قاموا به‏
.‏